الأوطان والبلدان أو كتاب الأمصار. (المؤلف : الجاحظ) الأوطان والبلدان أو كتاب الأمصار:
كتاب مشهور. وصلتنا قطعة منه عن طريق مجموعة ابن حسان، التي تكلمنا عنها في التعريف برسالته (البلاغة والإيجاز). وكان عمدة الفقيه الهمذاني في كتابه (البلدان) قال المقدسي في (أحسن التقاسيم): (وإذا نظرت في كتاب الفقيه فكأنما انت ناظر في كتاب الجاحظ).
وموضوعه: (فضائل البلدان) ألفه استجابة لطلب أحد أعيان عصره.
وفي مقدمته قوله: (وقلتَ: ابدأ لي بالشام ومصر... وذكرتَ أن ذلك سيجرّ لذكر العراق والحجاز والنجود والأغوار وذكر القرى والأمصار، والبراري والبحار...ولست أرى أن أقدم شيئاً على ذكر أم جميع القرى..إلخ) وتنتهي القطعة التي وصلتنا في أثناء الحديث عن الحيرة، وتشتمل على (فضائل مكة والمدينة ومصر والعراق). تناول في فضائل مكة فصلاً مطولاً عن قريش، وآل أبي طالب منهم، وأحال من أراد التوسع إلى كتابه (عبد مناف ومخزوم)?.
واشتهر أن المسعودي حمل على هذا الكتاب في (مروج الذهب: 1/ 99) وسماه (كتاب الأمصار وعجائب البلدان) قال: (وهو كتاب في نهاية العياية العيابة، لأن الرجل لم يسلك البحار ولا أكثر الأسفار، وإنما كان حاطب ليل، ينقل من كتب الوراقين، حيث ذكر في نهر مهران أنه من النيل بوجود التماسيح فيه) ولا وجود لهذا النص في القطعة التي وصلتنا.
وفي (ثمار القلوب) طائفة من النقول عن هذا الكتاب، منها: (لا يعلم رجل في الأرض متى ذكر السبق في الإسلام..إلخ) و(قد علمنا أن استفاضة النجدة في جميع أصناف الخوارج..) و(قال الجاحظ في كتاب الأمصار: اكثر الدور غلة ثلاث: دار البطيخ بسر من رأى..إلخ). و(سميت المدينة طيبة لطيبها..إلخ). وذهب المرحوم حسن حسني عبد الوهاب في مقدمة نشرته لكتاب (التبصر بالتجارة) أن نقولات الثعالبي من كتاب (خصائص البلدان) وهو غير (كتاب البلدان).
وفي (نهاية الأرب): وقال الجاحظ في كتاب الأمصار: الصناعة بالبصرة، والفصاحة بالكوفة..إلخ. وفي (معجم البلدان) لياقوت، مادة (صيرفون) و(كفر سوسة) و(وصف مسجد دمشق) نقلها عن كتاب البلدان للجاحظ.
طبع ما وصلنا من الكتاب لأول مرة بتحقيق المرحوم عبد السلام هارون ضمن نشرته لرسائل الجاحظ: (ج4 / ص109 إلى 147). القاهرة: (1979م).
وربما استل من هذا الكتاب ما يتعلق بمصر، في وقت قديم، وأطلق عليه (مدح مصر) وعرف على أنه كتاب آخر للجاحظ، ونجد نقولاً عنه في معظم كتب الجغرافيا. ونقل عنه المقريزي في (المواعظ والاعتبار) غير مرة. منها: (عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة..).
|