البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : النبات الطبي عند العرب    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :

 لحسن بنلفقيه 
11 - أكتوبر - 2004

بسم الله و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه : إن العزم معقود إن شاء الله ، على تعريف الزوار الكرام لموقع الوراق - ذاكرة العرب - بمفردات كتاب " الجامع " لإبن البيطار ، و ذلك بذكر أسمائها العلمية اللاتينية ،و العربية ، و الإنجليزية ، و الفرنسية ، و كذا الأسماء الشائعة المتداولة . و تحديد الإسم الصحيح للنبات ، هو الشرط الأول لنجاح البحث عنه و فيه ، و الإطلاع على خصائصه و استعمالاته ، و الإستفادة منه . فبتحديد الإسم الصحيح للنبات موضوع البحث ، و باستعمال محركات البحث المتوفرة في شبكة الإنترنيت و باللغات المختلفة ، و المراجع المتخصصة و أمهات الكتب ، يستطيع الباحث المهتم من الزوا ر الكرام الوقوف و الإطلاع على الإستعمالات المختلفة للنبات ، و منها استعمالاته في العلاج بالطرق القديمة و الحديثة ، و طرق تحضيره ، والكميات المأخوذة منه ، و فيما يستعمل له ، و كذا المسموم منه و خطورة استعماله. والله أسأل أن يعين على إنجازه و يجعله عملا مقبولا عنده و ينفع به عباده ، إنه ولي التوفيق عليه

 27  28  29  30  31 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المفردة 230 بجامع ابن البيطار : { بـادزهـر } = Bézoard *    كن أول من يقيّم
 

قال ابن البيطار :" قال بعض أطيائنا : { البادزهر } يقال على معنيين :

ـ يقال على كل شيء ينفع من شيء آخر ، و يقاوم قوته و يدفع ضرره لخاصية فيه ،

ـ و يقال على حجر معلوم ، ذي عين قائمة ، ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة و الباردة ، إذا شُـرِبَ و إذا عُـلِـّـق .

قال " أرسوطاليس " : ألوان { حجر البادزهر } كثيرة ، فمنه الأصفر  و  الأغبر و المنكت و المشرب بخضرة و المشرب ببياض . و أجوده الأصفر ثم الأغبر و ما أوتي به من خراسان ، و هناك يسمى بــ{ البادزهر } و تفسيره " حجر السم " ، و معادنه بلاد الصين و بلاد الهند و بالمشرق . و له في شبهه أحجار كثيرة ، ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله ، من ذلك " القبوري "[1]، و " المرمري " ، و حجر لا يخطئ منه شيئا ، و قد يغالط به كثيرا . و هو نفيس شريف لين المجسة لينا غير مفرط ، و حرارته غير مفرطة ، دقيق المذاهب ، خاصته النفع من السموم الحيوانية و النباتية و من عض الهوام و لدغها و نهشها ، إذا شرب منه مسحوقا و منخولا وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت و أخرج السم بالعرق و الوسخ ، و إن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شاربِ السم و مصّـه نفعه . و إن وُضِع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقرب و الهوام  الطيارات ذوات السموم مثل الدراريح [2] ، و الزنابير[3] ، نفع منها نفعا بليغا بيِّـنا . و إن سحق و نثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش ، اجتذب السم بالرشح . و إن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر و هو مسحوق أبرأه . و إن وضع هذا الحجر على حمة العقرب بطل لسعها . و إن سحق منه وزن شعيرتين و ديف بالماء و صب على أفواه الأفاعي و الحيات خنقها و ماتت . قال الرازي : { البادزهر } حجر أصفر رخو لا طعم له ، ينفع من السموم . و قد رأيت منه مقاومة عجيبة لدفع ضرر { البيش }[4] . و كان هذا الحجر قد رأيته إلى الصفرة و البياض ، و كان مع ذلك رخوا متشظيا كتشظي " الشب اليماني " . و إني رأيت من هذا الحجر في قوته و مقاومته للــ{ بيش } [4] ما لم أر مثله من الأدوية المفردة و لا الترياقات المركبة أصلا ... و قال عطارد بن محمد الحاسب : { حجر البادزهر } إذا وُضِعَ قبالة الشمس عرق و سال منه الماء ، و هو نافع من تلهب الحمى الشديدة و الرمد إذا متص عرقه ... و قال ابن جميع : و الحيواني منه ، و هو الموجود في قلوب " الأيايل [5] أفضل من جميع هذه الأوصاف حتى أنه إذا حك بالماء على مِـسَـن ، و سقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح ، عى سبيل الإستعداد و التقدم بالحوطة ، يقاوم السموم القتالة و حَـصّـنَ من مضارها ، و لم يخش منها غائلة و لا أثارة و خـَلـْطٍ خام كما يخشى من " المثروديطوس [6] ، و لا يضر المحرورين و لا المنحفين ، و يفعل ذلك لخاصية جوهره "./هـ انتهى ما نقل من الجامع ...

