في كتاب (الطائر الغريد في وصف البريد) فصول ممتعة عن تاريخ البريد عند العرب، وفيه (ص95) أن العرب اتخذوا العلامات لرسل البريد في عهد الخلفاء العباسيين، وكانت علامتهم قطعة من الفضة بقدر الكف، قد كتب على أحد وجهيها البسملة واسم الخليفة، وعلى الوجه الثاني الآية: (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) وفيه أن أعظم اتساع في نظام بريد العرب كان في عهد بني العباس، إذ بلغت محطات البريد نحو ألف محطة، كانت تسمى عندهم بالسكك، وكان لكل محطة رئيس لملاحظة سير السعاة والخيالة، وكان للبريد لائحة عمومية تحتوي على قوانين البريد في سيره وجغرافية الطرق. وكان ينفق على البريد مبالغ وافرة، قيل: إن نفقة فرع اليمن فقط كانت تبلغ نحو أربعة ملايين درهم سنويا. (مختصرا من التراتيب الإدارية 1/ 192).