قال السيوطي في كتابه (نزهة الجلساء في أشعار النساء) نقلا عن (المُغرب في حلى المَغرب): (ركب المعتمد بن عباد في النهر ومعه ابن عمار وزيرُه وقد زردت الريح النهر. -أي جعلته مثل زرد الدرع- فقال ابن عباد لابن عمار: أجز: (صنع الريح من الماء زَرَدْ ) فأطال ابن عمار الفكرة، وأفحم، ولم يأت بشيء، فقالت امرأة من الغاسلات: (أي درع لقتال لو جمدْ ) فتعجب ابن عباد من حُسن ما أتت به، مع عجز ابن عمار، ونظر إليها فرأى صورة حسنة، فأعجبته، فسألها: أذات زوج? قالت: لا. فتزوجها، وهي الرميكية). انتهى ما نقله السيوطي من المغرب، وقوله: وهي الرمكية، أي وهي اعتماد الرمكية الشاعرة التي أصبحت بفضل هذا الشطر من الشعر سيدة إشبيلية الأولى، وكانت - حسب بعض الروايات- جارية لرميك بن الحجاج، فصارت زوجة للمعتمد بن عباد صاحب إشبيلية وقرطبة وما حولهما المتوفى عام (488هـ) ثم كانت رفيقته في سجنه بأغمات في مراكش، وتوفيت قبله بأيام، وهي أم أولاده الملوك: (الرشيد والمأمون والراضي والمؤتمن، وأختهم الشاعرة بثينة) وبسببها صب المعتمد جام غضبه على وزيره ابن عمار وقتله في أخبار مشهورة. وهي أخبار تفتقر إلى التمحيص والتوثيق، فقد كتبت في الغالب بأقلام أعدائه. واشتهرت اعتماد، بهذا اللقب، الذي نحت لها من لقب زوجها المعتمد، وضاع اسمها الأول. وذكر ابن خلكان في ترجمتها أن المعتمد تلقب بهذا اللقب لتولعه بها، وليس العكس، قال: (وهذه الرمكية كانت سرية المعتمد، اشتراها من رميك بن حجاج، فنسبت إليه، وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد، فأفرط في الميل إليها وغلبت عليه، واسمها اعتماد، فاختار لنفسه لقبا يناسب اسمها، هو المعتمد) وفي كلام ابن خلكان هذا ما ينقض الخبر الذي نقله السيوطي والمقري عن (المغرب في حلى المغرب) سيما وأن ابن ظافر قد ذكر للبيت قصة أخرى لا صلة لها بالمعتمد، ونقلها عنه المقري في (نفح الطيب). قال في كتابه (بدائع البدائه): (وروى عبد الجبار بن حمديس الصقلي قال: صنع عبد الجليل ابن وهبون المرسي الشاعر نزهة بوادي إشبيلية، فأقمنا فيه يومنا، فلما دنت الشمس للغروب هب نسيم ضعيف غضَّن وجه الماء، فقلتُ للجماعة: أجيزوا: (حاكت الريح من الماء زرد) فأجازه كل بما تيسر له، فقال لي أبو تمام غالب بن رباح الحجام: كيف قلت يا أبا محمد? فأعدت القسيم له، فقال: (أي درعٍ لقتالٍ لو جمد) فحفظ القسيمان، ونسى ما عداهما). قلت أنا زهير: وفي النفس شك من نسبة اعتماد إلى سيدها ابن رميك، ففي البيت الذي كان سبب مقتل ابن عمار وهو هجاؤه اعتماد بقوله يخاطب المعتمد: (تخيرتها من بنات الهجان * رميكية لا تساوي عقـالا).. وظاهر من البيت أن الرمكية هنا نسبة إلى قوم هجناء. وهي سبة استخدمها عمر بن لجأ في هجاء جرير فقال: (أتفخـرُ يا جـريرُ وأنـتَ عـبـدٌ * من الرَّمكِيّةِ اقتُضبَ اقتِضـابـا) فمن هي الرمكية هذه التي عير بها جرير? هل تكون الأكراد الرمكية المشهورة في العراق ? والأكراد الرمكية من أكبر عشائر البلباس - القبيلة الكردية التي أوقع بها الوزير حسن باشا عام 1123هـ وشتت جموعها، ونصب (150) رأسا من رؤوس شيوخها على أسوار حلبجه، وفر من نجا بنفسه من أبنائه إلى إيران فتوطنوا (لاهيجان) انظر تفصيل ذلك في كتاب (عشائر العراق) على الوراق، وفيه: (وجاء في عنوان المجد ما نصه: " عشيرة البلباس في غاية الكثرة والشجاعة ونشأ فيهم علماء أعلام منهم شيخي العلامة المدقق إبراهيم الرمكي."اهـ) وطوائف بلباس: هذه عدها درويش باشا في تقريره خمس طوائف ولم يزد على ذلك وهكذا المعلوم اليوم وهي منكور، وماميش، وبيران، وسن، ورمك. ... ثم أخذ في تعريف هذه الأفخاذ، فقال في التعريف برمك : وهذه من القبائل الكبيرة من (بلباس) وهي من أهم قبائل بتوين، تقيم بها صيفاً وشتاء، ولا ترحل إلى إيران، ولكنهم في موسم الصيف يبعثون برعاتهم ومواشيهم الى أنحاء لاهيجان بالاعتماد الى بعض وكلائهم... ويعدها بعضهم فرعاً من قبيلة بيران والأكثر على أنها قبيلة قائمة برأسها من بلباس. ورئيسها كاكه أمين آغا.