عثرت في معرض الكتاب الخامس عشر بمدينة أبو ظبي (إبريل: 2005 م) على كتيب صغير لم يشأ مؤلفه أن يصرح باسمه على غلاف الكتاب، كما لم تشأ دار النشر ايضا أن تصرح باسمها على غلاف الكتاب. وعنوانه: (محاكمة الشيخ علي عبد الرازق: صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم) والكتاب برمته مستل من مجلة المنار (المجلد 26 ص 362 فما بعدها) وكل ما قام به المؤلف أنه أخر الصفحة الأولى من نشرة المنار فجعلها (ص50) في نشرته. ولم ينبه في قائمة المراجع إلى أنه استعار هذا الكتاب من (مجلة المنار) بل أورد قائمة سماها (المراجع) ليوهم القراء أنه بذل جهدا في جمعه وتبويبه، مع أن الجهد الذي بذله لا يتجاوز نصف دقيقة، هي ما يحتاجه ناسخ النص من مجلة المنار المنشورة على قرص واحد. ثم إن هذا المؤلف المحترم أسقط المقدمة القيمة التي وضعها صاحب المنار في نقد كتاب (الإسلام وأصول الحكم) انظرها في مجلة المنار (مجلد 26 ص230 عام 1925م) وفيها قوله: (هذا الكتاب شر مما كتب جميع أعداء الإسلام .. وجل مادته مأخوذة من كتب الإفرنج التي كتبوها في الخلافة، وكتاب (خلافت وحاكميت ملة) الذي كتبه بعض علماء الترك لإقناع مسلميهم بما فعلته حكومة أنقرة الجمهورية من إلغاء الخلافة والفصل بين الدين والحكومة، ومن بعض كتب التاريخ والأدب والكلام .... وقد طبع الكتاب سنة 1343هـ بمطبعة مصر، على ورق جيد بشكل جميل في صورته ووضعه بقدر ما هو قبيح في معناه وموضوعه ..إلخ.). أما مؤلف الكتاب (علي عبد الرازق) فهو ابن حسن باشا عبد الرازق الذي كان أحد الستة الذين رثوا الشيخ محمد عبده على قبره كما ذكرنا في بطاقة سابقة، وهو أيضا شقيق وزير الأوقاف (1938م) و شيخ الأزهر (1945م) الشيخ مصطفى عبد الرازق (ت 1366هـ - 1946م) الذي كان أول من تولى مشيخة الأزهر من خريجي السوربون، ثم كان المعاصر الوحيد الذي أدخله عبد الرحمن بدوي في كتابه (موسوعة الفلسفة) وكان والده حسن باشا عبد الرازق قد أتى به وبأخيه (علي) إلى الشيخ محمد عبده وقال له: إني وهبت ولدي هذين محررين لخدمة الإسلام. وكانت هذه الأسرة كما ذكر الزركلي تعرف ببيت القضاة لأنه ولي القضاء من جدودهم أكثر من واحد.