ذم أخلاق الكتاب (المؤلف : الجاحظ) ذم أخلاق الكتاب:
كتاب مشهور. ذكره ياقوت في معجمه، كما ذكر أن له كتاباً (في مدح أخلاق الكتّاب) ونقل عنه ابن حمدون فصلاً في التذكرة الحمدونية، وهو قوله (ما قولك في قوم أول ما كتب لرسول الله (ص) بالوحي خالفه في كتابه، فأنزل الله فيه آيات بينات، فهرب إلى جزيرة العرب فمات كافرا، ثم استكتب معاوية فكان أول من غدر بإمامه...إلخ وقد نقل هذه القطعة أيضاً الراغب الأصفهاني في (محاضراته).
ويستوقفنا في الكتاب نص طويل، نقله المؤلف عن الجاحظ (?) أوله: (وجلس الجاحظ يوماً في بعض الدواوين..) علق عليه عبد السلام هارون بقوله: (يبدو أن الخبر دخيل على الكتاب).
ويفهم من مقدمة الكتاب أنه موضوع في نقض كتاب (مدح أخلاق الكتاب) لأحد معاصري المؤلف. واستدل على ذم الكتابة بقوله: (ولو كانت الكتابة شريفة والخط فضيلة كان أحق الخلق بها رسول الله). وهكذا يستمر المؤلف في تعداد مثالب الكتابة، وما ينتظر الكتاب من ضعة القدر، ومهانة العزل، والصبر على اللأواء. وأن الناشئ منهم إذا روى لبزرجمهر أمثاله، ولأردشير عهده، ولعبد الحميد رسائله، ولابن المقفع أدبه، وصير كتاب مزدك معدن علمه، ودفتر كليلة ودمنة كنز حكمته ظن أنه الفاروق الأكبر، وابن عباس في العلم بالتأويل .... فيكون أول بدوه الطعن على القرآن في تأليفه، والقضاء عليه بتناقضه، ثم يظهر ظرفه بتكذيب الأخبار وتهجين من نقل الآثار..فإن حذر العيون وتفقده المسلمون، رجع بذكر السنن إلى المعقول، ومحكم القرآن إلى المنسوخ..إلخ.
وصلنا الكتاب في نسختين: نسخة مكتبة الداماد بتركيا، ونسخة (يوشع فنكل) التي اعتمدها في نشرته (المطبعة السلفية 1344هـ) وهو في نشرة المرحوم عبد السلام هارون (ج2 / من ص187 حتى 209).
وانظر ما حكاه الثعالبي في (تحسين التقبيح) حول ما ينسب إلى الجاحظ من كتب (ذم العلوم) و(تقبيح الآداب). ثم نقل كلاماً من كتابنا هذا، أوله (وذكر الجاحظ عاثة الكتاب..).
وننوه هنا إلى أن القلقشندي نقل فصولاً مطولة من مدح الجاحظ للكتّاب وإطنابه بذكر فضائل الكتابة، لعله نقل بعضها من كتاب الجاحظ: (مدح أخلاق الكتّاب) منها: (قال الجاحظ: ولو لم يكن من فضل الكتابة إلا أنه لا يسَجِّل نبيّ سِجِلأً ولا خليفة مرضيّ ولا يقرأ كتاب..إلخ) والفصل الذي أوله: ( قال الجاحظ: من أبْيَن فضلها أن جعلت في عِلْية الناس..إلخ)
|