البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : المعلقات

 موضوع النقاش : لماذا سميت هذه القصائد بالمعلقات ؟     قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 السيد 
29 - ديسمبر - 2007
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن المعلقات هي قصائد جياد من أوثق ما وصل إلينا من الشعر في العصر الجاهلي ، وهي لشعراء معروفين ومشهورين ، وتقدم صورة صحيحة لحياة العربي في هذا العصر ، وتقدم أيضا صورة عن النضوج الذي وصلت إليه اللغة العربية في مسيرتها عبر العصور . ولقد اهتم بها علماء الأدب ومؤرخوه فتناولوها بالشرح والدراسة قديما وحديثا .
وشاع أن اسنها المعلقات ؛ لأنها كتبت بماء الذهب وعلقت على جدران الكعبة ، ويبدو أن هذا التعليل أقرب إلى باب الأساطير منه إلى  باب الحقيقة ، يقول في ذلك الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله تعالى - " وأما ما يقال من أن المعلقات كانت مكتوبة ومعلقة في الكعبة فمن باب الأساطير ، وهو في حقيقته ليس أكثر من تفسير فسر به المتأخرون معنى كلمة المعلقات " و يستدل على ذلك بقول ابن النحاس : " لم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة "
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ابن رشيق.    كن أول من يقيّم
 
ينقل ابن رشيق ( ت عام463/1070م) عن صاحب ( جمهرة أشعار العرب ) ، فيخلِط بين قول أبي عبيدة في تقديم سبعة من شعراء الجاهلية على غيرهم ، وبين قول المفضل في كون هؤلاء المقّدَّمين أصحابَ السّبع الطّوال التي تسميها العرب السّموط ، ويستبدل بالسموط السمط ، ثم يذكر أسماء المعلقات في قوله : " وكانت المعلقات تسمى المذهبات ، وذلك لأنها اختيرت من سائر الشعر ، فكُتِبت في القباطي بماء الذهب،  وعلّقت على الكعبة ، فلذلك يقال مذهبةُ فلان إذا كانت أجود شعره ، ذكر ذلك غيرُ واحدٍ من العلماء ". ( العُمْدة 1/96 ) .
*د يحيى
8 - يناير - 2008
بروكلمان.    كن أول من يقيّم
 
