فخر السودان على البيضان
(المؤلف : الجاحظ)
فخر السودان على البيضان:
كتاب ناطق بفصاحة الجاحظ ومكانته في الأدب.
حشد فيه مناقب السودان ومفاخرهم تلبية لطلب رجل لم يسمه، وصرح في مقدمته أنه ألفه ليكون تتمة لكتابه (الصرحاء والهجناء) الذي ألفه أيضاً لهذا الرجل.
وافتتحه بذكر من كان أسود البشرة من المشاهير، كلقمان الحكيم، وسعيد بن جبير، وبلال الحبشي، وأخيه رباح (?) ومِهجَع (أول شهيد يوم بدر) والمقداد بن الأسود، ووحشي، ومكحول الفقيه، والحَيقُطان الشاعر، صاحب القصيدة التي تحتج بها اليمانية على مضر، والحبش على العرب. قالها بسبب هجاء جرير له، وقد أسهب الجاحظ في شرح القصيدة.
ومنهم: سنيح بن رباح (شار): صاحب القصيدة في مفاخر الزنج والرد على جرير أيضاً. انظر القصيدة وشرح الجاحظ لها وترجمة المذكورين فيها من أبناء الزنجيات، كخفاف بن ندبة، وعباس بن مرداس، وعنترة وأخيه هراسة، وسليك بن السلكة.
ومنهم: جُلَيبيب الفارس الذي قال فيه النبي (ص): (هذا مني وأنا منه).
ومنهم: فرج الحجّام، الذي يقول فيه الشاعر:
#خلوا الطريق زوجتي أمامي=أنا حميم فرج الحجام
ومنهم: عبد الله بن خازم السلمي، وبنو الحباب: عمير وأخوته. والجحّاف بن حكيم. وعامر بن فهيرة (شهيد يوم بئر معونة). وآل ياسر. والغداف (صاحب عبيد الله بن الحر. وكعبويه (والد دنانير الشاعرة). ومربح الأشرم (غلام أبي بحر القائد). والمغلول وبنوه (أعرف أهل الأرض بالبادية). وأفلح (صاحب الخبر مع مالك بن الريب)
وعكيم الحبشي (وكان أفصح من العجاج) والأدغم (سيد أهل المشرق).
وتضمن الكتاب فصولاً عن أيام السودان ومناقبهم، وأنهم أسخى الناس كفاً، وأطبع الخلق على الرقص الموقع الموزون، وأنه ليس في الأرض لغة أخف على اللسان من لغتهم، ولا أسلم من عيوب اللسان، وهم أحسن الناس ظناً، وأضحكهم سناً..ولو رأيتم أهل (لنجويه) نسيتم الجمال والكمال. قال: وإنما ترى الناس سبي (قنبلة)، والزنج ضربان: (قنبلة ولنجوية). وتطرق في آخره إلى خصائص الهند (لشيوع السمار الشديد فيهم) فعدد ما اشتهروا بإجادته، منها (الكنكلة): وهي وتر واحد، يمد على قرعة فيقوم مقام أوتار العود. ومنها: التدخين والدمازكية (ضرب من اللعوق) ومن مفاخرهم أن الصيارفة لا يولون بيوت صروفهم إلا أولاد السند.
طبع الكتاب لأول مرة في ليدن سنة 1903هـ بعناية فان فلوتن. في مجموع يضم ثلاث رسائل للجاحظ، وهو في نشرة عبد السلام هارون (ج1 ص173- 226). وفي (ثمار القلوب) قطعة منه حول (حرة بني سليم).
|