نقشبندية صاحب المنار: ما لم يشتهر من أخبار صاحب المنار (محمد رشيد رضا) أنه ابتدأ حياته صوفيا خلوتيا على طريقة شيخه الشيخ حسين الجسر رحمه الله، ثم سلك في طريقة النقشبندية، وحكى قصة انخراطه فيها في كتابه (المنار والأزهر) قال: (وأخبرني صديقي الأستاذ العلامة الشيخ محمد الحسيني أنه قد ظفر بصوفي خفي، من النقشبندية، يرى أنه وصل إلى رتبة المرشد الكامل. فسلكت هذه الطريقة معه، وقطعت مراتب اللطائف كلها، ورأيت من الأمور الروحية الخارقة للعادة ما عجزت عن تأويل بعضه) ثم حكى ما كان يعرض له أثناء سماع أسماء رجال (الختم) ثم قال: (وقد عرضت لهذه المسألة =مسألة الختم= في كتابي (الحكمة الشرعية) الذي ألفته وأنا تلميذ، ثم عدت إليه في المجلد الثاني من المنار، ثم في المجلد السادس منه، ثم ألممت به في مجلدات أخرى) قال: (ثم عرض لي ولغيري في أثناء استحضار هذه الأرواح بالتخيل أن نميز بينها باختلاف صورها، ونشم للروح رائحة عطرية منعشة لا نظير لها). أما كتاب (الحكمة الشرعية) فيزيد في حجمه على مجلد كبير من مجلدات المنار. نشرت في المنار مقدمته فقط، وأما الكتاب فلم يطبع وآثر رشيد رضا أن يبقى مخطوطا كما قال شكيب أرسلان (رشيد رضا وإخاء أربعين عاما) (ص123).