تحفة العروس ونزهة النفوس
(المؤلف : أبو محمد التجاني)
من أمتع آثار التجاني الباقية، وصفه المرحوم حسن حسني عبد الوهاب فقال: (مجموع أدبي رائق، رتبه التجاني على خمسة وعشرين بابا في معاشرة النساء وأخلاقهن وخصالهن وصفة أعضائهن، من حسن وقبح. وفي العفاف والصون، والزينة والتطيب، وحقوق المرأة على الرجل، والغيرة وبيان ما يُحمد منها وما يُذم. وختمه بباب متسع في الملح والمفاكهات من هذا النوع، وأورد فيه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مع تفسيرها وشرحها، ومن الحكايات الطريفة ما يناسب كل مقال. وقد وهم بعض المستشرقين الإفرنج =مثل بروكلمان وغيره= إذ ظن أنه من نوع كتاب "رجوع الشيخ إلى صباه" والحقيقة أنه ليس من هذا النمط المشار إليه، ولم يوضع لهذا الغرض، بل يلوح من خلاله أن المؤلف أراد أن يثبت =على عادته= سعة إحاطته بالأدب العربي القديم، ورسوخه في فهم نصوصه مع شرحها وتفسير الغامض منها. ثم إنه أبان في مقدمة كتابه عن الغرضَ الذي رمى إليه من وضعه، خشيةً منه أن يظن به النزول إلى صف الكتب المصنفة في المجون والفحش المستهجن، على ما كان جائزا في عصر تقهقر الآداب العربية. فقال في خطبة (تحفة العروس): (وليس كتابنا هذا في الحقيقة كتاب سمر، وإنما هو كتاب علم ونظر) ... ومن المحقق أنه ألفه بعد رجوعه من الرحلة بسنوات. (أي بعد عام 708هـ) وفرغ منه كما قال الباباني في (الهدية) عام (711هـ) وتوجد من الكتاب نسخ مخطوطة في غالب مكتبات الشرق والغرب، منها نسخة صحيحة بمكتبتي الخاصة، تاريخ نسخها سنة (806هـ) وقد طبع الكتاب لأول مرة بالعربية في القاهرة عام (1301هـ) وقام قبل ذلك عام (1848م) روسو بنشر ترجمته له إلى الفرنسية باختصار، وبأغلاط كثيرة. (عن مقدمة رحلة التجاني: نشرة عبد الوهاب ص (مد).)
ونبه أيضا إلى وقوع اضطراب في اسمه وكنيته، وأن الصواب في ذلك أنه (أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد التجاني) وأن أخباره انقطعت عام (718هـ) هو وكل آل التجاني صغيرهم وكبيرهم. انظر التعريف برحلته: (رحلة التجاني)
|