            و علق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" بعد المدخل لإبن البيطار ، كما هو ظاهر ، نجد هنا استشهادً يرد منسوبا إلى " أرسطو " في المخطوطات ، كما نجده مختصرا عند " القزويني " [éd.W?stenftld, I,231]  بفقرة " أرسطو" مع ذكر الصين و الهند و خراسان كبلدان مصدرة . كما أن في هذه الفقرة أسماء جغرافية و اسم فارسي تجعلنا نستبعد هذه المقالة لأرسطو .أضِفْ إلى ذلك أن اسم " بادزهر " لا يعني  " حجر السم " ، بل معناه هو " دافع للسم " . و يرى " البيروني " أن " البادزهر الحيواني " لايوجد إلا في كبد " الوعـل "[7] ./هـ انتهى تعليق لوكليرك .

.........الهامش : * Bézoard :  [ لفظة عربية من أصل فارسي ]، هو تكثف وتصلب حجري يتكون في معدة بعض الحيوانات ، ينسب إليه قديما خاصية مقاومة السموم [ ـ عن معجم لاروس الفرنسي 1948، و ترجمة التعريف لي ـ ] [1] : يكتب في النسخ المتداولة على شكل " البنوري " ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] : = Cantharides . [3] : = Guêpes . [4] = يكتب على شكل " اليبس " في لنسخ المتداولة ، و منها نسخة مكتبة الوراق ، و هو تحريف ، و التصحيح عن لوكليرك . و { البيش } = Napel ، نبات سام قاتل اسمه العمي هو Aconitum napellus، عن د. احمد عيسى . [5] = Cerfs . [6] كتب على شكل :" المثروديطرش" و التصحيح عن لوكليرك . [6] = Mithridate  ، عن لوكليرك . و جاء بقاموس المنهل : Mithridatisme  أوMithridatisation = مَـثـْرَدَة : مناعة سمية ، مناعة تكتسب بأخذ جرعات من السم متزايدة تدريجيا . و الفعل متعلق بالملك " مثريدات ".[7] =  Foie de chamois .

............................................
*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
المفردة 231 بجامع ابن البيطار = { بطاسيطس } = Tussilago Petasites *    كن أول من يقيّم
 

 

            ذكر ابن البيطار في هذه المادة أقوال كل من " ديسقوريدس " و جالينوس " . أما عن " ديسقوريدس " فقد أورد له وصف هذا النبات ، و مما جاء في وصفه :" و عليه ورقة كبيرة شبيهة بـ" باطاطس" [1] موضوعة في أعلى القضيب كأنها " فـطـرة " [2] .../هـ . و نقل لهما من الإستعمالات : تضميض القروح الخبيثة و المتآكلة و الجراح ./هـ ... و يعرف د.أحمد عيسى هذا النبات بقوله :Tussilago petasites L. هو Petasites officinalis Monch.   = باطاسيطس ـ حشيشة القرعان [ الشام ] ـ سُـنـُج [ فارسية ] . من فصيلة المركبات Composées . من أسمائه المرادفة Petasites vulgaris Desf. ، و Tussilago petasites L.  ، و Petasites . من أسمائه الفرنسية Herbe aux teigneux  ، و  Petasite . و من أسمائه الإنجليزية Butter-bur .

