(برق النقا وشمس اللقا) كتاب محظور، لم يصلنا منه غير مقدمته عن طريق الإمام الذهبي. ألفه فخر الدين الفارسي الشيرازي الخبري الفيروزأبادي محمد بن إبراهيم بن طاهر، دفين القرافة. مولده سنة (524هـ) كما حكى ابن قاضي شهبة، في (طبقات الشافعية) المنشور على الوراق قال(: وكان صوفياً، محققاً، فاضلاً، بارعاً، فصيحاً، بليغاً، متكلماً. له مصنفات كثيرة، منها كتاب (مطية النقل وعطية العقل) في الأصول والكلام، وغير ذلك من المصنفات. وبنى زاوية في القرافة في معبد ذي النون. وقال الشيخ كمال الدين الأدفوي: أتى في تصانيفه بأشياء مشعرة بفلسفة.. وخطبته في كتابه(برق النقا) دالة على حال رديء وكان كثير الوقوع في الناس. توفي في ذي القعدة سنة (622) ودفن في زاويته. وأثبت الذهبي في ترجمته طرفا من خطبة كتابه (برق النقا وشمس اللقا) وكذا فعل الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) وهي: ( الحمد لله الّذي أودع الخدود والقدود الحسن، واللّمحات الحوريّة السّالبة بها إليها أرواح الأحرار، المفتونة بأسرار الصّباحة المكنونة في أرجاء سرحة العذار، والنّامية تحت أغطية السّبحانية، وخباء القيومية، المفتونة بغررها قلوب أولي الأيدي والأبصار بنشقة عبقة الخزام الفائحة عن أرجاء الدّار، وأكناف الدّيار، الدّالّة على الأشعّة الجمالية، الموجبة خلع العذار، وكشف الأستار بالبراقع المسبلة على سيماء الحسن الذي هو صبح الصباحة على ذرى الجمال المصون وراء سحب الملاحة، المذهبة بالعقول إلى بيع العقار وشد الزنار، المذهلة بلطافة الوصلة عن هبوب الرياح، المثيرة نيران الاشتياق إلى ثورة الحسن، المسحبة عليها أذيال العشق، والافتنان من سورة الإسكار، ومن لواعج الخمار، المزعجة أرواح الطّائفة، الطّائفة حول هالة المشاهدة، والكعبة العيانية لاختلاس المكالمة، وطيب الدّلال في السرار.) وانظر ترجمته في كتاب الأعلام للزركلي على الوراق، قال: ( من كتبه "الأسرار وسر الاٍسكار-خ" حاول فيه الجمع بين الحقيقة والشريعة،و"تذكرة مناهج السالكين-خ" و"بلغة الفاصل وعروة الواصل-خ"و"مطية النقل وعطية العقل " في علم الكلام، و"الفرق بين الصوفي والفقير"و"جمحة النهي عن لمحة المها-خ"و"برق النقا وشمس اللقا"...). قال اليافعي في مرآة الجنان، في وفيات عام 622هـ: وفيها توفي الفخر الفارسي السيد الجليل مطلع الأنوار، ومنبع الأسرار، ومعدن المحاسن والفخار أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الفيروز أبادي الشافعي الصوفي صاحب العلوم الربانية الغامضة المستغربة في التصوف، والوصل والمحبة. وأما ما ذكره الذهبي أن في تصانيفه أشياء منكرة، فكلام من ليس له بعلوم القوم مخبرة، ولا قوة اعتقاد قويم تحمله على حسن الظن والتسليم... وتوفي ثامن ذي الحجة ... وقبره في قرافة مصر مزور شهير، وهو ممن روى عن الإمام السلفي الكبير.