مقارنة بين الشيخ طاهر الجزائري والمهاتما غاندي: قال المرحوم محمد كرد علي في (كنوز الأجداد) (ص19) في ترجمة شيخه الشيخ طاهر الجزائري: (وكانت له صداقة أكيدة بالعالم المطران يوسف داود السرياني، يتسامران ويتحدثان، ويتهامسان ويتناقشان. وما أدري إن كان المطران أثر في الشيخ أو الشيخ في المطران. سمعت الشيخ يثني الثناء المستطاب على صديقه المطران، وقد طالت به صحبته وعشرته، وهكذا كان له اتصال بالأرمن واليهود واليسوعيين الكاثوليك والأمريكان البروتستانت. وكان يغضي عن كثير من النقد على رجال الدين غير المسلمين، ويقول: هم أقرب الناس إلينا، يعتقدون بالله واليوم الآخر وخلود النفس. وكانت جميع الطوائف تستلطفه وتحب عشرته، على ما بينها وبينه من التخالف الظاهر في الزي والعادة والخلق والمذهب، ويطلعونه على ما لا يبوحون به لأقرب الناس إليهم. وسمعته غير مرة يقول: (الحمد لله لقد سالمنا كل الفرق). قال (ص29): (ولم يكن الشيخ طاهر كالمهاتما غاندي في حملاته، حتى ولا في تصريحاته. العملان متفقان إلا قليلا، لكن ابن الوثنية جسر على العمل بمبدئه أكثر من ابن الإسلام. كان شعار غاندي: هندوسا كنا أم باريسيين، نصارى أم يهودا، أيا كنا، يجب إذا تاقت نفوسنا إلى أن نعيش أمة واحدة أن تكون مصلحة الفرد مصلحة الجماعة، ولا عبرة إلا لعدل مطالبه. أما الشيخ الجزائري فكان يتوقع من القوم أن يقولوا هذا. وهو لا يدعوهم إليه إلا بالإشارة والمثال البعيد. قال غاندي ما اعتقد غير مجمجم، فتخلص من أمور كثيرة، وأراد أمته علنا أن تنهج سبيله فكانت شهرته عالية. وانحصرت شهرة الشيخ طاهر في بعض أصقاع العرب.....