رسالة التربيع والتدوير (المؤلف : الجاحظ) التربيع والتدوير:
أول رسائل الجاحظ دخولاً إلى الأندلس. وأشهر آثاره في الفكاهة والتندر.
أبان فيها عن تبحره في تراث الشعوب، وما يشيع من الأساطير في معتقداتها، وما يرد من النوادر في كتب الفلسفة والموسيقى والهندسة والطب ومختلف العلوم والفنون.
وجعل محور الرسالة التندر على معاصره: أحمد بن عبد الوهاب، بأن ألقى عليه مائة مسألة، من طريف المسائل في سائر العلوم. وبما أنه لن يحسن الإجابة عليها، فإن الجاحظ يدله على ما ألفه في كل مسألة منها، طالباً منه مراجعة ذلك في كتبه ورسائله.
واشتهر الكتاب بالتربيع والتدوير، لأن الجاحظ افتتحه بوصف خلقة ابن عبد الوهاب العجيبة، فقد كان مفرط القصر ويدعي أنه مفرط الطول، وكان مربعاً، وتحسبه لسعة جفرته، واستفاضة خاصرته مدوراً.
وعلى منوال هذه الرسالة نسج أبو بكر الخوارزمي رسالته في التندر على بديع الزمان، كما ذكر الحصري في جمع الجواهر (ص260) قال: (وتعرف برسالة الطول والعرض، كما تعرف برسالة التربيع والتدوير، ورسالة المفاكهات)
قال هارون: (وقد عثرت على ردود لأحمد بن عبد الوهاب فيما يتعلق بالرسالة، وذلك في الهوامل والشوامل (ص320 و322 و327).
طبع الكتاب كاملاً لأول مرة سنة 1903م في ليدن بعناية (فان فلوتن) وتبعه محمد الساسي فنشره ضمن مجموعة رسائل الجاحظ سنة 1324هـ 1907م ثم السندوبي في (رسائل الجاحظ) سنة 1933م ثم نشرها شارل بلا محققة في دمشق 1955م. أما نشرة عبد السلام هارون ضمن رسائل الجاحظ (القاهرة 1979م) (ج2/ ص55 حتى 109) فهي نشرة لفصول من الكتاب، تضمنتها مجموعة ابن حسان، التي عرفنا بها في التعريف برسالته (البلاغة والإيجاز)
وفي (ثمار القلوب) للثعالبي أن القاضي الجرجاني وضع جواباً على سؤال الجاحظ فيها عن تسمية ذي القرنين بهذا الاسم. وفي (إرشاد الأريب) في ترجمة الجاحظ: أن كتاب التربيع والتدوير أول كتب الجاحظ وروداً إلى الأندلس، ثم كتاب (البيان والتبيين) وذلك عن طريق تلميذه سلام بن يزيد الأندلسي القائل: (كان طالب العلم بالمشرق يشرف عند ملوكنا بلقاء الجاحظ).
|