مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث

اللسانيات في التراث اللغوي العربي

اللسانيات، شأنها في ذلك شأن علوم اللغة العربية، علم قائم بذاته، يتناول منطق اللغة بمنطق يدور على نفسه، ولغة اصطلاحية يلتبس -في كثير من الأحيان – بعضها بالبعض الآخر، وهي علم أوروبي حديث عمره قرناً تقريباً.

عن «اللسانيات في التراث اللغوي العربي» كانت ندوة اللسانيات الأولى في مجمع اللغة العربية بدمشق بالأمس. ‏

وقد شارك في الندوة أ د. أحمد قدور أستاذ اللسانيات وأ د. لبانة مشوح أستاذة اللسانيات باللغة الفرنسية في جامعة دمشق ود. بسام بركة من الجامعة اللبنانية. ود. نادر سراج من الجامعة اللبنانية. ‏

كان البحث الأول في الندوة للدكتور أحمد قدور تحت عنوان «موازنة بين اللسانيات وعلوم اللغة العربية والفيلولوجية «وقد بين د. قدور في هذه الموازنة عدداً من الجوانب الأساسية التي يختلف فيها منهج البحث في علوم اللغة العربية عن اللسانيات ومن أهم هذه الجوانب – يقول د.قدور: «إن اللسانيات علم أوروبي حديث يقارب عمره القرنين، في حين نجد علومنا اللغوية قديمة النشأة إذ تعود إلى القرن الثاني من الهجرة، ثم إن اللسانيات علم عالمي هدفه تصنيف اللغات البشرية والبحث عن القوى الكامنة فيها، واستخلاص قوانين عامة لها، لا ترتبط بلغة من دون أخرى أما علوم العربية فتخص لغتنا أساساً مع تشابه عام مع اللسانيات وذلك لاشتراك علومنا واللسانيات في الظواهر اللغوية. ‏

اللهجات العامية ‏

وعن اللهجات العامية وموقف اللسانيات منها المناقض لموقف علومنا اللغوية يقول د. قدور: إن اللسانيات تعلي من شأن اللهجات العامية وترى فيها حياة للغة في حين تنبذ علومنا اللهجات العامية. ‏

وعن خصوصية علم فقه العربية بين د. قدور أنه معرفة خاصة باللغة العربية تهتم بأصول اللغة وتاريخها وخصائصها العامة، ولا يمكن الاستغناء عنها بل المطلوب تجديدها ورفدها. ‏

وعن المواضع التي يمكن لعلوم العربية أن تفيد منها رأى د. قدور أن اللسانيات جديرة برفد علومنا بالجوانب الآتية: آ – المناهج الملائمة للغتنا. ب- المواد العلمية المتعلقة باللغات القديمة والحديثة. ج – إنشاء علوم بلاغية ونقدية جديدة، كالأسلوبية وعلم النص، والتداولية وفق تعاليم اللغات. ‏

حضور الجدل ‏

وأما أ د. لبان مشوح فقد تناولت بعض المفاهيم اللغوية التي شاعت عند قدامى اللغويين العرب، مشيرة إلى بعض ما يجمعها أو يقربها من مفاهيم حديثة أطلقتها اللسانيات من ذلك أن التفكير في قضايا اللغة وخصائص الكلام في التراث الفكري العربي تميز بالجدل وحدة الترابط المنطقي، وقد انتقل من دراسة لغة بعينها إلى الرؤية الشمولية للحدث. وهو المساء نفسه الذي تطورت فيه النظريات اللسانية الحديثة، ثم أوضحت د. لبانة «أن ثمة منحيين اثنين لم يتكاملا في التراث اللغوي العربي، ويلخصان تطور اللسانيات الحديثة. الأول: تمثل في محاولة إدراك الموضوعية العلمية في دراسة اللغة بحد ذاتها، وتحليل مكنوناتها الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية والدلالية وتمثل الثاني في النظر إلى اللغة بصفتها ظاهرة بشرية عامة وذكرت د. لبانة أن ما اشترك به اللغويون العرب القدامى مع اللسانيات قولهم إن علاقة الإنسان باللغة علاقة بالطبع والاقتداء لا بالعرض والاتفاق.. ورؤيتهم أن للظاهرة اللغوية وارتباطها بالإنسان بعدين اثنين: بعد كوني لأن الحدث اللساني وجود ملازم للوجود البشري. والثاني بعد بيولوجي: يتمثل في قابلية الإنسان واستعداده الخلقي لإتمام الظاهرة اللغوية. ‏

ظواهر لغوية ‏

وقد أتت د. لبانة على ظواهر لغوية عربية قديمة أخرى، لها صلة تقربها من اللسانيات، لا تتسع عجالة صفحية – كهذه – للوقوف عليها جميعها. وقد كان منطلقها الأساسي فيما أوردته قولها: إن النظر إلى التراث اللغوي من زاوية العلوم اللسانية يدحض زعم من زعموا أن ثمة هوة تفصل علوم العربية عن اللسانيات الحديثة. ‏

تحت عنوان «اللسانيات ودورها في تنمية اللغة العربية» كان البحث الأخير للدكتور بسام بركة، أمين عام المترجمين العرب، وقد كان محور بحثه الأساسي تحت عنوان «علوم اللسانيات والاستفادة منها في تطوير اللغة العربية» وقد تناول فيه بعض العلوم التي انبثقت من اللسانيات والتي يمكن أن تفيدنا في تطوير معرفتنا للغة العربية وهي علم الأصوات – علم المفردات – علم النحو – تحليل الخطاب – علوم التواصل – علوم رديفة نشأت من تزاوج اللسانيات بعلوم أخرى، وقد تحدث التقابل الثنائي في علم الأصوات (مجهور – مهموس، أمامي – ورائي، قصير – طويل) فرأى أن هذا التمييز يتيح فهماً أفضل لوظيفة كل صوت من أصوات اللغة وعمله كما أنه أداة جيدة في تعليم العربية للأجانب ومحور بحثه الثاني فيما تستطيع أن تستفيد منه العربية من اللسانيات كان استفادة اللسانيات من الحاسوبيات في ميادين تعليم العربية وحوسبتها وعن ذلك قال: هنا ندخل في مجالات الاستفادة من اللسانيات التي تقع خارج حقول تحليل اللغة العربية. ويعني بذلك تطبيقاتنا واستعمالاتنا في ميادين شتى من مثل: دراسة الأداء اللغوي من أجل الوصول إلى تحليل التراكيب والاتجاهات الاجتماعية أو النفسية..إلخ.. ومن مثل تعليم العربية للناطقين بها ولغير الناطقين بها. ‏

المصدر : جريدة تشرين السورية