....... الهامش :* = يكتب في النسخ المتداولة من كتاب الجامع على شكل " باطاطيس " و هوتحريف ، و التصحيح عن لوكليرك .[1] = تكتب محرفة في النسخ المتداولة من كتاب الجامع على شكل " باطالس " ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] = Champignon . تكتب محرفة على شكل " قطرة " بالقاف بدل الفاء ، و التصحيح عن لوكليرك .

 

*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
المفردة 232 بجامع ابن البيطار : { باريكلومانُــن } = Lonicera etrusca Fraas*[ Periclymenon]    كن أول من يقيّم
 

 

أورد ابن البيطار في تعريفه لهذا النبات أقوال كل من أبي العباس النباتي ، و ديسقوريدس و جالينوس .  فأما أبوالعباس  فقال عن النبات : " سماه قوم بـ{صريمة الجدي } و ليس ذلك بصحيح ، و يعرف ببعض جبال الأندلس بـ{ العينية } و بــ{ ذات الأعين }" . و أما ديسقوريدس فقال :" و من الناس من يسميه { سـفـلـنـيـو ن  } [1] . و منهم من يسمي هذا النبات { قلومانـن }[2] . و هو تمنش [3] صغير لا أغصان له [4] ، و عليه ورق صغير متفرق بعضه من بعض، محيط به من كل جانب ، لونه إلى بياض ما هو ، شبيه في شكله بورق النبات الذي يقال له { قسوس = Lierre} ، و عند الورق شعب فيها ثمرة شبيهة بثمر { القسوس } ، و كأنه موضوع على الورق ، صلب عسر الإنقلاع . و لهذا النبات أصل غليظ و ينبت في أرضين غامرة و سياجات ، و قد يلتف على ما كان بالقرب منه من النبات ، و قد يجمع ثمره إذا نضج و يجفف في الظل "... ثم أورد ابن البيطار استعمالات هذا النبات عند كل من ديسقوردس و جالينوس . و مما قاله عن ديسقوريدس :" أنه زعم أن الحد في شربه تسعة وثلاثون يوما . و زعم أنه جرب ذلك منه و امتحن ، و زعم أيضامع هذا أنه إذا شربه الإنسان صاربوله منذ أول يوم شربه بولا دمويا "... و بالمادة استعمالات كثيرة يرجع إليها في متن الكتاب بمكتبة الوراق ./هـ... و علق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" على الرغم من عنوان المادة ، فإننا اعتمدنا تسمية Fraas لها. ذلك اننا نجد بهامش الترجمة العربية لكتاب ديسقوريدس  تعليقا هو :" قال ابن البيطار أنه { صريمة الجدي } ، إلا أن { صريمة الجدي } هو { سلطان الجبل } ". و بالفعل ، و في مادة { صريمة الجدي } ، رقم 1395 ، نجد مقولة لديسقوريدس هي وصف للنوع الثاني من cyclamen ، kuklaminos hetera  ، قال عنه ابن البيطار أنه { سلطان الجبل } ، و المتفق عليه عادة أنه النوع المسمى علميا Lonicera periclymenon ، و بالفرنسية chèvre-feuille . و ليس مستغربا أن يضطرب تعريف كاتبنا في مادة تضاربت فيها أقوال المحققين .[ انظر الرقم 1395 ، و انظر كذلك cyclamen  ، بالرقم 1829] .  

            ورد نفس النبات باسم { فارقلومانـُن  } = Periclymenon ، في كتاب : " تفسير كتاب ديسقوريدس " لإبن البيطار ، قال فيه :" هو نوع من { ققلامينوس } الثاني المذكور في المقالة الثانية ، و هو { صريمة الجدي } ، وأعرفه بعينه و لا أعلم له اسما يعرف به ، و ذكره جالينوس في المقالة الثامنة ". انتهى قول ابن البيطار .  

