شرى الرقيق وتقليب العبيد (المؤلف : ابن بُطلان) شرى الرقيق وتقليب العبيد
من نوادر كتب النخاسة والاتجار بالرقيق.
ألفه الطبيب النصراني البغدادي أبو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون المعروف بابن بُطلان. المتوفى بعد عام (444هـ).
لم تصلنا سوى نسخة يتيمة من الكتاب، تحتفظ بها مكتبة برلين برقم (4979) وفيها عنوان الكتاب (رسالة جامعة لفنون نافعة في شرى الرقيق وتقليب العبيد). وتقع مطبوعتها في (38) صفحة محققة. طبعت لأول مرة بتحقيق المرحوم عبد السلام هارون، فكانت الحلقة الرابعة من سلسلته (نوادر المخطوطات) (القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1373هـ 1954م). ونبه إلى أن صاحب كتاب (التحقيق في شراء الرقيق) اعتمد كثيرا على كتاب ابن بطلان، وهو يسميه في بعض فصوله: (ابن عبدون).
وكتاب (التحقيق) هذا مجهول المؤلف، تحتفظ المكتبة التيمورية بنسخة منه، ويفهم من مقدمته أنه ألف باسم الملك الصالح أبي المظفر أحمد بن الملك الظاهر أبي المظفر غازي ابن الملك الناصر أبي المظفر صلاح الدين الأيوبي.
ويبدو =وهو الأرجح= أن الذي وصلنا قطعة من كتاب ابن بطلان، ولم ينبه عبد السلام هارون إلى هذا، فقد رأيت ابن بطلان أورد في مقدمة الفصل الرابع كلاما شرح فيه مصطلحاته الخاصة بذلك الفصل ، ولكن كل المصطلحات التي ذكرها وعرف بها لم يرد شيء منها في الفصل?
وفي مقدمته للكتاب قوله: هذا كلام جمعنا مشتته ونظمنا منثوره من رسائل معلم الإسكندر وغيره من العلماء والفلاسفة. ومقالتنا هذه تشتمل على فنون خمسة:
1- في وصايا ينتفع بها في البيع والشرى.
2- فيما يتفقد من أعضاء الرقيق بحسب ما يراه الأطباء
3- في معرفة أخلاق العبيد بقياس الفراسة على مذهب الفلاسفة (ونبه عبد السلام هارون إلى أن ابن بطلان اعتمد اعتمادا كليا في هذا الفصل على كتاب أبي بكر الرازي (جمل أحكام الفراسة: ط)
4- معرفة صور كل جنس وما يصلحون له من الأعمال بحسب خواص بلادهم والمنشا.
5- كشف تلبيسات يدلس بها النخاسون الرقيق على المشتري، يجري مجرى الحسبة.
وهذه قائمة بأجناس الجواري اللاتي وصفهن حسب ورودهن في الكتاب: (الهنديات، السنديات، المدنيات، الطائفيات، البربريات، اليمانيات، الزرنجيات =نسبة إلى زرنج: بلد بينه وبين الملتان في الهند مسيرة شهرين= الزنجيات، الحبشيات، المكيات، الزغاويات، البجاويات، النوبيات، القندهاريات، التركيات، الديلميات، اللانيات =جنس من الروم= الروميات، الأرمنيات).
قال: البربريات من جزيرة بربرة وهي بين الغرب والجنوب، ألوانهم على الأكثر سود، ويوجد فيهم الصفر، فإذا وجدت منهن الكتامية الأم الصنهاجية الأب المصمودية المنشأ فإنك تصادفها مطبوعة على الطاعة والموافاة في كل أمورهن، نشيطات للخدمة، ويصلحن للتوليد واللذة، لأنهن أحدب شيء على ولد. وعلق عبد السلام هارون بأن جزيرة بربرة من الجزائر التي تجاور سواحل اليمن كما ذكر ياقوت وهذا وهم من ابن بطلان، تبعه فيه صاحب كتاب التحقيق (ص44) فإن البربريات منسوبات إلى بلاد البربر التي في جبال المغرب، وهي التي تقطن فيها قبائل كتامة وصنهاجة ومصمودة) وأما المكيات فهن كما يقول: (خنثات مؤنثات، لينات الأرساغ، ألوانهن البياض المشرب بسمرة. قدودهن حسنة، وأجسامهن ملتفة، وثغورهن نقية باردة...)
قال: و(القندهاريات: لهن فضيلة على كل النساء فإن الثيب منهن تعود كالبكر). و(الطائفيات: سمر مذهبات مجدولات، أخف خلق الله أرواحا وأحسنهم فكاهة ومزاحا ...يكسلن في الحبل ويهلكن عند الولادة، ورجالهن أشد الناس تحببا وأدومهم عشرة وأحسنهم غناء...) و(البجاويات: مذْهبات الألوان، حسنات الوجوه، ملس الأجسام، ناعمات البشر، جواري متعة إن جلبت صغيرة، وسلمت من أن ينكل بها، فإنهن يقوّرن ويمسح بالموسى بأعلى فروجهن من اللحم كله حتى يبدو العظم، فيصرن شُهرة من الشهر، وتقطع أثداء الرجال، وتُسلّ الرضفة من ركبهن، حتى لا يعيا الساعي منهم، والشجاعة والسرقة فيهم طبع وغريزة، ولهذا لا يؤمنون على مال، ولا يصلح أن يكونوا خُزانا)
وختم الكتاب بفصل في اختبار الجواري، فمن ذلك قوله: (والعوّادات: يعتبرن بالعشرة الأصوات المعين عليها من المائة المختارة، وخاصة بالثاني ثقيل، وعموده ثلاث عشرة نقرة) وهو يشير بذلك إلى كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني. قال: (والكرّاعات يعتبرن بالأرمال والأهزاج والنصبي والكاكاني) وأراد بالكراعة: المغنية التي تغني على طبل صغير، قال ابن الرومي:
ألق إليها أذنا واستمع = أبرد ما غنته كرّاعة
ونشير في ختام التعريف إلى أن عبد السلام هارون نشر هذا الكتاب مع كتاب محمد الغزالي: (هداية المريد في تقليب العبيد) قال: ومحمد الغزالي هذا مؤلف مغمور، من رجال العصر العثماني، أهدى كتابه إلى أحد الرجال الرسميين في مصر هو (أحمد بن محمد أفندي الديار المصرية) وتقع مطبوعة كتاب هداية المريد في (18) صفحة فقط. وانظر في زاوية (نوادر النصوص) بطاقة خاصة بابن بطلان وأخباره مع ابن رضوان
|