مريم جميلة الأمريكية التي تحدثنا عنها في البطاقة السابقة (والشيء بالشيء يذكر) غير مريم جميلة الهندية التي سنتحدث عنها في هذه البطاقة، وقد سميت مريم جميلة السابقة باسم مريم جميلة هذه، بتحريض من أعداء مريم جميلة الهندية ليتضاءل اسمها، وتتلاشى شهرتها، التي اكتسبتها لما أصبحت زوجة للجكرلوي، ويكفي أن تكون زوجة الجكرلوي ليدخل اسمها في قاموس العجائب والغرائب، فيا لها من مسكينة. ولدت مريم جميلة عام 1898م وتوفيت عام (1978م) وقد زوجها أبوها وهي في الثالثة عشرة من عمرها لشيخه عبد الله جَكْرَلوي عام 1911م وكان قد تجاوز الثمانين، والجكرلوي هذا من مواليد عام (1830) كان من ألد أعداء جمال الدين الأفغاني، بل كان من أبرز دعاة السلفية في الهند، وهو أكبر من جمال الدين الأفغاني بثمانية أعوام، وانقلب في أخريات حياته عام (1902) ليصير عدو السلفية اللدود، ومات جمال الدين وهو لا يدري ما طرأ على فكر خصمه الذي امتد به العمر حتى توفي عام (1914) بعد زواجه من مريم جميلة بثلاثة أعوام، وقد رزق منها بنتا، تميزت بالذكاء والثقافة، وخلفت أباها في الدعوة إلى آرائه المحرمة، ولا أدري هل توفيت أم لا تزال على قيد الحياة، وهي التي أسست مدرسة (دار القرآن) في مدينة (أيبت أباد) بباكستان. وانظر تواقيع مشايخ المسلمين على تكفير الجكرلوي في مجلة (إشاعة السنة) (مجلد 19 ملحق 7 ص211).