            ويعرف د.أحمد عيسى هذا النبات بقوله : Lonicera periclymenum L. = فـاريـقــلومَـنُـن [ يونانية ] ـ صريمة الجـدي ، من فصيلة الخمانيات Caprifoliacées ، و من أسمائه المرادفة : Caprifolium , Mater silvana , Periclymenum   ،و من أسمائه الفرنسية Chèvre-feuilles des bois ، و من أسمائه الإنجليزية Wood-bine   .

            ملاحظة لي : من نتيجة جهل القدامى لعلاقات القرابة  الموجودة بين النباتات ، تلكم العلاقات المعتمدة في علم التصنيف ، لجمع النباتات في فصائل و أجناس و أنواع ، فإن اعتمادهم الأساسي يبقى مركزا على الإسم الخاص بالنبات . و بما أن الكثير من أسماء النباتات الطبية ، في الطب العربي ، هي أسماء معربة عن اليونانية خاصة ، فإن تشابه و تقارب رسم بعض أسماء النباتات قد أدى إلى التباس في تحديد أشخاصها . و لقد لاحظت هذا في حالات كثيرة لا يسمح المقام بذكرها، و أكتفي هنا بالإشارة إلى  التشابه الحاصل بين إسم { kuklaminos } و تعريبه { ققلامنـس  أو ققلامـنـن } و هو عند المحققين النبات المسمى علميا Cyclamen europaeum ، من فصيلة الربيعيات Primulacées ، و بين سم {  Kuklaminos helera} ، و اسمه العلمي Lonicera caprifolium ، و من اسمائه { صريمة الجدي } من فصيلة الخمانيات Caprifoliacées  . و الفصل في مثل هذه الإختلافات ، يحتاج إلى أبحاث معقدة و طويلة تعتمد أساسا على الأوصاف المورفولوجية المذكورة للنبات عند القدامى ، و مقارنتها بأوصاف كل النباتات التي التبس الأمر في تحديد أشخاصها. هذا بالإضاف إلى الإستعمالات الطبية المذكورة لها ، و طبيعة المواد الفعالة المعروفة و المحددة  فيها .

            و نفس الملاحظة  ـ مثلا ـ تبقى واردة بالنسبة للمفردة رقم 233 الآتي ذكرها ، و سبب الإلتباس ، تشابه اسم { Betonica = باطانيخى }من فصيل القرنفليات Caryophyllacées ، و بين اسم { قاطاننخي } يونانية Catananche و هي من فصيلة القرنيات Légumineuses ، و غيرهما كثير . و مما يزيد الطين بلة كما يقال ، أخطاء و سهو الخطاطين بالزيادة و النقصان  في رسم  أسماء المفردات أثناء نسخهم للمخطوطات الطبية .

.......... الهامش : * Fraas : من المترجمين. لم أعثر بعد على ترجمة حياته . [1] : يكتب هذا الإسم محرفا على شكل " سـقـلـيـون " بالنسخ المتداولة من الجامع ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] يكتب محرفا على شكل " قلومايـن " ، و التصحيح عن لوكليرك . [3] يقول الشهابي :"  التمنش = جنبة = arbuste : و لا يجوزتسميتها شجيرة ، لأن الشجيرة تكبر فتصير شجرة ، أما الجنبة فلا تكبر . و وردت الجنبة بهذا المعنى في اللسان :" ما كان في نبتته بين البقل و الشجر ". و الجنبة أصلح من " تمنش " اليونانية التي استعملها ابن البيطار بهذا المعنى ". انتهى كلام الشهابي في معجمه الزراعي . [4] ترجم لوكليرك هذا المقطع بما معناه " جنبة قليلة الأغصان " . و هي فعلاجنبة ذات أغصان ، و إن كانت قليلة .

