رسالة نفي التشبيه
(المؤلف : الجاحظ)
نفي التشبيه:
أبلغ رسائل الجاحظ جرأةً، وأعظمها خطراً، وأهم رسائله إلى أبي الوليد محمد بن أحمد بن أبي دواد (ت239هـ).
وهي الرسالة السادسة في نشرة عبد السلام هارون (ج1 ص279 حتى 308) لم تصلنا إلا نسخة واحدة منها وهي نسخة مكتبة الداماد. وقد كتبها الجاحظ في أيام المعتصم كما نص على ذلك في آخرها. وافتتحها بالحديث عن الفتن التي أثارها القائلون بالتشبيه (أي أن لله جوارح وحواس..إلخ) وما كان في ذلك من الإثم الكبير والفرية الفاحشة، كما يقول. وأن الخاصة لم تكن تملك إلا الاستعاذة من شرورهم، وأنهم ما اجتمعوا إلا ضروا ولا تفرقوا إلا نفعوا. وأنهم تعاووا مع المخلوع (أي الخليفة الأمين) وإياهم عنى الخُريمي بقصيدته التي رواها الطبري في حوادث سنة (197) والتي يقول فيها:
#مِنَ البواري تِراسُها ومِنَ الـخوصِ إذا استلأمت مغافرُها.
انظر القصيدة في ديوان الخريمي، وهي من نوادر الشعر العربي، تقع في (135) بيتاً.
ويرى الجاحظ أن تدارك خطر هذه الفتنة ممكن إذا لم يكن لها إمام، فإذا كان لها إمام مقلَّد، فعند ذلك ينقطع الطمع ويموت الحق ويُقتل المحق. وأشار إلى أكبر ما يميز هذه الحركات وهو (إسقاط شهادات الموحدين)!
قال: (ولم يزل الأمر كذلك حتى وضع الله من عزهم...وحتى تحول إلينا رجال من قادتهم، وارتاب قوم، ونافق آخرون...وذلك كله على يد شيخك وشيخنا بعدك، أعزه الله بما بذل من جهده...إلخ). والمراد بالشيخ هنا: (أبو عبد الله أحمد بن أبي دواد). وإياه عنى بقوله: (وكان من أسباب دفعي إليك هذا الكتاب دون أبي عبد الله..إلخ).
|