قال الشيخ المرحوم محمد الغزالي في تقديمه لكتاب (السعادة الزوجية في الإسلام) لصاحبه أحمد عبد الجواد الدومي: (وإني لاحظت أن المؤلف شديد التحرج من نبذ بعض التقاليد التي يظن أن لها سنداً من الإسلام، ومن ثم فهو يكتفي باستقراء بعض الأقوال المروية تاركاً لقرائه أن يصلوا إلى الحكم إذا شاؤوا من تلقاء أنفسهم. وليس الأستاذ الدومي ملوماً في التزامه هذا النسق الذي يلتزمه كثير من علماء الدين. ولعل السبب الأول فيه هو الخوف من جرأة البعض على النصوص، والوجل من إحداث ثغرة تنال من قيمة النصوص عموماً. وذلك كختان البنات، فإن التحقيق العلمي يكشف عن أن الإسلام خال من نص شرعي مبين في هذه القضية، في حين أن التحقيق الصحي يكاد يجزم بأن النساء يتأذين من هذه العملية في حياتهن الجنسية، كما أن التحقيق الاجتماعي قاطع بأن انتشار المخدرات وازدحام السجون بتجارها يرجع إلى ختان النساء، ولو أن قانوناً صدر بحظر هذا الإجراء الضار لكان خيراً في دين الناس ودنياهم، ومع ذلك فالمؤلف يحيد عن هذا الحكم، وأحسب أننا نظلم الإسلام بهذا الموقف). وانظر في هذا الكتاب إحصاء مهماً حول تضاعف عدد السكان في مصر بينما تنازلت عقود الزواج إلى النصف، ففي عام (1937م) كان عدد السكان في مصر (15920694) وعدد عقود الزواج في هذا العام (209837) وفي عام (1952م) عدد السكان (21473000) والعقود (157565) وفي سنة (1953م) عدد السكان (22003000) والعقود (147095) وفي عام (1955م) عدد السكان (23590000) والعقود (140811) وفي عام (1957م) عدد السكان (24026000) والعقود (130525).