 

*لحسن بنلفقيه
4 - نوفمبر - 2005
المفردة 233 بجامع ابن البيطار : { باطانـَـنـْـخـي } = Catanance*    كن أول من يقيّم
 

 

قال ابن البيطار :" قال ديسقوريدس في الرابعة : هو نبات منه صنف له ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي يقال له { قورونوبس = Coronopus }[1] ، و أصل دقيق مثل أصل { الإذخر = Schoenanthe } ، و ستة أو سبعة رؤوس فيها ثمر شبيه بحب { الكرسنة = Orobe } . و إذا جف هذا النبات انحنت ارؤوس إلى أسفل ، و كان شكلها شبيها بشكل مخاليب الحدأة الميتة . و منه  صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير[?] ، و أصل مثل حبة الزيتون ، وورق[2] شبيه في شكله بورق الزيتون إلا أنه ألين ، و له ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة ، كأنه { حمص } أخضر [?] . و قد يزعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان التحبيب [3] ، ويقال أن نساء البلاد التي يقال لها " أنطاليا [4] يستعملنها "./هـ...

 

            يعلق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :" نجد هنا مثالا صارخا عن تحريف رسم الأسماء بسبب تغيير وضع نقط بعض حروفها ، و نتيجة لذلك يُـقـرأ " باطاننخـى " مكان " قاطننخـى " . و نجد المفردة بموضعها الصحيح بالرقم 1724[5] . أما فيما يخص تحديد شخص النبات فهناك اختلاف :  Sprengel يرى  ، مع غياب كل حجة ، أنه النبات المسمى Ornithopus compessus ، وهو رأي Sontheimer   و Littré بتحفظ . و نجد بهامش المخطوط رقم 1071 { قاطاننقى } و { قاطانغكى } ، و هنا نجد الحرف  y   الإغريقى معوضا بـ غ و ينطق ن ". انتهى تعليق لوكليرك .

           

            و لي هنا ملاحظة هامة عن هذه الفقرة . ذلكم أنني  أرى  أن جميع المترجمين لكتاب الجامع   لم ينتبهوا  إليها ، و سأحاول بيانها ، و هي أن هذا التعريف يتكلم عن نباتين اثنين ينتميان لفصيلتين مختلفتين و جنسين مختلفين ، لا إلى نوعين من  جنس واحد كما ظن المترجمون . و النباتان الموصوفان هما :

 

.        ـ النبات  الأول : و هو " الصنف " ذو الأوراق الشبيهة بأوراق النبات الذي يقال له { قورونوس } ، وهو من فصيلة القرنيات ، والدليل على ذلك شكل ثماره الشبيهة بثمار الكرسنة ، و هذه الأخيرة أيضا من القرنيات . و هذا النبات  هو المسمى علميا Ornithopus compressus L. . و أعرف هذا الجنس جيدا لأني سبق لي أن تعشبت نوعا منه في 10/03/1989  ، ببقعة بورية بدكالة . و النوع  الذي تعشبت و صنفت هو Ornithopus perpusillus L. ، إسمه الفرنسي هو Ornithope délicat ، من القرنيات.

 

.        ـ النبات  الثاني  هو " الصنف "  الذي قيل فيه :" و منه صنف آخر ، له رؤوس مثل التفاح ? الصغير ... و هو الذي قيل عنه أن نساء أنطاليا يستعملنه في التحبب أو التحبيب . و هو الذي يحمل اسم Catanance   أو Catananche ، و هو نبات من فصيلة أخرى غير فصيلة  النبات الأول ، و لا توجد أي  قرابة بينهما . فإذا كان النبات الأول من فصيلة القرنيات Légumineues ، فإن هذا النبات  الثاني هو من فصيلة المركبات Composées أو Astéracées ، و إسمه العلمي هو Catananche caerulea L. ، إسمه العلمي  الفرنسي هو Catananche bleue ، و إسمه الفرنسي الشائع هو Cupidone كما جاء في مبحث نباتات فرنسا و سويسرا و بلجيكا ، ص 183 . و اسمه  Cupidone هذا هو بيت القصيد نه مشتق من إسم آلهة الحب عند الإغريق Cupidon ، و هذا ما يفسر قول ديسقوريدس  و بلينوس  الإغريقيين : أن هذا النبات يستعمل في التحبيب أو للشهوة الجنسية خاصة .

