مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
الحركة الوهابية في مراسلات سلطان بني عثمان وولاته

قال سليمان شفيق باشا (متصرف لواء عسير عام 1908م ووالي البصرة عام 1913م) في الورقة (280) من كتابه (حجاز سياحة نامه سي) الذي عرفنا به وبكتابه هذا في ملف (التعريف بكتب تاريخية وأدبية ليست في الوراق) : (أول خبر ورد القسطنطينية عن نشاط محمد بن عبد الوهاب المضر بنجد كان خلال المكاتبات التي قدمها أمير مكة المكرمة (سرور بن مساعد) في عهد السلطان عبد الحميد الأول، سنة (1191هـ) =أي بعد (45) عاما من بدء دعوة الشيخ كما يقول صاحب الرحلة في الورقة (304) فأصبح في النهاية حريقا كبيراً بينما كان شرراً صغيراً= قال: وبما أنه لم يرد عن ولاة الولايات المجاورة لنجد مثل بغداد والموصل وجدة والشام أي خبر بهذا المعنى لم ينظر له الديوان نظرة اهتمام. فلما تمادت الرسائل وتواترت الأخبار من جهة الحرمين تنبه الوزراء في الديوان لخطورة الأمر، ووردت رسالة من والي جدة مناقضة لما ذكره الشريف سرور قرر الديوان الاستفسار عن الأمر، ورفعوا إلى السلطان مذكرة بما استقر عليه رأيهم). فوقع السلطان خطا همايونيا على المذكرة ونصه: (لقد سبق في كثير من القضايا المهمة أن قيل في أول الأمر: لا شيء يستأهل الذكر، ثم نشأت عنه آلاف المحن والمهالك، فعلى هذا ينبغي أن يتابع الأمر بدقة، ويكشف عن كنهه) فجد مجلس النظار في الأمر وأسرع بالكتابة إلى الولايات السالفة الذكر. فجاء كتاب والي الشام عثمان باشا مرفوعا إلى الباب العالي، ونصه: (اتضح لدى استقصاء أخبار محمد بن عبد الوهاب أنه يقيم في قرية على مقربة من البصرة، تبعد عن مكة المكرمة ما يناهز خمسة عشر مرحلة، ولا يتجاوز عدد بيوتها عن ثلاثين بيتا، ويقوم بتدريس ما لا يزيد على ثلاثين طالبا، وأن سكان القرى المجاورة ... ممن لا يقدرون على فهم مقالاته يطعنون فيه ويشنعون عليه، فيذكرون أنه لا يهتم بقراءة القرآن، ويستنكرون عليه ما يقوله ... فلهذا شاع عنه أنه منكر للنبوة، وأنه تفقه في الشام، وتوغل في كتب الكلام والحكم، ويخالف عقائد أهل السنة في مسألة التنزيه والتقديس. غير أنه من أصحاب العقائد، وليس بشيخ أو رئيس قبيلة يقوى على الحرب والضرب، ليكون داعية للخروج على الدولة. وبما أنه أكمل علومه بالشام فقد كان له معرفة بالباشا أمير الحج، فأرسل محمد بن عبد الوهاب رسولا إلى أمير الحج ينقل عنه (أن أمير مكة المكرمة قد قدم محضرا بشأني، ولكن ليس عندي استعداد لعمل مثل هذا الفساد، فضلا عن أن ديني وعقلي ينهياني عن مثل هذه الحركات، وأنتم أدرى بحالي وأطواري، وأنا مشتغل بتدريس العلوم للطلاب، فينبغي ألا تعتمدوا على البهتان في شأن رجل يمضي أوقاته بالتدريس وبالدعاء للدولة العلية مثلي أنا) فأفاد رسوله بمثل هذه الأقوال من مقالاته للعبد وللحاضرين جميعا، وأنكر ادعاء البغي والخروج على الدولة وقال: (إن غرضه هو الدعاء لأولياء نعمه، ومع ذلك فإنه يمكن أخذه وإرساله إذا اقتضى الحال ... ولكني لم أسمع منه ما عدا هذا النقاش العلمي أي حركة متعلقة بالعصبية وجمع الناس: أعني البغي والخروج مدة إقامتي هنا منذ سنتين). التوقيع والي الشام عثمان باشا. أشار صاحب الرحلة أنه نقل رسالة عثمان باشا هذه عن كتاب (تاريخ جودت: ج2 ص73) وعلق على العبارة الأخيرة بقوله: (والعصبية عبارة عن القوة والتحالف، وقد يحصل هذا بجمع التلاميذ والمريدين، كما يحصل بالقبائل والعشائر، ومن المعلوم في التاريخ أن بعض الدول قد تأسست بهذه الطريقة. وأما قدرة الشيخ على إيقاع الفساد: فعلى الرغم من علمه وكماله فهو مخالف لعلماء أهل السنة في فروع الاعتقاد، وينشر معتقداته بين القبائل، واتبعته بعض القرى، وإن كانت قليلة، وإنما يستند اتباع القرى له على موافقة شيوخها ورؤسائها، وعلى هذا التقدير يحتمل أن يشكل أصحاب العصبية جماعة قادرة على البغي والعصيان، فيا للأسف لعدم المبالاة إزاء هذه الحقيقة، وعثمان باشا لم يدرك للأسف هذه الحقائق، كما ارتكب الديوان العالي في ذلك الزمان خطأ كبيرا بعدم مبالاته بهذا الأمر، وذلك تقدير العزيز العليم). ثم أورد صاحب الرحلة في الورقة (285) كتاب السلطان العثماني إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونصه: (قد بلغنا أنكم وقعتم في وهم باطل، لتعتدوا على الممالك العثمانية، فإن لم تنتهوا عن هذه الفكرة الواهمة فسوف يهاجم الأبطال الشجعان العثمانيون إمارتكم ويخربونها مثل سيل العرم) ثم حكى ما تلا ذلك من الأخبار بورود الأمر إلى والي بغداد بالتحرك بجيوش العثمانية لسحق الدرعية. ونص كتاب والي بغداد إلى الباب العالي في ضرورة معالجة الأمر بالطرق السلمية. وما تلا ذلك من تكليف محمد علي باشا صاحب مصر بالقضاء على الوهابية في مهدها، والوقائع التي انتهت بتقويض الدولة السعودية الأولى عام (1233هـ 1818م) ووقف في أثنائها طويلاً للكلام عن عثمان بن حمد بن معمر النجدي رئيس العينية = من بلاد نجد = الذي طلب منه الشيخ نصرته قبل لجوئه إلى ابن سعود، وقصة تخريب العينية (انظر ترجمته في أعلام للزركلي على الوراق) ثم ما تلا ذلك من احداث دامية حتى عام (1307هـ). وقد رجعنا في إعداد هذه البطاقة إلى كتاب: (دراسة حول المخطوط التركي: حجاز سياحتنا مه سي) تأليف عبد الفتاح حسن أبو علية. الرياض: دار المريخ 1983م ص28 - 79)


    * هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا : zaza@alwarraq.com
نصوص أخرى