الأبيات للشيخ عبد الغني النابلسي (1050هـ - 1143هـ 1641م - 1730م) كبير شعراء عصره، من ذرية سعد الله بن جماعة الكناني، مولده ووفاته في دمشق. له ديوان ضخم، انظره في الموسوعة الشعرية، التي أنجزت برعاية المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي: (الإصدار الثالث) يشتمل ديوانه على (965) قطعة، تضم (13674) بيتاً. ومن نوادره فيه أنه سئل عن قول النصارى: بأن بسملتهم التي يزعمون أنها في الإنجيل مثل بسملة الإسلام، فأجاب بقصيدة أولها: (لقد قيل لي ما الفرق عند أولي الذكر...فبسملة الإسلام بسملة الكفر) وهي (52) بيتا انظرها في الديوان المطبوع ( ص234) ويفهم من بعض أبياتها أنه قرأ الإنجيل، فهو يستدل به، وذلك قوله: (يؤيد هذا قوله جئت من أبي...إليكم أبوه الروح منه أتى يبري) (وقد فهمت منه النصارى بأنه...هو الله جل الله عن موجب الحصر) وعثرت في ديوانه على قصيدة يذكر فيها ضريح السيد المسيح المزعوم جوار ضريح النبي (ص) قال: (وسيدعو لشرعه الناس عيسى...ثم في قبره يكون لصيقه) انظر في ملف نوادر النصوص هذا ما سبق وحكيناه عن هذه الأسطورة. ومن نوادر شعره قصيدته في ذم أهل الشام، وأولها (أتعبتني بقر الشام) وهي القصيدة التي شرحها الشيخ البربير وأجازه الشيخ النابلسي على شرحها بإجازات وافرة، كما حكى في كتابه:(الشرح الجلي) ووصف الشرح بأنه (في عدة كراريس، يشبه أطواق الحمام وأذناب الطواويس). ومن جميل شعره قصيدته: (تمنيت لي عبدا ثمانون عمره..لأعتقه لما بلغت الثمانينا) ومن غزلياته قوله: (كم غادة كاملة في حسنها...لو يدرك البدر سناها لاختبل).. (لبستها ثوب حرير ناعم...بكرا وزررت عليها بالقبل) ومن ديرياته قصيدته التي أولها: (زر بنات القسوس في دير هنه...وارتشف خمرهن من يدهن) وقصيدته التي أولها: (قف جانب الدير سل عنها القساسيسا).. وقد قارع اليهود والنصارى في كثير من شعره، كالقصيدة التي يقول فيها: (حكم يحار بها اللبيب وإنها...لأحق فيها أن تقال قصائد).. أما طريقته فقد بسطها في قصيدة العينية التي أولها: (فريدة حسن وجهاا البدر طالع).. وهي (210) أبيات. رتب فيها أحوال القوم على أبواب الفقه، حتى في الطلاق واليمين والوكالة والبيوع. وقصيدته التي يقول فيها: (أيها اللائم الذي لام جهلا...في هوى ذلك الغلام النفيس) وقصيدة التي يقول فيها: (نحن قوم نهوى الوجوه الحسانا).. وقصيدته التي يقول فيها: (متمتع أنا بالجمال بحضرة الحق المبين).. وزعم أنه بمثابة القرآن، يضل به الله من يشاء ويهدي من يشاء، في القصيدة التي يقول فيها: (وما أنا شاعر وجميع نظمي...بعيد عن مدى شعر المغني) والمعرف أنه رافع لواء ابن عربي في الشام، ومدائحه في ابن عربي أكثر من أن تحصر، كقوله: (كتاب الله جامع كل شي...وسنة أحمد المختار شرح).. (وشرحهما الفتوحات التي من...جناب القدس جاء بهن فتح).. من شعره قصيدة في التغزل بالكعبة، منها: (ويا له من حجر أسود...كأنه الخال بخد المليح).. وهو صاحب الموشح المشهور: (لا تلمني يا عذولي...في هوى الغيد الحسان) والموشح: (قالت أقمار الدياجي) ونعود إلى أبيات النابلسي التي افتتحنا بها هذه البطاقة فنقول: جرى النابلسي في هذه القصيدة على منوال ابن زهر في قصيدته المشهورة، والتي يقول فيها:(إني نظرت إلى المرآة إذ جليت...فأنكرت مقلتاي كل مـا رأتـا)... رأيت فيها شويخاً لست أعـرفـه... وكنت أعرف فيها قبل ذاك فتى) انظر بقية القصيدة في نفح الطيب على الوراق.