يتحدث المستشرق الألماني" بروكلمان " ( ت1376/1956م) عن جامع المعلقات واسمها ، فيقول : " وجمعها حمّاد الرّاوية، وسمّاها على غِرار عناوين الكتب الأخرى : السموط ، أو الاسم الآخَر المألوف : المعلقات " .( تاريخ الأدب العربي1/67).
ويقول في عددها وظروف اختيارها : " ولا تتفق الروايات تماماً على قصائد المعلقات ؛ فالقصائد المتفق عليها من الجميع خَمس ، هي معلقات امرىء القيس ، وطَرَفة ، وزهير ، ولَبِيد ، وعَمرو بن كُلثوم . والمعلقتان السّادسة والسّابعة هما قصيدتا عنترة ، والحارث بن حِلِّزَة في أكثر الرّوايات ؛ ولكن المفضَّل وضع مَكانهما قصيدتَيْ النابغة والأعشى ، وهؤلاء الشعراء جميعاً هم أشعر شعراء الجاهلية كذلك ما عدا الحارثَ بنَ حِلِّزَة .
وقد وقف " نولدكه " على السبب الذي حمل حمّاداً على ضَمّ الحارث إلى مجموعته ؛ وذلك أنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بَكْر بن وائل ، وكانت هذه القبيلة في عِداءٍ دائم مع قبيلة تَغلِبَ من زمن الجاهلية ؛ ولمّا كانت قصيدة عَمرو بن كلثوم قد لقِيَتْ شُهرةً واسعة لتمجيدها قبيلةَ تغلبَ ، ولانتشار هذه القبيلة في البلاد ، لم يَسَعْ حمّاداً أن يعدِلَ عن اختيارها ،ولكنه اضطُرَّ إلى التفكير في وضع قصيدة أخرى إلى جانبها تُشِيدُ بمجد سادته ، وهم قبيلة بكر بن وائل ، وهكذا اختار سليل هذه القبيلة ، وهو الحارث بن حِلِّزَة القليلُ الشّهرة فيما عدا ذلك ؛ أمّا المتأخرون الذين لم يَدُرْ بخَلَدِهم مِثْلُ هذا الاهتمام فإنهم أبدلوه بِشاعر أكثرَ منه شُهرةً . بقي أنّ هناك مَن يَعُدُّ تسع معلقات بإضافة القصيدتين اللتين اختارهما المفضَّل إلى اختيارات حَمّاد . كما أكملت ْ مجموعة شرحها التبريزي عددَ المعلقات عشراً بإضافة
قصيدة لَبِيد بن الأبرَص " .( المصدر نفسه ، والصفحة ذاتها ) .
ويذكر المستشرق الفرنسي " بلاشير" مجموعاتِ القصائد في " جمهرة أشعار العرب " ، واسمَ كل مجموعة ، ويلاحِظ في أسمائها بعض الغموض، ولا يراها من وضع المؤلّف ، ثم يذهب( تارخ الأدب العربي ص153) إلى أن المعلقات اسم أطلِق على بعض القصائد في القرن الثالث الهجري ، وأن المذهبات اسم أطلقه ابن قُتَيبة على قصيدة عنترة في كتابه " الشعر والشعراء " على حين جعلها أبو زيد القرشي في " الجمهرات " ، وهي إحدى مجموعات قصائده في " جمهرة أشعار العرب " .
والحق أن ابن قتيبة لم يُسَمِّ بعض القصائد بالمذهبات ، وإنما ذكر أن الناس كانوا يُسَمُّون قصيدة عنترة " المذهبة".
ثم يُصَوِّب " بلاشير" ( تاريخ الأدب العربي ص154) عمل صاحب الجمهرة حين أطلق اسم المعلقات على القصائد السّبع الأولى التي امتازت بخصائص ضمِنتْ لها الشهرة والخلود على مرّ العصور ، ويؤيد رأي " نولدكه " في أن تأليف " الجمهرة " يعود إلى أواخر عهد الأمويين .
ولم يُسَمّ صاحب الجمهرة القصائد السبع الأولى بالمعلقات ، وإنما أورد قول المفضّل (جمهرة أشعار العرب ص80) في كون الشعراء المقَدَّمين على غيرهم عند أبي عبيدة " أصحابَ السبع الطوال التي تسميها العرب السّموط" ، كذلك لم يَثبُتْ ما ذكره " بلاشير " من أنّ تأليف " الجمهرة " يعود إلى أواخر عهد الأمويين ، فالغالب أن صاحبها توفي سنة ثلاثين ومئتين هجرية .
ويشك " بلاشير " ( تاريخ الأدب العربي ص154-155) في أن يكون اسم المعلقات هو العنوان الأصلي للقصائد ، ثم يلاحظ أن ابن قُتَيبة قال عند ذِكْر قصيدة عَمرو بن كلثوم " إنها إحدى السبع المعلقات " على حين يقول :" وهي من جيد شعر العرب القديم ، وإحدى السبع " ( الشعر والشعراء 1/236) . فإن ابن قتيبة لم يذكر المعلقات عند وصف قصيدة عَمرو ، بل أخبر أنها إحدى السبع .
ويلاحِظ (تاريخ الأدب العربي ص 154-155) أن اسم " السبع " أو " السبع الطوال" كان مما اصطلحتْ عليه الأوساط العلمية حتى أواخر القرن الرابع ، وأن منشأ هذا الاسم هو طول القصائد المشهورة ، وقد ورد في الجمهرة في قول المفضَّل .
كما يلاحظ ( المصدر نفسه ص155) أن اسم المعلقات أطلق على بعض القصائد في القرن الرابع أو قبلَه ، ويرى في التسمية نوعاً من الالتباس ، ويجعل هذا الالتباسَ أساساً لِما اختُرِع من قصة التعليق .
*د يحيى
8 - يناير - 2008
إحصاء المعلقات    كن أول من يقيّم
 
