عثرت على هذه القصص الطريفة على بون شاسع في طرافتها في كتاب (شعراء عباسيون منسيون) (ج 7 ص115 ? 152) للأستاذ إبراهيم النجار، تحت عنوان (أخبار طوال في تصاريف العشق ومسالك الشهوة) وقدم لها بقوله: (لم نتحاش في اختيارنا لهذه الأخبار الطوال -وهي عندنا من الفرائد لاكتمال خصائص الفن القصصي فيها - ما قد يبدو منها لبعضهم خارجا عن السنن، وتتجافى عن سماعه مسامع أهل الورع، كيف والقدماء أنفسهم قد وسموا بها كتبهم، وبذلك أخذوا بحقوق الحرية في القول والمعتقد، ولم يطمسوا الآثار، ولا نرى نحن اليوم ما يمنعنا من الأخذ بهذه الحقوق مثلما فعلوا، فنقدم هذه الآثار للقارئ الأريب عله يجد فيها متعة فنية تروح عنه ..إلخ). وكل الأخبار التي ساقها النجار منشورة على الوراق، وأولها: 1- قصة العباس بن الأحنف وشرائه جارية أحبها بعد ثرائه بسبب أبيات قالها في الإصلاح ما بين هارون الرشيد ومعشوقته (ماردة). وتجدها في العقد الفريد، على الوراق، وفي المطبوع (ج6 ص282 ? 286). وبدايتها (حدث أبو العباس النحوي المعروف بالمبرد). وهي من نوادر الأخبار الطوال، وكان البيتان اللذان أثرا في هارون الرشيد كل الأثر قوله: (لابد للعاشق من وقفة ... تكون بين الهجر والصرم) .. (حتى إذا الهجر تمادى به ... راجع من يهوى على رَغم).. فصار هذان البيتان أشهر شعر العباس، يذكرهما كل من ترجم له. ولم أعثر على أثر لهما في الموسوعة الشعرية، فلعل ذلك بسبب غفلة جامع الديوان أو طابعه. 2- عشق ووفاء. وهي أجمل هذه الأخبار وأمتعها، وأولها: (كان ببغداد رجل من أولاد النعم، ورث مالا جليلا) انظرها في الوراق في كتاب (مصارع العشاق) و(الفرج بعد الشدة) و(نشوار المحاضرة) وفي المطبوع من النشوار (ج5 ص 274 ? 283). وقريب منها قصة عكاشة بن عبد الصمد العمي التي نقلها أبو الفرج عن صديق عكاشة، انظرها في الأغاني، واولها: كان عبد الصمد بن عكاشة العمي صديقا لي. 3- وصية قواد لابنه: انظرها في كتاب (نشوار المحاضرة) على الوراق، وأولها ( سافرت وجماعة من أصدقائي). وهي في المطبوع (ج2 ص 172 ? 183). 4- قصة امرأة من أهل النار، انظرها في (نشوار المحاضرة) وأولها (رأيت ليلة في منامي كأني قد اطلعت من داري إلى المقبرة). قال النجار: وقد نقلها ابن الجوزي في كتابه (ذم الهوى) ص449) عن نشوار المحاضرة. (ج6 ص121 ? 128). 5- قصة غلام يعشق أخته، ويهرب بها، ويتزوجها، وتموت في مهربه، فيدفنها سرا، ويقتل نفسه في قبرها. انظر القصة في الوراق (نشوار المحاضرة) وفي المطبوع (ج6 ص 129 ? 134). 6- قصة الجارية التي سجد أبو نواس لجمالها، انظرها في (العقد الفريد) وأولها: (حججت مع الفضل بن الربيع) وهي في المطبوع (ج6 ص 411 ? 416) وفي كتاب النجار (7/ 106) أوردها قبل الفصل المشار إليه، وساق بعدها قصة المثل (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها) عن (مجمع الأمثال) وعنه أيضا قصة البيت (ترى الفتيان كالنخلِ .. وما يدريك ما الدخْلُ)