العباسية أو إمامة ولد عباس (المؤلف : الجاحظ) العباسية أو إمامة ولد عباس:
إحدى رسائل الجاحظ المشهورة. وموضوعها مناقشة ما جرى لأبي بكر وعمر (ر) مع السيدة فاطمة (ر) في خبر (فدك). والمشهور في التاريخ أن خبر فدك برمته من مختلقات الجاحظ
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ( وقال إسماعيل بن محمد الصفار: سمعت أبا العيناء يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك وأدخلناه على الشيوخ ببغداد فقبلوه إلا ابن شبّة العلوي فإنه أباه وقال: هذا كذب).
وانظر في مجلة العرب بحثاً مهماً حول فدك، وفيه ما حكاه صاحب (المغانم المطابة في معالم طابة) أنه سأل أهل المدينة وشرفاءها عن مكان (فدك) فكلهم عن بواء واحد أجابوا: إنه لا يُعرَف في بلادنا موضع يدعى فدك. (ج15 ص643).
قال ابن دريد في الاشتقاق: (فدك: موضع معروف بناحية المدينة)?! مع أن المعاصرين ذهبوا إلى أنها نفسها مدينة (الحائط) اليوم، وهي مدينة من كبريات المدن في حائل بنجد. ويفهم من بعض الأخبار أنها في عمق بلاد نجد، ويفهم من أخرى أنها في نواحي خيبر، غزاها النبي (ص) سنة (4هـ و6هـ). وإياها عنت قريش في تلبيتها: (لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، أبو بنات في فدك). ومنها وائل بن عطية الخزرجي اليهودي الصايغ، خال النعمان بن المنذر وجد أم أبي جهل.
قال المسعودي (وقد صنف هؤلاء كتباً في هذا المعنى الذي ادَّعَوْهُ هي متداولة في أيدي أهلها وَمُنْتَحِليها، منها كتاب صَنَفه عمرو بن بحر الجاحظ، وهو المترجم بكتاب إمامة ولد العباس يحتج فيه لهذا المذهب، ويذكر فعل أبي بكر في فدَكَ وغيرها وقصته مع فاطمة (ر) ومطالبتها بإرثها من أبيها (ص)، واستشهادها ببعلها وابنيها وأم أيْمَنَ، وما جري بينها وبين أبي بكر من المخاطبة، وما كثر بينهم من المنازعة، وما قالت، وما قيل لها عن أبيها عليه السلام، من أنه قال: (نحن معاشر الأنبياء نَرث ولا نورث) وما احتجت به من قوله عز وجل: (وورث سليمان داوُد) ... إلى أن قال: (ولم يصنف الجاحظ هذا الكتاب، ولا استقصى فيه الحجاج للراوندية، وهم شيعة العباس، لأنه لم يكن مذهبه، ولا كان يعتقده، لكنه فعل ذلك تماجناً وتقرباً).
طبعت الرسالة ضمن نشرة السندوبي لرسائل الجاحظ (ص300 -303) ولم يشر إلى الأصل الذي اعتمد عليه في نشرته. وأثبت (ص122) نصاً ارتأى أن له علاقة بالكتاب، وهو وصية العباس (ر) لعلي بن أبي طالب (ر) حال وفاته، رواها الصولي عن الجاحظ. قال السندوبي: (وأحسب أنها منقولة من هذا الكتاب)! وفي (البيان والتبيين) للجاحظ أثناء كلامه عن أصناف العلم قال: (ولما قرأ المأمونُ كتبي في الإمامة فوجدها على ما أَمَر به، وصرتُ إليه وقد كان أمر اليزيديَّ بالنظر فيها ليخبره عنها، قال لي: قد كان بعضُ من يُرتَضَى عقلُه ويُصدَّق خبرُه خبَّرنا عن هذه الكتب بإحكام الصنعة وكثرة الفائدة، فقلنا له: قد تربي الصِّفة على العِيان، فلما رأيتُها رأيتُ العِيانَ قد أرْبى على الصِّفة، فلما فَلَيتها أربَى الفَلْيُ على العِيان كما أربى العِيان على الصفة)
|