في المجلد العاشر من مجلة المنار (ص140) نشر رشيد رضا براءة صديقه وسكرتيره: الطبيب توفيق صدقي أفندي ورجوعه عن كتبه وآرائه التي دعا فيها إلى أن (الإسلام هو القرآن وحده) ونشرت البراءة تحت عنوان (إنصاف واعتراف) صرح فيها توفيق صدقي بأنه ارتكب الشطط، وأن الصواب ظهر له مما كتبه أستاذه صاحب المنار، ثم قال: فأنا أعترف بخطأي على رؤوس الأشهاد، وأستغفر الله مما قلته أو كتبته في ذلك، وأسأله الصيانة عن الوقوع في مثل هذا الخطأ مرة أخرى، وأصرح بأن اعتقادي الذي ظهر لي من هذا البحث بعد طول التفكر والتدبر هو أن الإسلام هو القرآن وما أجمع عليه السلف والخلف من المسلمين عملا واعتقادا أنه دين واجب، وبعبارة أخرى أن أصلَي الإسلام الذين بني عليهما هما الكتاب والسنة النبوية بمعناها عند السلف، أي طريقته (ص) التي جرى عليها العمل في الدين. وأستثني من ذلك السنن القولية غير المجمع عليها، وما كان له علاقة شديدة بالأحوال الدينوية التي فوضها النبي (ص) إلى الناس...إلخ وفي المجلد (21) ص 483 حتى 495 عام 1920م استعرض رشيد رضا ما نشره في المنار من مقالات وبحوث صديقه توفيق صدقي أفندي أثناء حديثه عن خسارة العالم الإسلامي بفقده هذا الداعية المخلص كما ينعته رشيد رضا . وقد ولد يوم 24 / شوال/ 1298هـ الموافق 19/ سبتمبر/ 1881م وتوفي يوم الأربعاء 2/ شعبان/ 1338هـ الموافق 21/ إبريل/ 1920م وهو في الأربعين من عمره. وكان أول مقال نشره في المنار عام 1906م في المجلد الثامن ص330 بعنوان (الدين في نظر العقل الصحيح). وكان توفيق صدقي هذا سكرتير رشيد رضا في معهد الدعوة والإرشاد الذي أسسه رشيد رضا وعاش قريبا من ثلاثة أعوام، ثم أغلقت أبوابه فيما بعد بسبب سقوط الخديوي عباس حلمي، الذي كان يقوم بتمويله.