وثيقة في وقف بلاط جامع طليطلة: كنيسة سان سلفادور اليوم
(بسم الله الرحمن الرحيم قام هذا البلاط بحمد الله وعونه على يد صاحبي الأحباس الأمينين عبد الرحمن بن محمد بن البيرولة وقاسم بن كهلان، في شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة، فرحم الله المحبس والساعي في شأنه والمصلي فيه والقارئ له . آمين رب العالمين، فصلى الله على محمد خاتم النبيين وسلم) .
يرجع تاريخ النص إلى عهد صاحب طليطلة في عصر الطوائف إسماعيل بن ذي النون الملقب بالظافر (427هـ - 435هـ) أما المسجد المذكور فهو اليوم كنيسة (سان سلفادور) وأصبح كنيسة منذ عام (554هـ). انظر فيما يخص النقش: جومث مرينو (الفن الإسلامي في أسبانيا) ترجمة د. لطفي عبد البديع ود. عبد العزيز سالم، نشرة الدار المصرية للتأليف: القاهرة 1968م (ص248). وكان لهذه الكنيسة شأن عند الأسبان، ولما نزلت مهاجرتهم أمريكا الوسطى، أطلقوا اسم هذه الكنيسة على ما يعرف اليوم بسان سلفادور عاصمة السلفادور. وتعني كلمة (سلفادور) بالأسبانية (المخلص) وبه سمي الرسام الأسباني الشهير (سلفادور دالي) (1904م ? 1989م) ولم أعثر على ترجمة للقاسم بن كهلان، المذكور في الوثيقة، أما ابن البيرولة فهو أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن البيرولة الطليطلي، له كتاب في تراجم أهل طليطلة في عصره، نقل عنه ابن بشكوال في كتابه (الصلة) ترجمة ابن صبيبة الطليطلي (ت 440هـ) وترجمة خلف بن أحمد الرحوي الطليطلي المتوفى بعد سنة (420هـ). ويوسف بن سليمان الرياحي الطليطلي (ت 448هـ). إلا أنه لم يترجم لابن البيرولة. وترجم له الذهبي في التاريخ في وفيات سنة (465هـ) قال: (عبد الرحمن بن محمد بن عيسى أبو المطرف الطليطلي. عرف بابن الببرولة. سمع: محمد بن إبراهيم الخشني، وخلف بن أحمد، وأبي بكر بن زهر، وأبي عمر بن سميق. وكان من أهل الذكاء والفصاحة. كان يعظ الناس. توفي في ربيع الأول. وكان سليم الصدر، حسن السيرة. (ويلاحظ أن الذهبي سماه هنا ابن الببرولة -بباءين- وفي موضع آخر من كتابه (ابن البيرولة) بباء بعدها ياء وهو الصواب. ويبدو أنه غير معاصره وابن بلدته وسميه الطبيب الوزير أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير اللخمي الشهير بابن وافد، انظر ترجمته في (طبقات الأطباء) على الوراق قال: (واستوطن مدينة طليطلة، وكان في أيام ابن ذي النون، ومولده في ذي الحجة من سنة سبع وثمانين وثلثمائة، وكان في الحياة في سنة ستين وأربعمائة) وكان هذا الاسم مع الكنية شائعا في الأندلس لأنه اسم وكنية الملك الناصر باني مدينة الزهراء، وهو (الملك الناصر أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد). والوزير الطبيب هذا هو المذكور في قصة حريز بن عكاشة: أحد أبطال العرب في الأندلس. انظر قصته في (نفح الطيب).