لما نشر قاسم أمين كتابه (تحرير المرأة) كان أحمد شوقي في مقدمة مناوئيه ومناهضيه، ومات قاسم ولم يعلم بما طرأ على فكر شوقي، وأنه تقدم إليه مستعتبا بقصيدة من عيون الشعر العربي، اعتذر له فيها عما بدر منه بحق الكتاب، وهي قصيدة طويلة، نختار منها هذه الأبيات التي تخص الكتاب: (ما في كِتابِكَ طَفرَةٌ ... تُنعى عَلَيكَ وَلا غُرور).... (هَذَّبتَهُ حَتّى اِستَقامَت ... مِن خَلائِقِكَ السُطور)... (وَوَضَعتَهُ وَعَلِمتَ أَن ... نَ حِسابَ واضِعِهِ عَسير)... (لَكَ في مَسائِلِهِ الكَلا ... مُ العَفُّ وَالجَدَلُ الوَقور)... (في مَطلَبٍ خَشِنٍ كَثي ... رٌ في مَزالِقِهِ العُثور)... (قُل لي بِعَيشِكَ أَينَ أَن ... تَ وَأَينَ صاحِبُكَ الكَبير)... (لَمّا نَزَلتُم في الثَرى ... تاهَت عَلى الشُهُبِ القُبور)... (عَصرُ العَباقِرَةِ النُجو... مِ بِنورِهِ تَمشي العُصور)... وللمرحوم أحمد محرم (شاعر الإسلام) قصيدة طويلة في التحذير من كتاب قاسم، انظرها في الموسوعة الشعرية التي أصدرها المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي (الإصدار الثالث) وفيها قوله: (أَقاسمُ لا تَقذِف بِجيشكَ تَبتَغي ... بِقَومِكَ وَالإِسلامِ ما اللَهُ عالمُ )... (نَبذتَ إِلَينا بِالكِتابِ كَأَنَّما... صَحائِفُه مَمّا حَمَلنَ مَلاحمُ)... (فَفي كُلِّ سَطرٍ مِنهُ حَتفٌ مُفاجئٌ ... وَفي كُلِّ حَرفٍ مِنهُ جَيشٌ مُهاجِمُ)... (حَنانَك إِنّ الأَمرَ قَد جاوزَ المَدى ... وَلَم يَبقَ في الدُنيا لِقَومِكَ راحمُ)....