مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
تحت راية القرآن

قال السيدعبدالله بن محمد رضي الشهير بشبّر: (وإذا سمعت في الروايات الشاذة شيئا في تحريف القرآن وضياع بعضه فلا تقم لتلك الروايات وزنا، وقل ما يشاء العلم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها ومخالفتها للمسلمين، وفيما جاءت به من مروياتها الواهية من الوهن، وما ألصقته بكرامة القرآن مما ليس له شبه به، واستمع من ذلك لأمور: فقد جاء فيها أن أبا بكر هو الذي أدى رأيه أولا إلى جمع القرآن، وهو الذي طلب من زيد بن ثابت جمعه، فثقل ذلك عليه، ولم يزل أبو بكر يراجعه حتى قبل. وجاء فيها أن زيدا هو الذي أدى رأيه أولا إلى جمع القرآن، فكلم في ذلك عمر، فكلم عمر أبا بكر، فاستشار أبو بكر في ذلك المسلمين. وجاء فيها أيضا أن أبا بكر هو الذي جمع القرآن. وجاء فيها أن عمر قتل ولم يجمع القرآن. وجاء فيها أن عثمان هو الذي جمع القرآن في أيامه بأمره. وجاء فيها أن عمر هو الذي أمر زيد بن ثابت وسعيد بن العاص لما أراد جمع القرآن أن يملي زيد ويكتب سعيد. وجاء فيها أن ذلك كان من عثمان في أيامه. وجاء فيها أن الذي يملي أبي بن كعب وزيد، وسعيد يعربه. وجاء فيها أن سعيدا وعبد الله بن الحرث يعربانه. وجاء فيه أن أبا بكر قال لعمر ولزيد: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. وجاء فيه أن أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة، أقسم لا يرتدي برداء حتى جمعه فجمعه، ثم ائتمروا ما يسمونه فقال بعضهم: سموه السفر، قال: ذلك تسمية اليهود فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف. فهذا حال بعض هذه الرويات في تعارضها واضراباتها، ومن جملة ما جاء فيها ما مضمونه أن سورة براءة آخر ما نزل من القرآن، فما ترى لهذه الروايات من القيمة التاريخة. مقدمة تفسير شبر، لجامعه عبد الله بن محمد رضي الشهير بشبّر (ص13) من فضلاء الشيعة الإمامية. وقد سكت السيد شبر كما ترى عن الروايات التي تنص على جمع الإمام علي (ر) للقرآن، وهي أيضا متضاربة ومتناقضة، ولا قيمة لها. فقد جاء من طريق ابن سيرين أن عليا (ر) قال: ( لما مات رسول الله صلى اله عليه وسلم آليت أن لآخذ على ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته). وجاء من طريق عكرمة أنه لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته، فقيل لأبي بكر: قد كره بيعتك، فأرسل إليه، فقال: أكرهت بيعتي. قال: لا والله، قال: ما أقعدك عني? قال: رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه. وجاء أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ، وأن ابن سيرين قال: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه. وجاء فيه أن مصحف عليّ، كان أوله اقرأ ثم المدثر ثم نون ثم المزمل ثم تبت ثم التكوير، وهكذا إلى آخر المكي والمدني. وجاءت فيه أشياء لا يليق ذكرها لكونها ظاهرة الكذب والبهتان. وأنا أشهد أن الرجل المؤمن مفطور على الاشمئزاز من هذه الأقاويل. ثم إن المفهوم من القرآن أن جمعه مسألة اختص بها الله عز وجل فقال: (إن علينا جمعه وقرآنه) ولابد أن النبي (ص) مات والقرآن مجموع بين دفتيه، بل توفي (ص) بعد مدة طويلة من جمع القرآن، وكيف لا وفيه مثل الآية (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا) وهي كما نعلم آية في صدد سورة المائدة، وليست آية في ختام المصحف. وهذا يعني |أن نزول القرآن يختلف عن جمعه، وأن جبريل نزل على محمد بجمع القرآن على الصورة التي هو عليها اليوم، كما نزل عليه بالقرآن مفرقا قبل نزول الجمع. وأذكر هنا كلمة سائرة لابن حزم، تكتب بسواد العيون، قال: (من ظن أن عمر بن الخطاب مات وفي الناس من يحصي مصاحف المسلمين فقد سفه نفسه، كيف ? والله يأمرهم بتلاوة القرآن عند كل صباح)قال في (الفصل في الملل والنحل): (ثم مات أبو بكر وولي عمر ففتحت بلاد الفرس طولاً وعرضاً وفتحت الشام كلها والجزيرة ومصر كلها ولم يبق بلد إلا وبنيت فيه المساجد ونسخت فيه المصاحف وقرأ الأئمة القرآن وعلمه الصبيان في المكاتب شرقاً وغرباً وبقي كذلك عشرة أعوام وأشهراً والمؤمنون كلهم لا اختلاف بينهم في شيء بل ملة واحدة ومقالة واحدة وإن لم يكن عند المسلمين إذ مات عمر مائة ألف مصحف من مصر إلى العراق إلى الشام إلى اليمن فما بين ذلك فلم يكن أقل). ورب قائل يقول: فما لك تحتج بما قاله ابن حزم هنا وتنسي كل رواياته في جمع القرآن ? فأقول: (وما أدراني بصحة كل ما ينسب إلى ابن حزم، ونحن نرى الناس قد كذبت على الله وعلى رسول الله وعلى الناس أجمعين) وكما قال أبو العلاء: وقد كذبوا حتى على الشمس أنها...تهان إذا حان الغروب وتضرب.


    * هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا : zaza@alwarraq.com
نصوص أخرى