قال أبو منصور التميمي أثناء تعداده فضائح النظام وكبائره: (ومن فضائحه أنه عاب على ابن مسعود (ر) روايته الحديث: (أن السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه) وزعم أن هذا كذب، وكذبه في روايته بانشقاق القمر وفي خبر الجن....ولا يضر السحاب بنباح الكلاب، وكان قد أضمر سقوط وجوب الصلوات الخمس، فلم يجسر على إظهار هذه البدعة، فأسقط القضاء (على من فاتته) لأن سقوط القضاء يوجب سقوط وجوب الأداء) قال: وذكر ابن قتيبة في (اختلاف الحديث) أنه كان يغدو على سكر ويروح على سكر، وينشد: (مازلت آخذ روح الزق في لطف...وأستبيح دما من غير مذبوح).. (حتى انثنيت ولي روحان في جسد...والزق مطرح جسم بلا روح) أبو منصور التميمي (الملل والنحل: ص102). وقال في أثناء تعداده فضائح هشام بن عمر الفوطي المعتزلي: (ومن فضائحه إنكاره لكثير مما تواترت به الأخبار الموجبة للعلم الضروري، كانكاره حصارعثمان...وإنكاره حرب الجمل...ومنكر هذه الأخبار كمنكر وقعة بدر وأحد...وقد شاركه في هذه البدعة علي الأسواري والقسم الدمشقي، وكل منهم كسير وعوير ليس فيه جبير. (المصدر السابق: ص110) قال وزعم أبو محمد الثقفي أن إجماع الصحابة على جلد شارب الخمر خطأ، لأنهم أجمعوا عليه برأيهم، وشارك بهذا الخوارج في إسقاط حد الخمر، وقد أجمعت الأمة على تكفير من أسقط حد الخمر، كما قالوا بتكفير من أسقط الرجم. وزعم أنه لا حد على زواج بلا عقد. (المصدر السابق ص105) قال (ص85) وكفى المعتزلة خزيا أن يكون زعيمها ممن لا تصح صلاتهم خلفه لمثالب لثغته بالراء، وأما خطبته التي لا راء فيها فعساه كان في تحبيرها أياما، ولصاحب هذا الكتاب خطب كثيرة، منها ما ليس فيه حرف الألف، ومنها ما ليس فيه حرف الواو، وهذا أصعب من إسقاط حرف الراء). قال (ص87) وذكر الكعبي في مقالاتهم أن أبا جعفر المنصور مدح عمرو بن عبيد فقال :(نثرت الحب فلقطوه غير عمرو بن عبيد) وهذا من أكاذيب الكعبي وهو الذي روى أن عمرا كان من الداعين إلى البيعة ليزيد الناقص في ولايته، أترى المنصور مع صرامته وعداوته لبني أمية يمدح داعيهم ?... وقال في تعريف الجاحظية: (وهؤلاء قوم من غواة القدرية بالبصرة، انتسبوا إلى عمرو بن بحر الجاحظ اعتزازا منهم بحسن بيانه وبلاغته في كتبه التي لها ترجمة تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم. ولو عرفوا ضلالاته لاستغفروا من ظنهم إياه إنسانا، فضلا أن يظنوا به إحسانا.... ومن فضائحه مجونه في كتبه التي أغوى بها الفسقة، مثل كتابه (حيل اللصوص) وكتابه (غش الصناعات) وكتابه (الفجار والمؤاجرين) وزين في كتابه (البخلاء) البخل في أعين البخلاء، وصنف كتابا في النواميس التي تجتلب بها المحتالون الودائع، وشحن كتابه المعرف ب(الفتيا) بالطعن على أعلام الصحابة في فتاويهم. وأقصى كتبه أثرا كتابه المعروف ب(طبائع الحيوان) *(وقد سلخ فيه كتاب (الحيوان) لأرسطاطاليس، وضم إليه ما ذكره المدائني من حكم العرب وأشعارها في منافع الحيوان، ثم شحن الكتاب بمناظرة)* المفاخرة بين الديك والكلب، تضييعا للوقت بالمقت....وهو بالجملة كما قال العدناني التميمي: لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا...ما كان إلا دون قبح الجاحظ. باختصار عن الملل والنحل (ص123 ? 126) وقد آثرنا أن ننقل ما بين نجمتين من كتابه (الفرق بين الفرق) طبعة دار الكتب العلمية (ص131) وهو فيه يكرر نفس النص، وقد جاء ما بين النجمتين في (الملل والنحل) مضطربا مخروما.