(لم أر كالإسلام ديناً حفظ أصله، وخلط فيه أهله. ولا مثله سلطاناً تفرق عنه جنده، وخفر عهده، وكفر وعيده ووعده، وخفي على الغافلين قصده، وإن وضح للناظرين رشده. أكل الدهر أهله الأولين، وأدال خشارة من الأخرين، لا هم فهموه فأقاموه، ولا هم تركوه فرحموه، سواسية من الناس، اتصلوا به، ووصلوا نسبهم بنسبه، وقالوا نحن أهله وعشيرته، وحماته وعصبته، وما هم منه في شيء، إلا كما يكون الجهل من العلم والطيش من الحلم، وأفن الرأي من صحة الحكم) (محمد عبده: الأعمال الكاملة 3/ 317