اختلف الرواة ومؤرخو الشعر في تعديد المعلقات فمن قائل أنها سبعة، ومن قائل أنها ثمانية، وهناك من أوصلها إلى عشرة.
  و الذين عدوا في شعراء المعلقات -على اختلاف الروايات- بلغ عددهم أحدَ عشرَ شاعرًا، على رأسهم ثلاثة هم الصفوة عند الجاهليين وهم: امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني. وهذا الأخير اختلف الرواة في كونه من شعراء المعلقات على الرغم من اتفاقهم أنه من الثلاثة الأوائل عند العرب بين شعراء الجاهلية. ومن ذكروا أنه من شعراء المعلقات اختلفوا بين ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة.
 وشعراء المعلقات الذين اتفق عليهم الرواة خمسة هم: امرؤ القيس الكِندي ، وزهير بن أبي سُلمى المزني ، وطرفة بن العبد البكري ، ولبيد بن ربيعة العامري ، وعمرو بن كلثوم التغلبي . ويكمل البعض السبعة بالنابغة الذبياني، والأعشى البكري. وهناك من يخرج الأخيرين ويدخل بدلاً منهما عنترة بن شداد العبسي ، والحارث بن حِلِّزة اليشكري. وهناك من يقول بل كل هؤلاء التسعة هم من شعراء المعلقات، ويضيف إليهم شاعرًا عاشرًا هو عبيد بن الأبرص الأسدي. وهناك من قال: إن عبيدًا لا يستحق أن يكون من ضمن العشرة ومعلقته مهزوزة ولاتستحق أن تعد في المعلقات!!! وقالوا: إن لعلقمة بن عبدة التميمي قصائد اشتهر لدى الرواة أن قريشًا كانت ترى أنها من أروع القصائد وهو الذي يستحق أن يكون عاشر شعراء المعلقات.
 
 اختلف الرواة ومؤرخو الشعر في تعديد المعلقات فمن قائل: إنها سبعة، ومن قائل: إنها ثمانية، وهناك من أوصلها إلى عشرة. وأنا أميل إلى أنها سبع فقط؛ لتقدير العرب لهذا العدد، ولكونه شائعًا في جمع الأسلاف للشعر؛ على النحو الذي نراه في جمهرة أشعار العرب للقرشي. أما مَن زاد على ذلك العدد في جمعه للمعلقات فراجع إلى رؤية خاصة به في رغبته إضافة قصيدة مَن أحب من الشعراء، وليس راجعًا إلى كون الجاهليين قد جعلوا المعلقات ثمانيًا أو عشرًا. كما أعتقد أنها كانت سبعًا في عام،  ثم بعدها سبع أخرى في عام ثانٍ، ثم بعدها سبع ثالثة...إلخ، وهذا يفسر لنا الاختلاف في نصوص المعلقات وعدد شعرائها!!! ودليل ذلك موقف قريش من قصيدتي علقمة بن عبدة فكل واحدة كانت سمط الدهر في عامها الذي أبدعت فيه؛وفقد قالوا: إن لعلقمة بن عبدة التميمي قصائد اشتُهر لدى الرواة أن قريشًا كانت ترى أنها من أروع القصائد، وهو الذي يستحق أن يكون عاشر شعراء المعلقات.
وقراءة إحصاء الموسوعة الشعرية الصادرة عن المركز الثقافي بأبو ظبي للمعلقات العشر، يعطينا حقيقة لها دلالتها هي أن أكبر معلقة من حيث عدد الأبيات هي معلقة طرفة التي بلغت مائة وثلاثة أبيات، وكذلك معلقة عمرو بن كلثوم. وأقل معلقة من حيث عدد الأبيات هي معلقة الأعشى التي بلغت ثلاثًا وثلاثين بيتًا. ومجموع أبيات المعلقات العشر بلغ ستمائة وتسعين وأربعة أبيات. وهذا الإحصاء يفيد أن الكم لا دخل له باختيار تلك القصائد لتكون من معلقات العرب، أو أنه معيار ثانوي، وأن هناك معايير أخرى لانتخاب المعلقات واستجادتها.
  و الذين عُدُّوا في شعراء المعلقات -على اختلاف الروايات- بلغ عددهم أحدَ عشرَ شاعرًا، على رأسهم ثلاثة هم الصفوة عند الجاهليين وهم: امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني. وهذا الأخير اختلف الرواة في كونه من شعراء المعلقات على الرغم من اتفاقهم أنه من الثلاثة الأوائل عند العرب بين شعراء الجاهلية. ومن ذكروا أنه من شعراء المعلقات اختلفوا بين ثلاث من قصائده أيها هي المعلقة.
 وشعراء المعلقات الذين اتفق عليهم الرواة خمسة هم: امرؤ القيس الكِندي ، وزهير بن أبي سُلمى المزني ، وطرفة بن العبد البكري ، ولبيد بن ربيعة العامري ، وعمرو بن كلثوم التغلبي . ويكمل البعض السبعة بالنابغة الذبياني، والأعشى البكري. وهناك من يخرج الأخيرين ويدخل بدلاً منهما عنترة بن شداد العبسي ، والحارث بن حِلِّزة اليشكري. وهناك من يقول: بل كل هؤلاء التسعة هم من شعراء المعلقات، ويضيف إليهم شاعرًا عاشرًا هو عبيد بن الأبرص الأسدي. وهناك من قال: إن عبيدًا لا يستحق أن يكون من ضمن العشرة ومعلقته مهزوزة ولاتستحق أن تعد في المعلقات!!!
وهذا ما يؤكد رؤيتنا من أن الأرجح جعل المعلقات سبعًا متواليات مكرورات كل عام أو أكثر.
ويطرح هذا العرض سؤالاً: ألا يوجد في شعر الجاهليين أفضل من هذه المعلقات، أو ما يساويها في المبنى والمعنى؟!!!
*صبري أبوحسين
9 - يناير - 2008
المعلقات وسبب التسمية (مساهمة متواضعة).    كن أول من يقيّم
 
