المغني في البيطرة (في الخيل والجمال وغيرها) (المؤلف : الملك الأشرف الرسولي) عرف عن الملك الأشرف الرسولي: عمر بن يوسف (ت 696هـ) اشتغاله الواسع بالتاليف في مجالات العلوم البحتة، كالطب والفلك والهندسة، وله في كل ذلك كتب جليلة، ك(المعتمد في مفردات الطب) و(التبصرة في علوم الفلك) و(الإسطرلاب) وكان أبوه الملك المظفر يوسف بن عمر قد قلده سلطنة صنعاء في حياته، فلما قتل سنة (694) خلفه على حكم اليمن، فلم يلبث أن توفي بعد عامين. وكتابه (المغني في البيطرة) من أهم ما ألف عن الخيل، وقد تعرض فيه إلى ذكر بقية الدواب والأنعام في أبواب قليلة، بدءا من الباب (77) وحتى آخر أبواب الكتاب التسعين، وأما أبوابه ال(76) الأولى فكلها في الخيل وصفاتها و أمراضها وأسبابها وطرق معالجتها.
وفي مقدمته قوله: (فهذا كتاب مختصر، جمعناه فيما جربناه وجربه أهل الخبرة من حكماء أهل الخيل من أهل اليمن في أمراض الخيل وأسبابها وعلاماتها وعلاجها ... وذكر ألوانها وصفة خلقها، وما يستحسن منها، وما يستقبح)
وذكر في الفصل الأول أن العرب تختار للحرب كل أدهم بهيم، وتزعم أنه أصلب وأشد حوافر، وأن شر الخيول ما كان لونه لون الذئب والأبيض الضارب إلى الصفرة.
وكنموذج على الأمراض التي ذكرها: (زقي الهرّ: ص111) (وهو أن تصيب الفرس الرعدة العظيمة، فإذا مشى سقط بغير اختياره، وسببه أن ياكل التبن الذي بال عليه الهر. وعلامته أن يصفر لسانه ولثته، وعلاجه أن يؤخذ من المر اوقيتان ثم يلقمه، ويترك ساعة مرفوعا رأسه حتى يهدأ) و(خنان المفاصل 103) (وهو أن يتخبط الفرس بيديه ورجليه وينزل من منخريه مثل القيح والدم. وسببه ريح تعرض له من اللعينة الملعونة أم الصبيان، نعوذ بالله منها...) ومن نوادر الكتاب: الباب (67) في (تطييب الحِجْر = الفرس= حتى تحبل) و(68) في علاجها إذا مات ولدها في بطنها، و(75) في (طريقة خصي الفرس).
طبع الكتاب لأول مرة بتحقيق د. محمد ألتونجي (أبوظبي: المجمع الثقافي 1425هـ 2004م
549 صفحة)واعتمد في نشرته هذه ست نسخ من مخطوطات الكتاب، أهمها: نسخة الفاتيكان، وتاريخ نسخها عام (1073هـ) وتقع في (98) ورقة، وتليها نسخة الفاتيكان الثانية والمؤرخة بعام (1061هـ) ونسخة مكتبة (أمبروزيانا – ميلانو) وتاريخها عام (1089هـ)
|