طيب السمر في أوقات السحر (المؤلف : شهاب الدين الحيمي الكوكباني) كتاب (طيب السمر في أوقات السحر) من نوادر المجاميع الشعرية، في النصف الأول من القرن (12هـ) يفهم من التعليق الأخير على الكتاب أن مؤلفه شهاب الدين الحيمي الكوكباني (ت 1151هـ) يرد فيه على ابن معصوم ما أخذه عليه اهل اليمن من تاخير ذكرهم في كتابه (سلافة العصر) فكان أن اقتصر الكوكباني في كتابه على ذكر فضلاء اليمن، وجعل خاتمة الكتاب في تراجم أهل الشام، كما يذكر، والحقيقة أن هذا القسم أيضا لم يترجم فيه لأهل الشام، وإنما ترجم لآخرين، من أشراف مكة وغيرها، واما الأقسام الأربعة، ففي القسم الأول ترجم لفضلاء مدينته كوكبان، ويضم (64) ترجمة. والثاني: لأفاضل صنعاء، ويضم (82) ترجمة. والثالث: في فضلاء (شبام) ويضم (57) ترجمة. والرابع: لما يسامت بلاد كوكبان من الثلاث جهات، ويضم (49) ترجمة)
وقال في مقدمته: (وختمته بنفحةٍ من نفحات الشام، ووضعتها مسك ختام لتلك الأقسام .... ولما كان حصن كوكبان الذي رأسه شمخ، .... وطني الذي به أتطاول ... تعيَّن علي أن أهزّ في مدحهِ من الأقلام القُضُب، وأن أقدم ذكر أهله هنا تقديم بسم الله في الكتب)
وظل هذا الكتاب عزيز الوجود، أشبه بالمفقود، في كوكبان نفسها، وقد عبر عن ذلك المرحوم محمد زبارة (ت 1380هـ) في كتابه (نشر العرف: 1/ 252) بقوله: (وهو من الكتب النادرة، فإني لا أعلم بنسخة منه كاملة في صنعاء، ولا في غيرها) إلا أن الأستاذ الحبشي تمكن من العثور على نسختين كاملتين للكتاب، الأولى: تحتفظ بها مكتبة المتحف البريطاني، والثانية تحتفظ بها مكتبة شستربتي بدبلن. فكانت عمدته في تحقيق الكتاب مع النسخة التي اطلع عليها زبارة وتضم قسم كوكبان وبعض قسم صنعاء.
أما مؤلف الكتاب فخطيب (كوكبان) وشاعرها، يتصل نسبه بنشوان الحميري صاحب (الحور العين) له أكثر من (40) كتابا، سمى الأستاذ الحبشي (21) منها في مقدمة التحقيق، ومنها (نجوم الليل الطالعة على غرر الخيل- ط) و(حدائق النمام في الكلام على ما يتعلق بالحمام - ط) و(عطر نسيم الصبا -ط)
ويعتبر واحدا من أهم ذيول (ريحانة الألباء) للشهاب الخفاجي (ت 1069هـ) والذي ترجم فيه لشعراء عصره، وكان لأهل اليمن احتفاء كبير بكتاب الريحانة، تجلى في كثرة الذيول التي ذيلوه بها، ومن ذلك: (ترويح المشوق وتلويح البروق) لشرف الدين ابن المطهر (ت 1072هـ) و(صفوة العاصر في أدب المعاصر) للجرموزي (ت 1146هـ) و(ذوب الذهب بمحاسن من شاهدت في أهل عصري من أهل الأدب) لأبي طالب المحسن بن أحمد (ت 1170هـ) وذيله (الإشعار بما استجد لأهل عصري من الأخبار والأشعار) وتاريخه الضخم الذي سماه (طيب اهل الكساء) ويليه من حيث الترتيب الزمني كتاب (الحدائق المطلعة من زهور أبناء العصر شقائق) لعبد الله بن عيسى الكوكباني (ت 1224هـ)
ويعود الفضل في اكتشاف الكتاب إلى الأستاذ الحبشي، الذي كان أول من نبه الناس إلى وجود الكتاب واهميته، وذلك في بحث نشره في مجلة اليمن (عدد 13/ رمضان/ 1393هـ 1973م) ثم خصه بدراسة موسعة بعنوان (الحيمي ومدرسة البديع في اليمن).وقد طبع الكتاب بتحقيقه أبوظبي: المجمع الثقافي 1423هـ 2002م مج 2 (680 ص)
|