الشفا بتعريف حقوق المصطفى
(المؤلف : القاضي عياض)
الشفا بتعريف حقوق المصطفى، أو (الشفا في شرف المصطفى) كما يسميه أهل المشرق: أشهر مؤلفات القاضي عياض، وأوسع ما ألف في بيان حقوق النبي عليه الصلاة والسلام. طغت شهرته على مؤلفات القاضي عياض لشرف موضوعه، وإلا فإن في كتبه ما هو أكثر فائدة منه وأجل نفعا. ويقال: إنه رؤي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك ? قال: (لم ينفعنا إلا كتاب الشفا). قال حاجي خليفة: (كتاب عظيم، كثير الفائدة، لم يؤلف مثله في الإسلام، شكر الله سبحانه وتعالى سعي مؤلفه، وقابله برحمته وكرمه). وقد تسابق العلماء إلى خدمته وشرحه وتخريج أحاديثه، وألفوا فيه من الكتب ما يطول ذكره. انظر ذلك في كتاب (جامع الشروح والحواشي) لشيخنا (عبد الله الحبشي) (ص1091) ذكر فيه زهاء (80) كتابا مؤلفا على الشفا، ما بين شرح وحاشية وتخريج، وقد سمينا ما هو مطبوع منها في آخر الترجمة. وأفاد أن صاحب (الفهرس الشامل) ذكر (1042) مخطوطة للكتاب، تجد التعريف بها في (ج1 ص528 - 575) قال: طبع بمصر سنة (1276هـ) وفي الأستانة سنة (1290هـ) وفي فاس سنة (1305) وطبع بتحقيق محمد سليم وإبراهيم مدكور بمطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة (1396) وأعيد طبعه بنفس المطبعة بتحقيق علي محمد البجاوي سنة (1397هـ) في مجلدين، وله طبعات أخرى متعددة. وأقدم ما وضع عليه من الشروح كتاب (شرح الشفا) لمعاصره أبي المحاسن ابن الضجة (ت 572هـ)
قال ابن فرحون في ( الديباج) أثناء تسميته كتب القاضي عياض: (ومنها كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) صلى الله عليه وسلم، أبدع فيه كل الإبداع، وسلم له أكفاؤه كفايته فيه، ولم ينازعه أحد من الانفراد به، ولا أنكروا مزية السبق إليه، بل تشوفوا للوقوف عليه، وأنصفوا في الاستفادة منه، وحمله الناس عنه، وطارت نسخه شرقاً وغرباً) وقال الذهبي في ترجمته في (سير أعلام النبلاء): (تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب (الشفا) لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع بشفائه، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب دلائل النبوة للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدىً ونور).
قال ابن تاويت الطنجي في مقدمة تحقيقه لترتيب المدارك (ص: لا) : (وعني السلطان مولاي محمد بن عبد الله بقراءة كتاب (الشفا) ولم تعجبه التفاصيل واستقصاء الجزئيات في قسم: حكم من سب رسول الله (ص) فانتقد عياضا، وبعث بانتقاداته إلى علماء مصر يسألهم رأيهم، فاجابه من علماء الأزهر الشيخ الأمير، والشيخ عبد المعطي الحريري يؤيدان وجهة نظره. قال: والسلطان مولاي عبد العزيز قدس الله روحه أنشأ قراءة الشفا للقاضي عياض في الضريح الإدريسي بفاس عند شروق كل يوم، وعين لذلك جماعة من جلة العلماء، وخصص لكل واحد منهم راتبا يوميا لقاء القيام بعمله).
أما شروحه فأشهرها: (نسيم الرياض) للشهاب الخفاجي، طبع في استنبول سنة (1267هـ) في مجلدين وفي مصر سنة (1326هـ) في أربعة مجلدات. و(خلاصة الوفا بشرح الشفا) لإبراهيم حنيف الرومي (ت 1199هـ) صبع بمطبعة بولاق سنة (1256هـ). و(مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا) لأحمد بن كمال الدين الشمني المصري (ت 873هـ) طبع بمطبعة الاستقامة بالمكتبة التجارية الكبرى بمصر. و(الرياض في ختم الشفا للقاضي عياض) للسخاوي (ت 902هـ) طبع برعاية جامعة الملك عبد العزيز. و(شرح الشفا) لعلي بن سلطان محمد القاري (ت 1014هـ) كبع ببولاق سنة (1275هـ) وبالأستانة (1290هـ) ثم سنة (1316هـ) و(حاشية ابن لطف على الشفا) لمحمد حسن بن لطف علي (ت 1312هـ) طبع في الهند سنة (1387هـ). و(مناهل الصفا في حل ألفاظ الشفا) لابن كنون الفاسي (ت 1333هـ) طبع في الرباط. (ومناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا) للجلال السيوطي (ت 911هـ) طبع بالهند سنة (1275هـ) وبمصر سنة (1376هـ) وأعيد طبعه في بيروت.
وأخطأ صاحب (هدية العارفين) فعد في مؤلفات القاضي عياض: كتاب (الصفا بتحرير الشفا) وهو من تأليف القطب الخيضري محمد بن محمد (ت 894هـ).
|