مجال البحث
المكتبة التراثية المكتبة المحققة أسماء الكتب المؤلفون القرآن الكريم المجالس
البحث المتقدم ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث البحث في لسان العرب ثقافة, أدب, شعر, تراث عربي, مكتبة , علوم, تاريخ, لغة, كتب, كتاب ,تراث عربي, لغة, أمهات الكتب, تاريخ, فلسفة, فقه, شعر, القرآن, نصوص, بحث إرشادات البحث
ابن عمار: عزير المسلمين

كتاب التشبيهات لابن عون من أندر وأغلى ما وصلنا من كتب الأدب، وفيه ما لا مطمح للعثور عليه في سواه، سيما أخبار شعراء عصره (أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري) وقد عثرت فيه على نوادر في وصف قصر قامة (العزير) ابن عمار وهجائه. وقد ورد اسم (العزير) في مطبوعة الكتاب التي اعتمدتها (العزيز) خطأ، والصواب ما أثبته هنا، وهو لقب أطلقه عليه ابن الرومي، تشبيها له بعزير اليهود، وذلك لكثرة ما كان يتعرض في شعره إلى مظالم المسلمين وشكاياتهم من جور الزمان. أما شعر العزير فلا يزال في غياهب الدهر، ولم يصلنا منه سوى عدة قطع. وكنت قد أعددت ترجمة مطولة لابن عمار أثناء عملي في تصحيح (ديوان ابن الرومي) ثم لا أعرف أين هي الآن، وقد بحثت عنها جاهدا فلم أجدها. وأنبه هنا إلى أن الصفدي نقل عن الخطيب البغدادي أن ابن عمار كان يلقب (حمار العزيز الكاتب) كذا. ولابد أنها تصحيف وأنها (حمار العزير) بمعنى أنه لم يكن كالعزير وإنما كان حماره، الذي ورد الحديث عنه في سورة البقرة. ولكن الصفدي لم يشأ أن ينسب الخطيب البغدادي إلى الوهم، واكتفي بقوله: (كذا). قلت: وقد ترجم له ابن ماكولا في مادة (العزير) فأزال الالتباس، قال: (وأبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الكاتب. روى عن عثمان بن أبي شيبة وسليمان بن أبي شيخ. كان شيعياً يعرف بحمار العزير، له مصنفات في مقاتل الطالبين وغيرهما). وترجم له ياقوت ترجمة مطولة فقال: أحمد بن عبيد الله بن محمد ابن عمار أبو العباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العير، كذا قال الخطيب ..إلخ. قال بعدما ساق رواية الخطيب: (ووجدت في كتاب ألفه أبو الحسن، علي بن عبيد الله، ابن المسيب الكاتب، في أخبار ابن الرومي، وكان ابن المسيب هذا، صديقاً لابن الرومي وخليطاً له. قال: كان أحمد بن محمد، بن عبيد الله، بن عمار، "هكذا قال في نسبه، بتقديم محمد على عبيد الله" صديقاً لابن الرومي، كثير الملازمة له، وكان ابن الرومي يعمل له الأشعار، وينحله إياها، يستعطف بها من يصحبه، وكان ابن عمار محدوداً فقيراً، وقاعة في الأحرار، وكان أيام افتقاره، كثير السخط لما تجري به الأقدار، في آناء الليل والنهار، حتى عرف بذلك، فقال له علي بن العباس، بن الرومي يوماً: يا أبا العباس، قد سميتك العزير، قال له: وكيف وقعت لي على هذا الاسم? قال: لأن العزير خاصم ربه، بأن أسال من دماء بني إسرائيل على يدي، بختنصر سبعين ألف دم، فأوحى الله: "لئن لم تترك مجادلتي في قضائي، لأمحونك من ديوان النبوة": وقال فيه: "وفي ابن عمار عزيرية" وذكر البيتين اللذين في كتاب الخطيب وزاد: لم لم يفز قدماً وفاز البقر? لا، بل فتى خاصم في نفسه صاف فلا بد له من نظر وكل من كان له نـاظـر انظر على الوراق تتمة الترجمة وهي طويلة وانظر في ديوان ابن الرومي مما فاكه به ابن عمار الأرجوزة التي أولها: (إن ابن عمار عُزيرُ العالمِ) وقوله في الترويج له: (كابن عمارٍ الذي تركتْهُ حَمَقَاتُ الزمان كالمُرتابِ) والقصيدة التي يقول فيها: (وكان ابنُ عمَّار يُرَجِّيكَ لِلَّتي يقال لها عند الشدائد بَخْ بَخِ) والقصيدة التي آخرها: (وما ابنُ عمارٍ أُرى مُقْلِعاً أو نلتقي في رَهَجٍ راهجِ) والقصيدة التي كتبها على لسانه، وأولها: (يقول ابنُ عمَّارٍ مقالةَ مخلِصٍ لسيد تُرْكُسْتَانَ طُرّاً وخُزْلَخِ). وإليك ما عثرت عليه من شعر الناجم فيه، بعد مقارنته بما ورد في كتب الأدب، فما أثبته هنا هو المختار: وعازبُ الرأي ضعيفٌ مغرورْ يخبطُ من عمايةٍ في ديجورْ مكاثرٌ في العلمِ وهوَ مكثورْ حاصلهُ منه هباءٌ منثورْ في جسمِ عصفورٍ وحلمِ عصفورْ ومنه قوله من أبيات أفحش فيها القول فحذفناها: (ألا يا بيدقَ الشطرن جِ في القيمةِوالقامهْ).. (لقد ضلَّ امرءٌ عدَّ كَ يا طرطورُ علامهْ) وله فيه: (إنَّ ابنَ عمارٍ له قامةٌ بطولها منقارُ فروجِ).. (يقطعهُ زيقٌ ويرضي الذي يحيطه منه بطسوجِ).. (ندَّ إلينا دونَ أصحابهِ من ردمِ ياجوجٍ وماجوجِ).. وله فيه (تنقصُ الإخوانِ من شأنهِ وهو أخو الذلةِ والنقصِ).. (كأنه البرغوثُ لم يخطهِ في صغرِ الجثمانِ والقرصِ).. وله فيه: (وقصيرٍ لا تعملُ الشمسُ فيئاً لقامتهْ).. (يعثرُ الناسُ في الطريقِ به من دمامتهْ).. وله فيه (إنَّ ابنَ عمارٍ له قامةٌ قريبةُ البعضِ من البعضِ).. (طامنهُ الفقرُ وإدمانُهُ فصار منه الطول في العرضِ).. (لا تبصرُ العينُ إذا ما بدا منه سوى الرأسِ على الأرضِ).


    * هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا : zaza@alwarraq.com
نصوص أخرى