مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
الشرح الجلي على بيتي الموصلي
(المؤلف : أحمد أفندي البربير)

(الشرح الجلي على بيتي الموصلي) للشيخ أحمد أفندي البربير الحسني (1160-1226هـ 1747-1811م) شيخ بيروت في عصره، ونزيل دمشق. كتاب غزير الفائدة، من عيون كتب الأدب، إلا أنه لم يلق من الرواج ما يستحقه، ولا أرى سببا لذلك غير عنوان الكتاب الذي صرف الأبصار عن حقيقته، فقد ارتأى مؤلفه أن يسميه بالسبب الذي دعا إلى تأليفه. وهو سؤال محمد بك بن علي بك العظم = حفيد أسعد باشا العظم، صاحب القصر المشهور بدمشق = عن شرح بيتي الموصلي، وهما قوله: (إن مر والمرآة يوما في يدي ... مِن خلفه ذو اللطف أسمى من سما) ... (دارت تماثيل الزجاج ولم تزل ... تقفوه عدواً حيث سار وسلما)... والموصلي هذا هو الأديب القاضي عبد الرحمن بن إبراهيم الموصلي الشيباني الدمشقي الميداني المولود عام (1031هـ) والمتوفى يوم( 20 محرم / 1118هـ 1706م)) كان قبره معروفا جوار مسجد النارنج في حي الميدان، حتى أواسط القرن العشرين. وهو من الأسرة الدمشقية الموصلية الأصل، وأول من اشتهر منها أبو بكر الشيباني الموصلي: صاحب (اللمعة الموصلية في معرفة اللغة العربية) ومؤسس الطريقة الشيبانية الموصلية، وباني زاويتيها في القدس وفي القبيبات بدمشق. له ما يزيد على خمسين كتابا(مولده في الموصل سنة 734هـ ووفاته بالقدس سنة 797هـ) وقد ترجم المحبي لعبد الرحمن الموصلي في (نفحة الريحانة) وذكره استطرادا في (خلاصة الأثر) في ترجمة والده إبراهيم (ت 1054هـ) فقال: (هو والد مولانا الشيخ عبد الرحمن الموصلي الصوفي الأريب، الذي بهر واشتهر، وفاق أهل عصره في الأدب، كروض أطل على نهر). وننوه هنا إلى أن للشيخ عبد الغني النابلسي (ت1143هـ) كتابا أيضا في شرح بيتي الموصلي، لا يزال مخطوطا (مكتبة قاريونس: بنغازي 1117). وقد بسط البربير شرح بيتي الموصلي مع ذكر ما يتصل بمعناهما في زهاء (59) صفحة من كتابه، وجعل باقي الكتاب فيما يجب على الشاعر إتقانه في العلوم، فكان الكتاب بذلك واحدا من الكتب المعنية بالتعريف بالعلوم والفنون. وفرغ من تأليفه أواخرعام (1225هـ). طبع الكتاب في بيروت بالمطبعة الأدبية سنة (1302هـ) بعناية محمد عمر البربير، في (353) صفحة، ثم طبع ثانية سنة (1380هـ 1960م) بعناية الطبيب نسيب البربير، مؤسس مشفى دار الصحة ببيروت. ومن نوادره أنه لما تناول المشترك والمترادف في (مطلب تعلقات علم العربية) أورد ملخصا مسهبا لكتاب الفيروزآبادي صاحب القاموس، والذي جمع فيه المترادف في اللغة العربية، وأسماه (الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف) وتجد هذا المختصر مع زيادات البربير عليه من (ص122 حتى ص 238) ومن نوادر فصول الكتاب أيضاً (مطلب في أرباب الصنائع والحرف) ضمنه التعريف بمعظم الحرف والمهن. وتجد هنا وهناك في فصول الكتاب طرائف الأخبار، ولطائف الأسمار، من مشاهدات المؤلف، وذكرياته مع أعيان عصره. كقوله (ص103) في (مطلب تعلقات علم الحديث): (ومما اتفق لي في ذلك أن الوزير الجزار، عامله الله بالرحمة في دار القرار، كان قد أرسل إلى بيروت وأنابها رجلاً من المغاربة، ومعه جملة عساكر منهم للمحافظة، فعاث عسكره عيث الجراد، وشمر عن ساق الأذى والفساد، حتى اشتكت منه بقاع البلاد، فضلا عن العباد، فلزم أني توجهت نحو رئيسه، وكان يدعى بالبخاري، ونصحته وخوفته عقاب الباري، فأجاب بأنه لا يقدر على رد جنوده، وأنه يخشى من ذلك عدم وجوده، ففارقته وكتبت للوزير: (وزيرُنا طاهرُ المزايا ... فاقصد ندا جوده ويمِّم)... (قد خَصَّ بيروتَ بالبخاري ... يا ليته خصَّها بمسلم)... فلما قرأ البيتين أمر كاتبه أن يكتب لذلك المغربي كتاباً يأمره فيه بالقدوم هو وعسكره إلى عكا، ولا يتباطأ مقدار طرفة عين. فأزاله من يزيل الجبال، وكفى الله المؤمنين القتال). ومن نوادره ما حكاه عن شيخه مرتضى الزبيدي صاحب (تاج العروس) وكان كما هو مشهور مغاليا في الدعوة والترويج لأحمد باشا الجزار، حتى ألف رسالة زعم فيها أن الجزار هو المهدي المنتظر. قال البربير (ص6): (ومن اللطائف أني كنت مرة في عكا لزيارة الوزير الجزار، رحمه الله رحمة الأبرار، وتجاوز عنه إنه حليم غفار، فاتفق أنه جاءه من مصر كتاب كريم، مشحون بالجوهر الثمين والدر اليتيم، دال على أن مرسله في الفضل وحيد عصره وشافعي مصره، غير أنه مكتوب في إمضائه: (غنت أمان) فلم يعرف الوزير رحمه الله من أرسله من الإخوان، فأطلعني عليه، وقال: ترى من مرسل هذا الكتاب الذي هو بهجة النفوس ? فتأملتُه ملياً، وقلت قد ظهر لي أن مرسله جناب شيخنا وأستاذنا الأعظم الإمام الكبير السيد محمد مرتضى شارح (الإحياء) و(القاموس). فقال: ومن أين لك هذا ? قلت: إني نظرت إلى قوله: (غنت) فوجدتها موافقة لمرتضى في العدد =أي حسب تاريخ الجمّل= ونظرت إلى (أمان) فوجدتها موافقة لمحمد. فقال: وكيف قال (غنت أمان) وكان من حقه أن يقول: (غنى) بغير تاء التأنيث? قلت: قد قال ذلك لأن عندهم الآن في مصر امرأة حاذقة بفن الموسيقى تسمى أمان، فسر بذلك وانشرح، وكاد يطير من الفرح. ومن نوادره ما نوه به في مقدمة كتابه من (ثائية) سيدنا أبي بكر الصديق، التي أولها: (أمن طيف سلمى في البطاح الدمائث) وليس في شعر الصحابة ما هو أجود منها ولا أعلى كما يقول. قال: (وكانت الخلفاء الأربعة أشعر الصحابة، وكان أبو بكر (ر) أشعر الخلفاء الأربعة). ومن نوادره ما حكاه (ص58) قال: (ومن أعجب ما رأيت في زماننا أني لما دخلت مكة سنة (1203هـ) كان الشريف غالب جدّد الفضة التي يوضع فيها الحجر الأسود، فنظم له البلغاء تواريخ في التجديد فلم يقبل منها شيئا، حتى جاء رجل جاهل، وقدم له ما يزعم أنه نظم، وعمل فيه تاريخاً، وهو قوله: (بنى وشيد السلطان المؤيد) ... (تاريخه عالم الغيب ... بعد زيادة واحد في العدد) فلما سمعه الشريف هش له وبش، وأجازه جائزة الأكابر، وأمر أن يكتب ذلك التاريخ دون غيره على ما وضعه على الحجر من الدائرة).. ومن فوائده ما حكاه من انه وضع شرحا على قصيدة عبد الغني النابلسي (أتعبتني بقر الشام) وأجازه النابلسي على شرحها بإجازات وافرة، ووصف الشرح بأنه (في عدة كراريس، يشبه أطواق الحمام وأذناب الطواويس).. ومن غريب ما طرقه من المواضيع: كتابة النبي (ص) الشعر، مع صريح قوله تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) قال (ص6): ورأيت الفاضل الأديب غلام علي الهندي البلكرامي الحسيني الحنفي قال في (سبحة المرجان) : (لا يخفى أن قوله تعالى: (وما ينبغي له) إشعار بأن النبي (ص) كان قادرا على إنشاء الشعر، ولم يقله بناء على أنه ما كان ينبغي له، فنفى تعالى الانبغاء دون القدرة) قال: وقد ألف الفاضل الكامل السيد محمد البرزنجي المدني رسالة في إثبات الكتابة والقراءة والشعر له صلى الله عليه وسلم، قال في مقدمته: (ثبت في الحديث أن الشعر حكمة، وهي كمال، ولا ينبغي أن يخلو صلى الله عليه وسلم من كمال ما، لأنه النسخة الكاملة الجامعة لجميع صفات الكمال الإنسانية، بل والملكية. ولم يقل أحد قط أنه (ص) كان ينظم الشعر ويرويه أو يجالس الشعراء قبل النبوة، وأما بعد النبوة فقد نطق به ورواه واستنشده الصحابة، وأنشدت القصائد بحضرته، وأصلح من كلامهم، كما أصلح قول كعب: (من سيوف الهند) بقوله: (من سيوف الله) فلا لإخلال في نبوته، بل هو معجزة أخرى، وكمال آخر، فلا مانع من تجويزه) انتهى كلام البرزنجي. قال البربير: وقال المنطقيون: (أدركنا قياسا من الشكل الأول، فقلنا: بعض الشعر حمكة، والحكمة ضالة المؤمن، فأنتج: بعض الشعر ضالة المؤمن)... فائدة تتعلق بمؤلف الكتاب: مؤلف الكتاب الشيخ البربير انقرضت ذريته في حياته. ترك بيروت في أخريات حياته وسكن دمشق، وتوفي فيها يوم 18/ ذي الحجة سنة/ 1226هـ). ودفن في تربة بني الزكي في صالحية دمشق، وهو من مواليد دمياط. له (مقامات) على غرار (مقامات الحريري) ومؤلفات في اللغة والأدب، ذكرها صلاح الدين الشيباني الموصلي: في نشرته لديوان عبد الرحمن الموصلي (ص161 - 162) وجمع عيسى إسكندر المعلوف ما تفرق من شعره ونشرها في مجلة المشرق (ع 31/ ص567 - 573 مجلد عام 1933) والبربير: كلمة لاتينية وتعني الحلاق.

عودة إلى القائمة