مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
رسالة الشيخ طاهر الجزائري إلى المس (بل) أمينة سر حاكم العراق

رسالة الشيخ طاهر الجزائري إلى صديقته المستشرقة الفاضلة المس (بل) أمينة سر حاكم العراق: نشر المرحوم محمد كرد علي هذه الرسالة في كتابه (كنوز الأجداد) ولقيمة الرسالة وخطورتها أثبت صورتها بخط الشيخ طاهر رحمه الله. أما الشيخ طاهر فهو شيخ أهل الشام غير مدافع، ومرجع المستشرقين في عصره، وصديق الطيبين في كل ملة ونحلة، انظر ترجمته في الوراق في كتاب الأعلام للزركلي، وهو أحد تلاميذه. وهذا نص الرسالة مع حواشيها: حضرة الصديقة الجليلة الفاضلة الشهمة المصونة مس بل دام إقبالها: أحييك بخير التحايا، واثني على تلك السجايا،وأذكرك بالأيام المسعودة التي جمعتنا في دمشق الشام. ثم أذكر لك الداعي إلى المكاتبة، وهو أمران، أحدهما: تجديد العهد السابق، والشكر على حسن ظنك بهذا المحب الخالص، فقد ذكر لي بعض أصدقائي ترجمة ما كتبته في حقي في رحلتك إلى سورية، مما يدل على حسن الطوية. والأمر الثاني: اقتضاء الوقت لذلك، فإن هذا الزمان الذي هو أغرب الأزمنة مطلقاً، يجب الانتباه فيه لما يلزم، وعدم تضييع الفرص، فإنها تمر مر السحاب. هذا ولما كنت أعتقد أن أحسن من يخلص له العرب الود هو دولة بريطانيا العظمى، لما خبرته من الأحوال، ومقتضيات الأمزجة ونحو ذلك. والمودة لما كانت واجبة أن تكون من الطرفين، اقتضى الأمر أن يقع التفاهم بينهما ليستمر هذا الأمر، فرأيت أنه ينبغي لانكلترا العظمى أن تعتني بأمور: 1- الأمر الأول: أن تؤسس في كل بلدة كبيرة ديواناً شبيهاً بالرسمي، لتأخذ الأخبار المتعلقة بما يحبه العرب، لتساعد عليه بقدر الإمكان، والذين يعينون ينبغي أن يكونوا من أعظم الناس معرفة بأمزجة العرب، ممن تلقوا ذلك، عن مثل حضرتك الكريمة. 2- الأمر الثاني: أن تعتني بأمر اللغة العربية، ويظهر منها السعي في نشرها، كما يظهر منها ذلك في اللغة الإنكليزية. 3- الأمر الثالث: الاعتناء الزائد في المساعدة على نشر العلوم، على وجه يساعد عليه الحال والزمان. 4- الأمر الرابع: مراعاة عوائدهم وعدم الحط من كرامتهم، لاختلاف العادات، فإنه قد بلغني أنه كان يقع في البصرة والعراق وغيرهما، من بعض المأمورين تسلط، وهذا مضر جداً لا يشعر بمضرته إلا بعد أن يشتد الحال، ويعسر زوال ما في النفس. نعم إن هذا الأمر دقيق يصعب القيام به كما ينبغي، إلا أن الاعتناء به كثيراً ممكن. والعربي أهم شيء عنده عدم الهوان. 5- الأمر الخامس: تسهيل أمر تجارتهم، وتسهيل أمر التجارة معهم بحيث يظهر ذلك، وتدريبهم في ذلك، على كل ما ينفعهم ولا يضركم. 6- الأمر السادس: الاعتناء بعدم مس الشعائر الدينية على وجه أقوى من الحالة السابقة. ومما يؤيد ذلك منع أمر المسكرات ونحوها وتوابع ذلك. 7- الأمر السابع: تدريبهم على ما يحتاجون إليه من أمور اقتصادية أو غيرها أي شيء كان. وإني أرى أن هذه الأمور إذا تمت هكذا، تكون النتيجة حسنة جداً ويشتد التلاؤم بين الفريقين، فإن العرب أقرب الناس إلى شكر النعمة، فإن وجد من لا يشكر، فإن في ظهور النعمة ما يقمعه عن إبراز ما ينويه من مغالطة الناس، وما قلت ما قلت إلا بعد تجربة واختبار تام. ولولا شدة انحراف مزاجي، لألفت في ذلك كتاباً مفصلاً، قياماً بمثل هذا الأمر الجلل، إلا أن في هذا الأمر كفاية والله الموفق. في يوم عيد الفطر سنة 1337 وهو يوم الأحد 1 شوال في مصر في جهة عابدين المخلص للأمة العربية والدولة البريطانية العظمى طاهر الجزائري. حاشية: (الناس الذين على فكري من جهة توافق مصلحة الأمة العربية مع مصلحة الدولة البريطانية العظمى كثيرون. إلا أنهم لا يقدرون على إظهار أفكارهم، إلا بعد أن يروا باعثا على إظهاره، لئلا ينسب إليهم أنهم خائنون للأمة. فإن هذه الجملة راعت الناس كثيرا. وهي جملة اتخذها الشرقي لإرهاب غيره، سواء كان هو مخلصا في نفسه أو غير مخلص. وكفى بما وقع لنا في طرابلس الشام حين كنا بها في المدة الأخيرة. وذلك قبل دخول (الأنوريين) في الحرب بنحو شهرين، فإن بعضهم أشاع أني حضرت لتمهيد الأمر لدولتكم العظمى. وكان مركز الاتحاديين هناك المركز الأول، ولو وقع ذلك لغيري لهلك حالا، ولم يكن له مانع، ولكن أوصوهم في حقي بأن يغمضوا عينهم في المسألة، رعاية لاعتقاد الجمهور بأني لا أختار شيئا فيه خيانة للأمة. وإذا وقع ما ذكرناه يقل الشغب ويضعف أمر المموهين الذين لا يهمهم إلا أمر أنفسهم. فبادروا لذلك غير مأمورين، فهذا أوانه ونسأل من بيده الأمر كله التوفيق لما هو الأولى. وإذا كتبتِ لنا جوابا فاكتبيه بعنوان الجريدة المشهورة الجزيلة الفائدة، وهي جريدة (الكوكب) التي يدير أمرها المستشرق المشهور (كودنبري) يصلنا أين كنا) حاشية: وإني أوصيكم ببعض البلاد التي لا أسميها خيراً، فإن فيها كثيرا من الرجال المهمين، الذين يعرفون قدر النعمة ويشكرونها، ولكنهم غُلبوا على أمرهم، لأنهم لم يُعرفوا في وقت الرخاء حتى يُنتفع بهم وبرأيهم في وقت الشدة. والبحث يجلو كل شيء. فينبغي الانتباه لذلك في الحال والمستقبل، وقد آن الأوان لمعرفتهم، وهذا لا يكون إلا تدريجا، فليبادر إلى ذلك، فستحمدون عاقبة الأمر والله الموفق.


    * هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا : zaza@alwarraq.com
نصوص أخرى