   اختلف في سبب تسميتها اختلافا بيناً، فمن قائل بأن السبب في ذلك التعظيم الذي لاقته هذه القصائد حيث كتبت بالذهب على الحرير وعُلقت بأستار الكعبة فقيل لها " المعلقات " ومن قائل بأن عُلوقها بأذهان الناس لشدة اعتنائهم بها من حيث الحفظ هو السبب في التسمية، وقيل بأن حماد الراوية سماها: " السُّموط "
   جاء في كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، للقرشي: " قال المفضل: هؤلاء أصحاب السبعة الطوال التي تسميها العرب السُّمُوط " ص: (98).
   وعَقَد الباب الثاني منه للمعلقات السبع، وقال في أوله: " وهذه الطبقة الأولى، وهي السموط، وهي سبع من تسع وأربعين قصيدة " ص: (113).
   قال في لسان العرب: " المُسَمَّطُ من الشِّعر أَبيات مَشْطورة يجمعها قافية واحدة وقيل المُسَمَّطُ من الشعر ما قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ في قافية مخالفة يقال قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ " مادة: (سمط).
   والسموط له علاقة بالمعلقات من حيث التسمية، فلا غرابة أن ينسى الأصل ويبقى الفرع وينتشر لسهولته.
   قال الفتيه أبو عمر أحمدُ بن محمد بن عبد ربّه، رحمه اللّه في العقد الفريد: قد مَضى قولُنا في أيام العرب ووقائعها وأخبارها، ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في فضائل الشعر ومَقاطعه ومَخارجه، إذ كان الشعر ديوانَ العرب خاصة والمنظومَ من كلامها، والمقيِّدَ لأيامها، والشاهد على أحكامها.      حتى لقد بلغ من كَلَف العرب به وتَفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تَخيَّرتها من الشعر القديم، فكتبتها بماء الذهب في القبَاطيّ المُدرجة، وعَلِّقتها بين أستار الكعبة. فمنه يقال: مذهَّبة امرئ القيس، ومُذَهَّبة زُهير. والمذَهبات سبع، وقد يقال لها المُعَلقات. قال بعضُ المحدثين يصف قصيدةً له ويُشبهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت:
بَرْزة تُذكر في الحُس ... ن من الشعر المعلق
كل حَرْف نادرٍ من ... ها له وجهٌ معشق
المعلقات:
لامرئ القَيس:
قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيب ومنزل.
ولزهير:
أمن أم أوفى دِمْنة لم تكلم
ولطَرَفة:
لِخَوْلة أطلالٌ ببرقة ثَهمد
ولعَنترة:
يا دارَ عَبلة بالجواء تكلمي
ولعمرو بن كُلْثوم
ألا هُبِّي بصحنك فاصْبحينا
وللَبيد:
عفَت الدِّيار محلها فمقامها
وللحارث بن حِلَّزة:
آذَنَتْنا ببَيْنها أسماء
*سعيد
11 - يناير - 2008
جهد إنترنتي حول قضية التعليق    كن أول من يقيّم
 
