مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
دور المسرح ذوات الطوابق الخمسة في القرن السادس الهجري

كان للمسرح وخيال الظل في القرن السادس الهجري أبينة، قد تصل إلى خمسة طوابق كما ذكر ابن خلكان أثناء حديثه عن مغالاة الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري (1) في الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، قال: أما احتفاله بمولد النبي (ص) فإن الوصف يقصر عن الإحاطة به، لكن نذكر طرفاً منه: وهو أن أهل البلاد كانوا قد سمعوا بحسن اعتقاده فيه، فكان في كل سنة يصل إليه من البلاد القريبة من إربل، مثل بغداد والموصل والجزيرة وسنجار ونصيبين وبلاد العجم وتلك النواحي خلقٌ كثير ... ولا يزالون يتواصلون من المحرم إلى أوائل شهر ربيع الأول. ويتقدم مظفر الدين بنصب قباب من الخشب، كل قبة أربع أو خمس طبقات، ويعمل مقدار عشرين قبة أو أكثر... فإذا كان أول شهر صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المستجملة، وقعد في كل قبة جوقٌ من المغاني وجوقٌ من أصحاب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطباق في كل قبة حتى رتبوا فيها جوقاً. وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم. وكانت القباب منصوبة من باب القلعة إلى باب الخانقاه المجاورة للميدان. فكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر، ويقف على قبة قبة إلى آخرها، ويسمع غناءهم، ويتفرج على خيالاتهم، وما يفعلونه في القباب....وكان يعمل المولد سنةً في ثامن ربيع الأول، وسنة في الثاني عشر، لأجل الاختلاف الذي فيه. فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف، وزفَّها بجميع ما عنده من الطبول والمغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان ويشرعون في نحرها....فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. ثم ينزل وبين يديه الشموع المشتعلة شيء كثير، ومن جملتها شمعتان أو أربع = أشك في ذلك = من الشموع الموكبية التي تحمل كل واحدة منها على بغل، ومن ورائها رجل يسندها...فإذا كان صبيحة يوم المولد أنزل الخلع من القلعة إلى الخانقاه على أيدي الصوفية، على يد كل شخص منهم بقجة، وهم متتابعون، كل واحد وراء الآخر ..... ويطلب واحداً واحداً من الأعيان والرؤساء والوافدين... ويخلع على كل واحد .... وقد لخصت صورة الحال فإن الاستقصاء يطول. وله ألف الحافظ أبو الخطاب ابن دحية كتابه (التنوير في مولد السراج المنير) فأعطاه ألف دينار، غير ما غرم عليه مدة إقامته من الإقامات الوافرة.ـــ الهامش: (1) مظفر الدين كُوكُبُوري بن زين الدين علي بن بكتكين: الملك المعظم صاحب إربل. كان أبوه زين الدين المعروف بكجك قد ملك إربل وبلاداً كثيرة من تلك النواحي وفرقها على أولاد أتابك قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل.... فمن ذلك سنجار وحرَّان وقلعة عقر الحميدية وقلاع الهكارية جميعها وتكريت وشهرزور وغير ذلك، وما ترك لنفسه سوى إربل، وكان قد حجّ هو وأسد الدين شيركوه بن شاذي سنة (555هـ) ولما توفي ولي ابنه كوكبوري وعمره 14 سنة (وكوكبوري بضمِّ الكافين والباء اسم تركي معناه: الذئب الأزرق) وكان أتابكه (أي الوصي عليه) مجاهد الدين قايماز، فخلعه وولَّى مكانه أخاه يوسف. فخرج من إربل، وانتهت به تنقلاته إلى أن لجأ إلى صلاح الدين، فأقطعه الرُها وحرّان وزوجه أخته الست ربيعة خاتون وكانت قبله زوج سعد الدين مسعود بن معين الدين صاحب قصر معين الدين الذي بالغور، وكان قد توفي سنة 581 وفي تلك الأثناء توفي أخو كوكبوري فأعاد صلاح الدين إليه إربل، وضمَّ إليه شهرزور فدخل إربل سنة 586هـ قال ابن خلِّكان: أما سيرته فقد كان له في فعل الخيرات غرائب لم يُسمَع أن أحداً فعل في ذلك فعله، لم يكن في الدنيا شيء أحب إليه من الصدقة...... بنى أربع خانقاهات للزمنَى والعميان، وقرر لهم ما يحتاجون إليه، وكان يأتيهم بنفسه كل إثنين وخميس، فيدور على الجميع يباسطهم ويمزح معهم. وبنى داراً للأرامل، وداراً للأيتام، وداراً للملاقيط، ورتب لهم جماعة من المراضع. وكان يدخل إلى البيمارستان، ويقف على مريض مريض، يسأله عن مبيته وكيفية حاله وما يشتهيه ... ولم يكن له لذة إلا السماع، فإنه كان لا يتعاطى المنكر. ولولا ثباته هو وتقي الدين عمر صاحب حماة يوم حطين لانكسر عسكر المسلمين بأسره. وكانت ولادته بقلعة الموصل ليلة الثلاثاء 27/ المحرم/ 549هـ وتوفي ليلة الجمعة 14/ رمضان/ 630هـ وحمل بوصية منه إلى مكة، وكان قد أعد له قبة في ذيل الجبل ليدفن فيها. فلما توجه الركب إلى الحجاز سنة 631 سيروه في صحبته، فاتفق أن رجع الحاج تلك السنة من (لينة) ولم يصلوا مكة، فردوه ودفنوه بالكوفة، بالقرب من المشهد. (مختصراً من ترجمته في وفيات الأعيان ج4 ص113)


    * هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا : zaza@alwarraq.com
نصوص أخرى