مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
دور النشر المرتزقة في القرن الخامس الهجري

قال الشيخ محمد بن الهيصم المتوفى أوائل القرن الخامس: (ذكر بعض مشايخنا رحمهم الله أنه رأى مصحفا منسوبا إلى أبيّ بن كعب (ر) خالف ببعض حروفه حروف هذا المصحف. ولكنا لا نأمن أن يكون ذلك من جهة بعض من يحب الافتخار بالغريب، فإن هذه بلية أضرت بالدين وأخلت بمصالح المسلمين، وطرّقت الملحدين إلى الطعن في أركان الإسلام، وسهلت عليهم الشغب في أموره. ولقد نرى نواب الملوك وعبيد أرباب الأموال إذا لم يجدو للقرآن وعلوم الدين عندهم موقعا فيتقربون إليهم بغرائب الكتب، وإذا أعوزهم الغريب الذي يتذرع به أخذوا بعض الكتب المعروفة، يزيدون فيها وينثقصون، ويقدمون ويؤخرون، ويعنونونه بعنوان بديع، ليتسببوا بذلك إلى استخراج شيء يقربهم منهم...إلخ). هذا النص النادر عثرت عليه في المطبوع من مقدمة كتاب المباني ( ص47) . التعريف بكتاب المباني ومؤلفه. وكتاب المباني في نظم المعاني: من أقدم كتب التفسير، وهو مجهول المؤلف، وكان (نولدكه) أول من نبه إلى أهميته، ورجع إلي مخطوطته الفريدة التي تحتفظ بها مكتبة برلين، ثم قام الإنجليزي آرثر جيفري بتحقيق مقدمة التفسير، وضم إليها مقدمة تفسير ابن عطية (ت543هـ) وتولت دار الخانجي في القاهرة نشر المقدمتين سنة 1954م بعنوان (مقدمتان في علوم القرآن) ثم أعادت نشره سنة 1972م بتحقيق عبد الله إسماعيل الصاوي.. وتقع مقدمة المباني في هذه الطبعة في (250) صفحة من أصل 293 صفحة. لم يتمكن المحقق من الوصول إلى ما يشفي الغليل في شأن مؤلف الكتاب، سوى ما بدا له أنه من أهل المغرب، ولم يفصح عن الأدلة التي توصل بها إلى ذلك وقد عثرت في الكتاب على ما يؤكد أن المؤلف من أهل المشرق، ومن الفرقة الكرامية، وهو ينعت محمد بن كرام بالإمام الهادي (ص209) بل هو المقصود بقوله: (وقال الإمام الهادي) في كل مرة ترد فيها هذه العبارة. ثم وجدته يروي بالإجازة عن محمد بن الهيصم، وكان ابن الهيصم رأس الكرامية في عصره. قال الصفدي في الوافي: محمد بن الهيصم أبو عبد الله شيخ الكرامية وعالمهم في وقته، وهو الذي ناظره ابن فورك بحضرة السلطان محمود بن سبكتكين وليس للكرامية مثله في الكلام والنظر. وكان في زمانه رأس طائفته كما كان القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره، وأبو إسحق الإسفراييني رأس الأشاعرة، والشيخ المفيد رأس الرافضة ، وأبو الحسن الحمامي رأس القراء، وأبو عبد الرحمن السلمي رأس الصوفية، وأبو عمر ابن دراج القسطلي رأس الشعراء، والسلطان محمود ابن سبكتكين رأس الملوك، والحافظ عبد الغني رأس المحدثين، وابن هلال المعروف بابن البواب رأس الكتاب المجودين. وصلتنا مخطوطة الكتاب الفريدة والورقة الأولى منها ساقطة، وفي الورقة الثانية كلام للمؤلف عن كثرة مؤلفاته التي وعد فيها بتأليف كتاب يخدم فيه كتاب الله، أو كما قال: (وأخدم كتاب الله خدمة قل فيها المشاركون وكثر لها التاركون، وابتدأت بالأخذ في تأليفه واستخراجه يوم الأحد غرة شعبان سنة خمس وعشرين وأربعمائة).. ونحن حين نتصفح الكتاب لا نجد ما يميز الكرامية عن أهل السنة في شيء ، فلا أدري ما سبب كل ما يقال عن هذه الفرقة، التي امتازت من بين الفرق الإسلامية بأنها كانت لها خانقاهات تخصها.


    * هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا : zaza@alwarraq.com
نصوص أخرى