 

و الغريب في الأمر ، أن د.أحمد عيسى أيضا لم ينتبه لهذا فأورد إسم النباتين في تعريف واحد قال في معجمه :" Ornithopus compressus L. = قاطاننخى  [ يونانية Catananche ، و تأويله { كف العقاب } ] ـ ظفر النسر ـ ظفر العقاب ـ مخلب السبع . من فصيلة القرنيات "./هـ...  انتهى تعريف أحمد عيسى للنبات . و في هذا التعريف إسم دخيل  في غير محله ،و هو Catananche لأنه  علاقة له البثة بالنبات المعرّف هنا .

            ذكر أحمد عيسى نوعا لجنس Catananche   ، سماه  Catananche graeca و قال عنه في الصفحة 43 : " أنظر Tournfortii Coss. Hymenonema ".

و قال في صفحة 95  : "Hymenonema Tournfortii Coss. = ظفر النسر ـ قاطاننقى ـ [ ونانية و تأويله كف العقاب ] ـ كف النسر ، من فصيلة المركبات Composées ، من أسمائها المرادفة Catananche graeca L. ، و Hymenonema graecum D.C. "./هـ... انتهى ما نقل من معجم أسماء النبات للدكتور أحمد عيسى رحمه الله . و الواضح أن جميع الأسماء الواردة في هذا التعريف تخص النبات المسمى Ornithopus compressus L. لأنه هو المشبه بكف العقاب و النسر نظرا لشكل ثماره القرنية التي تشبه المخالب . أما نبات Catananche   فليس له أي شبه لا بظفر العقاب و لا بكف النسر ، و لا يحمل أي اسم من هذا القبيل ، ولي تحفظ  بالنسة لشكل ثماره المشبهة بالتفاح الصغير .

           

            بَـقِـيَ  أن أقول انني أعتمد كتاب " معجم أسماء النبات " للدكتور أحمد عيسى منذ عقود ، في تحقيق اسمء النبات ، و هذه أول مرة أجد فيه مثل هذا الخلط و الإلتباس ، ليصح قول من قال :" لكل جواد كبوة و لكل عالم هفوة  " أو كما قيل . و الله أعلم .

 

........الهامش : * كما  تكتب على شكل Catananche ، و هي لفظة لاتينية ، أوردها معجم " غافيوط " الفرسي اللاتيني و عرفها بأنها نبات طبي يستعمل كمشروب يهيج الشهوة الجنسية  philtre  ، عن " بلينوس = Pline " . [1] تكتب محرفة على شكل " قورونولس " ، و التصحيح عن لوكليرك . [2] ترد هذه الفقرة في النسخة المتداولة على شكل :" و أصل مثل حبة الزيتون ، و أصل شبيه في شكله ورق الزيتون إلا أنه ألين "، و التصحيح عن لوكليرك . [3]  أي المحبة l'amour . [4]  = Thessalie بلدة يونانية . [5] المفردة رقم 1724 بجامع ابن البيطار هي :{ قاطاننقى } عند لوكليرك ، و { قاطانيقى } بكتاب الجامع [ج 4 ـ ص 2]  فيها :" هذا الإسم معناه " كف العقاب "...  بعدها يأتي نص التعريف المذكور أعلاه ، مع تغيير طفيف في آخره : مثل :" كأنها حمص أحمر " مكان أخضر ، و مثل :" و يقال أن نساء البلاد التي يقال لها "أنطاليا " يستعملنها في التحبب ". و أورد لوكليرك اسم المفردة هنا على شكل Calananche de Dioscorides ، و هو تحريف Catananche .

