الجنرال ميشال حداد، من مشاهير القادة العسكريين في الحرب العالمية الأولى. واسمه الأصلي نخلة بن فضل الله يوسف الحداد اللبناني. ولد عام (1257هـ 1841م) في بلدة (بيت شباب) في جبل لبنان، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم عين في خدمة القنصلية الإيطالية. وفي سنة (1856م) زار دمشق القائد النمساوي الهنغاري التبعة (رودلف برودمان) مستصحبا معه خيولا عربية أصيلة، فذهب أهالي مدينة دمشق لرؤيتها، وبسبب كثرة الناس وضوضائهم جمح حصان أدهم وأخذ ينهش حصانا آخر نهشا شديدا، ولم يتجرأ أحد من العاملين في سياسة الخيول مع القائد على التدخل في تهدئة الحصان، فصار يصرخ ويطلب المعونة من المتفرجين، فتقدم صاحب الترجمة -وهو إذ ذاك في السادسة عشرة من عمره- واستطاع الإمساك بالحصان الجامح، فأعجب به القائد، وعرض عليه العمل معه، فانضم إلى مرافقيه، ولما رجعوا إلى (فيينا) توسط له في دخول المدرسة الحربية، وأبدل اسمه ليصير (ميشال) فدرس في المدرسة اللغة الألمانية والهنغارية والبولندية والبوهيمية والروسية والبلغارية والإيطالية والصربية، وأتقن الجغرافيا والتاريخ والهندسة والفنون الحربية، وبرع في الخطابة، ولما تخرج عين ضابطا في مدينة (فيينا) ثم حاجبا في قصر الإمبراطور فرانسوا جوزيف، ثم ترقى إلى رتبة قائد، وعين حاكما على (فيينا) ثم عين أستاذا أعلى للمدرسة الحربية في (بوذو) ثم مفتشا عاما للجيوش، ثم محافظا على (بودابست) ومراقبا على جيوش (أراد) ثم قائدا للفيلق السادس في (كبيسير). ولما كان في (أراد) اخترع آلة تمكن الخيول من السباحة، وتقيها شر الغرق. وكان له الفضل في إخماد عدة ثورات، منها ثورة (التيرول) عام (1911م) وشارك في الحرب الكبرى سنة (1914م) وقام بسياحات عديدة في أوربا والشرق، وتوفي عام 1343هـ 1924م في (بابولنا) ورثاه الحكام والأمراء والكتاب في النمسا وأوربا. انظر في ترجمته (الأعلام الشرقية: 1/ 243) و(النبوغ اللبناني في القرن العشرين) (ج1)