المغنية اتفاق: أشهر مغنيات القرن الثامن الهجري، كانت جارية سوداء حالكة السواد، قال ابن تغري بردي أثناء حديثه عن انقلاب الملك المظفر حاجي على أخيه الملك الكامل يوم الإثنين (1/ جمادى الآخرة/ 747هـ) :(وفي يوم الأربعاء قتل الملك الكامل شعبان ... وعرضت جواري دار السلطان فبلغت عدتهن خمسمائة جارية ففرقن على الأمراء. وأحيط بموجود حظية الملك الكامل التي كانت أولاً حظية أخيه الملك الصالح إسماعيل المدعوة (اتفاق) وأنزلت من القلعة. وكانت جارية سوداء حالكة السواد، اشترتها ضامنة المغاني بدون الأربعمائة درهم من ضامنة المغاني بمدينة بلبيس، وعلمتها الضرب بالعود على الأستاذ عبد علي العواد، فمهرت فيه. وكانت حسنة الصوت جيدة الغناء، فقدمتها لبيت السلطان، فاشتهرت فيه حتى شغف بها الملك الصالح إسماعيل فإنه كان يهوى الجواري السودان - وتزوج بها. ثم لما تسلطن أخوه الملك الكامل شعبان باتت عنده من ليلته، لما كان في نفسه منها أيام أخيه. ونالت عندهما من الحظ والسعادة ما لا عرف في زمانها لامرأة غيرها، حتى إن الكامل عمل لها دائر بيت طوله آثنتان وأربعون ذراعاً وعرضه ست أذرع، دخل فيه خمسة وتسعون ألف دينار مصرية، وذلك خارج عن البشخاناه والمخاد والمساند. وكان لها أربعون بذلة ثياب مرصعة بالجواهر، وستة عشر مقعد زركش (1) وثمانون مقنعة، فيها ما قيمته عشرون ألف درهم وأشياء غير ذلك، استولوا على الجميع.)... 1- وفي السلوك للمقريزي (وست عشرة بدلة بداير زركش) انظر ذلك على الوراق. وقد خصها الحافظ ابن حجر بترجمة مستقلة في كتابه (الدرر الكامنة) انظرها على الوراق أيضاً وأولها : (اتفاق المولدة الجنس)