الرسالة إلى أبي الفرج بن نجاح الكاتب (المؤلف : الجاحظ) الرسالة إلى أبي الفرج بن نجاح الكاتب:
من نوادر رسائل الجاحظ الأدبية. كشف فيها عن عظيم اطلاعه وطول باعه في معرفة رجالات العرب، فذكر في مقدمتها (29) رجلاً ممن تكنى بأبي عثمان، متندراً على قصيدة مُدِحَ بها أبو الفرج محمد بن نجاح بن سلمة، ذكروا أن قائلها رجل يكنى أبا عثمان. ثم ساق القصيدة وهي (28) بيتاً، منها قوله:
(تمر به الأحداث ترعد مرة=وتبرق أخرى بالخطوب وما يدري).
وفي القصيدة ما يفهم منه أن اسم الشاعر عمرو. ولا يستبعد أن يكون الجاحظ نفسه.
وقد نص ياقوت في (معجم الأدباء) على أن القصيدة للجاحظ قال: (وقال الجاحظ في أبي الفرج نجاح بن سلمة، يسأله إطلاق رزقه) ثم ذكر القصيدة، وأولها: (أقام بدار الخفض راض بخفضه).
وننوه هنا إلى أن سياق الرسالة يقتضي أن تكون موجهة إلى أحد أصدقاء أبي الفرج، وليس إلى أبي الفرج ذاته.
وكان نجاح بن سلمة، والد أبي الفرج، على ديوان التوقيع في خلافة المتوكل. قتله سنة (245هـ) ثم وجه من ألقى القبض على أبي الفرج، كما ذكر الطبري في حوادث تلك السنة.
طبعت الرسالة لأول مرة، ضمن نشرة المرحوم عبد السلام هارون لرسائل الجاحظ (ج1 ص321 - 332) معتمداً نسختها اليتيمة في العالم، وهي النسخة التي تحتفظ بها مكتبة الداماد بتركيا. وهي غير رسالته إلى أبي الفرج في (المودة والخلطلة) انظر التعريف بها. ومما لم يصلنا من رسائله إلى أبي الفرج أيضاً: رسالة (في امتحان عقول الأذكياء) و(رسالة في الكرم) بعث بها إليه، انظر السندوبي (أدب الجاحظ) (ص124 و139).
|