قرأت على كثير من مواقع الإنترنيت أن أبي ابن كعب (ر) كان من أحبار اليهود قبل الإسلام. وهذا خطأ لا محالة، وأول من عثر قلمه فخط ذلك في كتاب هو المرحوم خير الدين الزركلي في كتابه (الأعلام) وكنت قد نبهت إلى ذلك في كتابي (ترتيب الأعلام على الأعوام) نشرة دار الأرقم بن أبي الأرقم عام 1990 (ج1 ص116) وقلت حرفياً (لا أدري من أين أتى الزركلي بيهودية أبي، فلعلها زلة قلم، أو أنه خلط بين أبي بن كعب وكعب الأحبار، وعلى الأعلام عمدة جماعة من المعاصرين الذين عدوا أبيا من أحبار اليهود، أمثال الذهبي صاحب: التفسير والمفسرون) ثم رأيت من عدا على ملاحظاتي على كتاب الأعلام فنسبها إلى نفسه، فبارك الله به، فهكذا فلتكن محبة العلم. ثم رأيت الأستاذ الأكرم أحمد إبراهيم علاونة قد تولى الرد عني، مشكوراً، وأنصفني جزاه الله خيرا، ونفع الأدب بهمته الشريفة وأيادية البيضاء. وذلك في كتابه (نظرات في كتاب الأعلام) (طبعة المكتب الإسلامي: ط 1 ، محرم 1424هـ) (ص 7 و ص9) وأشار وفقه الله إلى معظم ملاحظاتي في هوامش كتابه، فمن ذلك (ص17 و 18 و21 و 23 و 25 و35 و41 و 45 و 46 و 48 و49 و50 و55 و62 و 66و 67 و 68 و 69 و 76 و 79 و 81 و 82 و 89 و 90 و 103 و 105 و 106 و107 و 116و 119 و122 و123 و125 و129 و130 و134و 135 و141 و 142 و143 و144). وأذكر هنا بأن أبي بن كعب من سادة الأنصار، بل نعته عمر بن الخطاب (ر) بسيد المسلمين. وهو أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة، وهو الذي قال له النبي (ص) (أمرت أن أقرأ عليك القرآن..إلخ) انظر تمام الخبر وترجمته كاملة في كتاب (الاستيعاب) لابن عبد البر (على الوراق) وأولها (باب أبي أبي بن كعب) وله ترجمة متقنة في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور انظرها على الوراق، أولها: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد. واتفق أني لما نزلت إمارة أبو ظبي نمت أول أسبوع فيها في مسجد أبي بن كعب الذي يؤم ويخطب فيه صديقي الشيخ مأمون عمار، فرأيت ترجمة لأبي بن كعب معلقة في المسجد، وهي منقولة من كتاب الأعلام للزركلي، فلفت انتباه صديقنا الشيخ مأمون إلى هذا الخطأ فسارع مشكورا وانتزع الترجمة من موضعها في المسجد، واستبدلها بترجمة تليق بمقامه. وفي كتاب (أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب) لمؤلفه الشيخ محمد الحوت (ص287 طبعة بيروت 1319هـ) : في ذكر المشاهد والقبور التي لم تصح قال: (والمشهد المنسوب لأبيّ بن كعب بالجانب الشرقي من دمشق مع اتفاق العلماء على أنه لم يقدمها فضلا عن دفنه فيها)