 

*لحسن بنلفقيه
5 - نوفمبر - 2005
صورة للنبات المعني    كن أول من يقيّم
 

السيد الفاضل حسن

نشكر لك جهودك العظيمة في هذا الموقع وياليت لو امكن اضافة صورة للنبته التي تعنيها ( البامية ) وبارك الله فيك ومن تحب .

maha
6 - نوفمبر - 2005
حول نشر صور النبات الطبي بالموقع    كن أول من يقيّم
 
أتمنى أن يسمح الموقع بنشر صور خاصة بالنبات الطبي ، لأن في ذلك فائدة عظيمة لإظهار أشاص النباتات أو الأجزاء المستعملة منها ، و المعروضة في الصيدليات و عند العطارين قصد التعرف عليها . و لقد فاتحت المسؤولين عن هذا و أنتظر موافقتهم .
*لحسن بنلفقيه
7 - نوفمبر - 2005
إلى الصيدلاني يوسف    كن أول من يقيّم
 

معذرة عن هذا التأخير، فلسبب ما ، لم أطلع على كلمتك الطيبة إلا يومنا هذا .

أعتزب اهتمامك و متابعتك لكتاباتي  و هي منحصرة الآن في التعريف بأسماء و أشخاص النبات الطبي عند العرب ، لأنها كما قلت ألغار محيرة ، تسببت في بقاء كتب الطب العربي بعيدا عن متناول القراء العرب ، على اختلاف اهتماماتهم و مستوياتهم  الثقافية .

أما عن الكتاب المشار إليه آنفا ، فهو للأستاذ الدكتور محمد عبد الباسط ، الخبير بالنبات الطبي ، و المهتم بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم و الطب النبوي .  و العزم معقود على شراء نسخة من الكتاب قريبا إن شاء الله .

فشكرا لك على اهتمامك و أريحيتك . و مرحبا بكل مشاركة أو توجيه من مختص مثلك .

*لحسن بنلفقيه
7 - نوفمبر - 2005
رد    كن أول من يقيّم
 

الأخ حسن شكرا على ردك الطيب وأود أن أسألك بصفتك صاحب خبرة في مجال الأعشاب عن وصفة مجربة لعلاج العقم عند الرجال وأود أن ترشح لي بعض اسماء الكتب المفيدة للأعشاب حيث أني أحرص على اقتناء هذه الكتب والقراءة في كل ما هو جديد في هذا المجال كما أني متشوق لكي تكمل بقية المفردات لإبن البيطار فالواضح أن هذا الأمر يأخذ وقت طويل وأنا لا أطيق صبرا

yousef
8 - نوفمبر - 2005
المفردة 234 بجامع ابن البيطار : { بـابــلـص } = * Peplis = Pavot écumeux    كن أول من يقيّم
 

جاء في النسخة المعتمدة من كتاب الجامع في مدخل هذه الفقرة مانصه :" هو نوع من { الخشخاش }"./هـ.....و أول ملاحظة  تستوقف الباحث هنا هي هذه المقولة التي لم يذكرها لوكليرك و  لم يترجمها و لم يشر إلى وجودها في إحدى المخطوطات المعتمدة من جانبه ، و هذا ما يدفع إلى الشك في كونها إضافة طرأت على النسخة الأصلية ، أم هي أصلية سقطت سهوا من بعض النسخ ? و { الخشخاش } كما سبق الذكر هو جنس Papaver  ، إلا أن لوكليرك و Fraas يذهبان إلى أن هذا النبات من جنس { اليتوع  أو الفربيون = Euphorbia } . إلا أنني تأكدت من أن العبارة أصلية و إن لم يذكرها لوكليرك و لم يترجمها ، و لم يعتمدها، و أن النبات من جنس { الخشخاش } ، لأن ابن البيطار نفسه نقل عن ديسقوريدس أن لهذا النبات اسم آخر هو { مـيـقـن أفـرود س}، و هو نوع من الخشخاش كما سيأتي بيانه .

