في الفصل الذي حذر فيه أبو حامد الغزالي من مبتدعات الحمامات، في كتابه (الإحياء) دعا تلاميذه إلى تشويه كل ما تصل إليه أيديهم من وجوه التماثيل التي يكثر تزيين الحمامات بها، لأن مشاهدتها منكرة، وغير جائزة. قال: (ويكفيه أن يشوه وجهها ويبطل صورتها) قال (وليتجنب صناعة النقش والصياغة، وتشييد البنيان بالجص، وجميع ما تزخرف به الدنيا، فكل ذلك كرهه ذوو الدين) (ج2 ص79) وسيطرت دعوة الغزالي هذه على الشيخ محمد صائم الدهر (من شيوخ القرن الثامن) فجعل شغله الشاغل تشويه وجوه التماثيل، فشوّه وجوه سباع الحجر التي على قناطر السباع خارج القاهرة، وشوّه وجه أبي الهول، وذلك عام (780هـ) كما ذكر المقريزي في (المواعظ والاعتبار) انظر ذلك على الوراق. . .