الحنين إلى الأوطان
(المؤلف : الجاحظ)
الحنين إلى الأوطان:
كتاب مشهور. وهو أحد الكتب التي أنكر السندوبي نسبتها إلى الجاحظ، وأخذ على الشيخ طاهر الجزائري (الذي كان أول من تصدى لنشره) أنه انخدع به، ولم يفطن أن نسبته إلى الجاحظ كذب وافتراء. (أدب الجاحظ: ص153). قال بروكلمان (3/ 128): (اما اتهام السندوبي لكتاب الحنين إلى الأوطان بأنه منحول، فأمر يعسر القطع به). وهو كتاب لم يذكره أحد ممن ترجم للجاحظ من القدماء.
وعلق المرحوم عبد السلام هارون على ذلك بقوله: (وفي الحق: أن هذا الكتاب لا يحمل سمة من السمات التي توحي بأن الكتاب ليس من صنع الجاحظ، فهو جار على طريقته في التأليف ونهجه، فإنه اختيارات مختلفة لموضوع الحنين إلى الأوطان، يربط الجاحظ بينها، ويبوبها ذلك التبويب الساذج الذي عهدناه من الجاحظ. وأسلوبه التعبيري لا يجافي ما عهدناه ايضاً من بيانه، ومقدمة الكتاب آية على ذلك) ثم ساق أدلته على ترجيح نسبة الكتاب إلى الجاحظ.
قلت: ويضاف إلى ما ذكره ما نجده في كتب الأدب منقولاً عنه، وإن لم يصرح فيها بتسمية الكتاب. ففي (التذكرة الحمدونة) نص منقول عنه، وهو قوله: (رأيت المتأدب من البرامكة إذا سافر أخذ معه تربة مولده في جراب، يتداوى به) ويبدو أن الأبشيهي نقل النص نفسه عن التذكرة في (المستطرف). قال ابن النديم : ولابن خلاد الرامهرمزي كتاب (المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان) قال: وكان حسن التأليف، مليح التصنيف، يسلك طريقة الجاحظ.
طبع الكتاب لأول مرة بعناية الشيخ طاهر الجزائري، بمطبعة المنار سنة (1333هـ) معتمداً النسخة التيمورية، وتقع في (38) صفحة ، كتبت سنة (1711هـ) بخط أمين العمري.
ونبه المرحوم هارون إلى أن الشيخ طاهر تصرف في نصوص الكتاب دون الإشارة إلى ذلك.
وهو الرسالة (17) من نشرته لرسائل الجاحظ (2/ 383 إلى 412) القاهرة: 1399هـ 1979م.
وصلتنا ثلاث نسخ للكتاب، هي: نسخة مكتبة الداماد، ونسخة المكتبة التيمورية، ونسخة مكتبة أمين الجليلي في الموصل، التي فقدت في القرن (20) كما في مقدمة (مجموع رسائل الجاحظ) نشرة باول كراوس ود. محمد طه الحاجري.
|