فصل ما بين العداوة والحسد (المؤلف : الجاحظ) فصل ما بين العداوة والحسد:
من نوادر رسائل الجاحظ. وموضوعها: التفريق بين معنى العداوة والحسد. وأراد بالعداوة والحسد، من عادى كتبه وتصانيفه، وحسده على كثرتها وشهرتها. وما لقيه أصحاب المؤلفات الجليلة في كل عصر، كقوله: (إنه لم يخل زمن من الأزمان فيما مضى من القرون الذاهبة إلا وفيه علماء محقون، قد قرأوا كتب من تقدمهم ودارسوا أهلها و..إلخ) وحول ما ابتليت به هذه الكتب من اللصوصية وأدعياء الأدب، يقول: (فمن أعظم البلايا وأكبر المصائب على مؤلفي الكتب..) ومهد بذلك كله للحديث عن أعداء كتبه، وحساده عليها، ومخاوفه من أن يدسوا فيها ما يذهب برونقها ويطفئ نورها، أو ينتحلوها لأنفسهم متقربين بها إلى أرباب الدنيا. وفيها يكرر كلمته المشهورة فيما كان ينحله أعلام المتقدمين من الكتب، وهو قوله: (وإني ربما ألفت الكتاب المحكم المتقن..إلخ)
ومن نوادره فيه: ما نقله عن بشر المريسي، وقوله له: (عرض كتابي على المأمون، في تحليل النبيذ وبحضرته محمد بن أبي العباس الطوسي، فانبرى للطعن عليه..إلخ).
وخبره مع صريع الغواني (ت208هـ). وحديث يحيى بن خالد البرمكي عن مؤلفاته. وقوله: (فلما بلغت هذا الفصل من تأليف الكتاب...إلخ).
لم تصلنا إلا نسخة واحدة من الرسالة، وهي التي تحتفظ بها مكتبة الداماد بتركيا، وهي الرسالة التاسعة في نشرة عبد السلام هارون (ج1/ ص333 - 373). وكان قد سبقه إلى نشرها د. طه الحاجري والمستشرق باول كراوس في نشرتهما لرسائل الجاحظ.
ألفها لأبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وزير المتوكل ثم المعتمد، كما يدل على ذلك قوله فيها شعراً: (إن ابن يحيى عبيد الله أمنني.إلخ).
وذكر في مقدمتها أن هذه الرسالة مسبوقة بكتابه: (فضل الوعد) وأن (فضل الوعد) مسبوق بكتابه: (أخلاق الوزراء). قال هارون: (أما الأول فقد أشار إليه الجاحظ في مقدمة الحيوان (1/ 9) وأما الثاني فلم أجد له ذكراً).
وانظر في (معجم الأدباء) لياقوت رسالة للجاحظ في معنى هذه الرسالة، كتب بها إلى ابن الزيات، وأولها: (لا والله ما عالج الناس داء قط أدوى من الغيظ، ولا رأيت شيئاً هو أنفذ من شماتة الأعداء) اشتملت على كلمات وردت في (البصائر والذخائر) غير منسوبة إلى الجاحظ، وهي: (فكم من كربة فادحة، وضيقة مصمتة، قد فتحت أقفالها وفككت أغلالها..إلخ).
|