من سياحتي في عالم الشبكة الدولية للمعلومات(إنترنت) وجدت هذا البحث العميق:
هل علّقت على الكعبة؟
     سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات ، ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولم يعطوا رأياً في ذلك .
المثبتون للتعليق وأدلّتهم :
     لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطي وياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .
     وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول :
     «وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات» ، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول : «وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة» .
     وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : «ما ذكره الناس» ، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من أنّها علقت في الكعبة .
 
النافون للتعليق :
     ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري. فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق :
     كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول  : إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه.
     وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :
فلأهدينّ مع الرياح قصيدة               منّي مغلغلة إلى القعقاعِ
ترد المياه فما تزال غريبةً                 في القوم بين تمثّل وسماعِ؟
     ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق.
     وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي ، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون.
     ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :
     1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .
     2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .
     3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .
     4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .
     ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد، هذا عمدة ما ذكره المانعون للتعليق .
     بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى انّ حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .
     وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً ، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما ، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق الى جمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة .
     وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :
أوصى عشية حين فارق رهطه                عند الشهادة في الصحيفة دعفلُ
أنّ ابن ضبّة كان خيرٌ والداً               وأتمّ في حسب الكرام وأفضلُ
     كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة اسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من دواوينهم بدليل قوله :
والجعفري وكان بشرٌ قبله                لي من قصائده الكتاب المجملُ
     وبعد ابيات يقول :
دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً               فورثتهنّ كأنّهنّ الجندلُ
     كما روي أن النابغة وغيره من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها الى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقد دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد واخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً.
     كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبدمناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة . كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم.
     ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً.
     هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة اُخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد ، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .
     فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟
     ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .
     فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً . http://www.awrag.com/m3/ragm299.htm
 
*صبري أبوحسين
13 - يناير - 2008
المعلقات من تمثلات الحركة النقدية فحسب    كن أول من يقيّم
 
