قرأتُ في كتاب (أناشيد وطنية) للأستاذ مصطفى عبد الرحمن (ص54) أن واضع ألحان (توحيد الله لنا نور) هو الفنان جميل العاص صاحب الألحان المشهورة (يا خيال الزرقا يا ولد) و(بالله صبوا هالقهوة) و(يا بو غضاضة بيضا) فإذا صح ذلك فهو لحن آخر غير اللحن الذي وضعه المرحوم الفنان الدمشقي رفيق شكري، ابن خالة زوجة المرحوم المفتي العام الشيخ أحمد كفتارو، وقد سمعت الشيخ يذكر غير مرة أنه طلب من رفيق شكري أن يضع له لحنا لقصيدة محمد إقبال (توحيد الله لنا نور ... أعددنا الروح له سكنا) ليكون نشيد معهده: (معهد الأنصار) فأجابه إلى ذلك، ووضع للنشيد اللحن المشهور في دمشق. أما القصيدة فقد ترجمها إلى العربية الأستاذ حسن الأعظمي، وصاغها شعرا الشاعر الضرير الصاوي شعلان. ثم رأيت الأستاذ صميم الشريف ذكر ذلك في كتابه (الموسيقى في سورية: أعلام وتاريخ) فقال (ص 273): (ومن أهم الأناشيد التي لحنها: (نشيد الانتصار) من شعر (محمد إقبال) كذا قال، والصواب (نشيد الأنصار). قال: (ولد رفيق شكري عام (1923م) في حي الميدان بدمشق، وتوفي أبوه بعد أربعين يوما من ولادته، واضطر لترك المدرسة في سن مبكرة... وتتلمذ على يد الفنان القدير المرحوم صبحي سعيد منذ عام (1935) وأول أغنية أذيعت له من إذاعة دمشق يوم 20/ 7/ 1943م) وهي (أحبك والفؤاد يهواك) شعر أنور البابا. ثم عمل في (إذاعة الشرق الأدنى) في العام (1944م) وكان مقرها في مدينة (يافا) ثم عاد إلى دمشق (1945) وبعد الجلاء تنقل بين بغداد والأردن والقاهرة، وعاد إلى دمشق، وتوفي فيها سنة (1962م) بعد عام واحد من تسجيل أغنيته المصورة الوحيدة في التلفزيون، وهي (خلي الحبايب يسلموا) وما ورد في كتاب صميم الشريف من أن وفاته عام (1969) خطأ مطبعي، لا مجال للشك. أما أغانيه المسجلة في الإذاعة -ما ذكر صميم الشريف-فهي (198) أغنية، ما بين أغنية وطنية، ونشيد ديني، وأغنية شعبية، وقصيدة. وأشهرها: (غيبي يا شمس غيبي) (خالي يا خالي) (أخذوا معاهم مها بالهودج وراحوا) (يا حمام) (بالفلا جمال ساري) (يا زائرين النبي) (أهلاً رمضان). وكان أحد الممثلين الذين شاركوا في تمثيل أول فيلم سينمائي سوري ناطق، وهو فيلم (نور وظلام) من إنتاج نزيه الشهبندر عام (1947م). وانظر مما ألف عنه: (رفيق شكري: اللحن الأصيل) تأليف أحمد بوبس (دمشق: دار علاء الدين 1990م) في (80) صفحة.