أجمل ما قيل في حق اللزوميات بيتان كانا سببا لشهرة قائلهما ابن الجزري الحسين بن أحمد: من شعراء القرن الحادي عشر الهجري، قال المحبي في (خلاصة الأثر):
أحد المجيدين، جمع في شعره بين الصناعة والرقة ... نشأ بحلب... وشغف بتعلم الشعر صغيرا... وكان إذا تكلم لا يظنه الإنسان يعرف شيئا، وكان له خط نسخي في غاية الحسن إلا أنه كان سيئ الأخلاق، ولما تنبل اقتعد غارب الاغتراب فرحل إلى الشام والعراق ودخل الروم في سنة (1014هـ) ... ثم عاد إلى حلب وكان أحيانا يتردد لبني سيفا أمراء طرابلس وله فيهم المدائح .. له ديوان موجود بأيدي الناس، وكان مغرما بشعر أبي العلاء المعري، كثير الأخذ منه، وأخبر أنه رآه في منامه وكان يقرأ عليه اللزوم ... وكتب على ديوانه اللزوم
قوله:
(إن كنت متخذا لجرحك مرهما... فكتاب رب العالمين المرهم)..
(أو كنت مصطحبا حبيبا سالكا...سبل الهدى فلزوم ما لا يلزم)..
وتوفى غريبا بحماة سنة (1033هـ) والجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر من بلاد الأكراد، وبها كان أجداده
ولهم فيها المكانة والجاه كما أشار إلى ذلك بقوله من قصيدة طويلة:
(إن الجزيرة لا عدا جوديها الغيث الهتون)..
(خلقوا بها آباي آساد الشرى وهي العرين)..
(ولنا بهم نسب على الدنيا له شرف ودين)...