                                             بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أود أن أوجه التحية لـ: اليسد على إثرة هذا الموضوع المفيد، كما أشكر كل المتدخلين الذين حاولوا جاهدين الحسم النهائي في الموضوع وإخراجه من عالم الأسطورة إلى عالم الحقيقة، لكن طبيعة الموضوع لا تسعف - بشكل أو بآخر - في الحسم النهائي في سبب التسمية، ولعل جردهم لهذه الأسباب كافي لإزالة الغموض.
أما بالنسبة لرأيي الشخصي في هذا الموضوع فإني أرى أن سبب التسمية لم يكن راجعا لكون هذه القصائد كانت تعلق على الكعبة وأنها كتبت بماء الذهب، ولكنني أرى السبب راجع في الأصل إلى القصائد عينها وليس من الضروري أن تكون قد علقت في الواقع على الكعبة المشرفة، لأن المعلقات لم تكن تحتاج لأن تعلق على الكعبة حتى تستحق هذا اللقب وهذه المكانة، أو العكس.
فأنا أرى أن سبب تسمية المعلقات بهذا الإسم راجع إلى عوامل ذاتية قبل ما تكون عوامل خارجية رغم التشابك الكبير بين الدخلية والخارجية.
وبالتالي فإن سبب هذه التسمية هو انعكاس لحركة نقدية عاشها الشاعر الجاهلي، فقد كان النقاد إذ ذاك يتخير قصائد بعينها، ويخلع عليها ألقابا تجمل رأيه فيها، ومن بين هذه القصائد على سبيل المثال:" البتراء"،"اليتيمة"، إلى جانب المعلقات... فلا يشترط في أن تكون هذه المعلقات فعلا قد علقت على جدران الكعبة كما بترت البتراء غيرها، وبالتالي فإن هذه التسمية هي تسمية مجازية لاتعكس ماهو كائن بقدر ما تعكس مايجب أن يكون . 
ومن هنا أتسائل: - هل المعلقات حضيت بهذا اللقب قبل أم بعد تعليقها على جدران الكعبة؟
إن كانت قد حضيت به قبل تعليقها على الجدران فهذا يعني أن هذه المعلقات من الممكن ألا يكون قد تم تعليقها فعلا، والدليل على ذلك اختلاف الدارسين والنقاد في عددها فمنهم من يقول أنها 7 ومنهم من يقول أنها 10 فلانجد أن هناك إجماع على عدد المعلقات.
مما يضعف في رأيي كون هذه المعلقات علقت فعلا على جدران الكعبة وكتبت بماء الذهب...فلو كانت كذلك لوصلنا الخبر اليقين حول عددها بالتحديد.
ومن هنا أتسائل سؤال آخر إذا كانت المعلقات قد علقت على جدران الكعبة وكتبت بماء الذهب فمن الذي نزعها من مكانها أو بالأحرى من الذي أمر بذلك؟
- إذا كانت فعلا قد علقت على جدران الكعبة فلا يمكن أن تكون قد سحبت من مكانها في العصر الجاهلي، لأن الشعر كان يحضى بمكانة عظمى في قلوب الجاهليين وبالتالي فإنه يستحيل أن يكونوا هم الذين نزعوها أما في العصر الإسلامي فلم يصلنا من الأحاديث النبوية أن الله أمر بانتزاعها من مكانها بالتحديد لأنها لم تكن موجودة أصلا، كما أن الشعر لم يكن يعد كالأصنام والتماثيل التي كانت موجودة بقلب الكعبة فرغم، أي أن الاسلام عندما جاء لم يحارب الشعر وبالتالي فليس هناك مبرر لإزالة هذه المعلقات، ولو كانت قد نزعت في هذا العصر لخلّف ذلك صدى حول نزعها لأثير نقاش حولها. ومن هنا فهي لم تنزع في عصر صدر الإسلام.
- أرى أن التسمية لا علاقة لها بالواقع الملموس، إلا أننامن باب الأسطورة نستطيع أن نصدق هذا الادعاء رغم عدم ثبوته، وذلك من باب مفاخرة الأمم بكوننا أشعر من على البسيطة، وبأننا قوم نبجل الكلمة ونقدسها ومن هذا الباب فإن كتابتنا لهذه الأشعار بماء الذهب ومن ثم تعليقها على الكعبة فتسميتها بالمعلقات فالطواف حولها بطوافنا حول الكعبة.
ليس هذا فحسب بل أضف إلى ذلك أننا أمة تتكلم الشعر فالشعر عندنا أسبق من النثر وذلك بالفطرة، فالعرب قوم وجدوا وهم يقولون الشعر أو بالأحرى الكلام المقـفى ومن ثم تطور إلى أراجيز قبل أن يتحول إلى القصيدة.
إن إرجاع سبب التسمية إلى كون المعلقات كتبت بماء الذهب ومن ثم علقت على الكعبة إلى غيرها من الأقوال مجرد تخييل يساعدنا على إدراك مكانة الشعر عند العرب فحسب.
هذا والله أعلم
  
*علاء
15 - مارس - 2008
 1  2