 قال ابن البيطار مباشرة بعد هذا المدخل :" قال ديسقوريدس في الرابعة : من الناس من يسميه " شوقا "[1] ، و منهم من يسميه " مـيـقـن أفرودوس "[2] : و هو تمنش صغير ملآن من لبن ، و له ورق صغار شبيهة بورق { السذاب } إلا أنه أعرض منه ، و حمة هذا النبات مستديرة منبسطة على الأرض . و قطر الحمة يكون نحو شبر ، و تحت الورق ثمر صغار مستديرة أصغر من ثمر { الخشخاش الأبيض } . و هذا النبات كثير الثمر ، و له أصل واحد لا ينتفع به في الطب ، و مخرج هذا النبات كله منه ، و ينبت في البساتين و بين الكروم ، و يجمع في أيام الحصاد و يجفف في الظل ، و يقلب دائما . و أما ثمره فإنه يدق و يسف [3] ثم يرفع . و إذا شـُرِبَ منه مقدار " كسوثافن " [4] بــ"قـوانـوس " [5] من الشراب الذي يقال له { إدرومالي } [6] ، أسهل بلغما و مِـرة ، و قد يخلط بالطبيخ . و إذا أكِـلَ أسْهَـلَ ، و قد يعمل بالماء و الملح . و قال جالينوس في الثامنة : و هذا أيضا من أنواع  النبات الذي له لبن ، و هو شبيه بــ{ اليتوع }[7] في أنه يسهل مثل إسهاله و  سائر خصاله كلها ". انتهى مقال ابن البيطار بجامعه . ... و قد تبين جليا أن المقصود هنا هو نوع من { الخشخاش }، كما يفهم من قول ابن البيطار و كما حققه د. أحمد عيسى ، شبيه بنبات { الفربيون } في شكله و كونه له لبن مثل اليتوعات ، و شبيه له في خاصية الإسهل  لأن " الخشخاش " يسهل البطن و يطلقها مثل " اللفربيون " و كما قال جالينوس ، و ليس " بابلص" بنوع من { الفربيون } كما ظن لوكليرك و غيره ، بل هو شبيه له.

                         ملاحظة :

                         نجد في هذه المادة كسابقتيْها مثالا آخر صارخا لتشابه الأسماء المعربة ، و ما يسببه هذا التشابه من التباس و أخطاء في تحقيق اسماء الكثير من  المفردات .  الأسمان المتشابهان هما : " بابلس Peplos  " و " بابلص Peplis  " . و إليكم التمييز بينهما :

.                            ـ قال ابن البيطار عن هذه المفردة أنها من أنواع الخشخاش أي Pavot [ = Papaver ] ، و لاحظنا أن لوكليرك لم يترجم هذه الفقرة .

وقال ابن البيطار كذلك ، نقلا عن ديسقوريدس في الرابعة : " أن من الناس من يسميه { ميـقـن أفرود س} .

و طرأ هنا طارئ ألاحظه لأول مرة في كتاب الجامع ، و هو باختصار شديد ما يلي كملاحظة عامة عن تنظيم مواد الكتاب من أوله إلى آخره : من المعتاد في كتاب الجامع أن توضع علامة النجمة [ كهذه : * ] في بداية كل فقرة منسوبة إلى طبيب عربي أو إغريقي نقل عنه ابن البيطارإسم نبات  أو صف نبات أو وصفة علاج . فمن اصطلاح الكتاب إن وجدت مثلا :" * ديسقوريدس :....." فهذا معناه أن النجمة هنا تشير إلى بداية ما نقل من طرف ابن البيطار عن ديسقوريدس . و إذا وجدت : * الرازي :... فالنجمة علامة انتهاء ما نقل عن الطبيب السابق ذكره و بداية ما نقل عن الطبيب اللاحق ، و هو في مثالنا هذا هو الرازي  مثلا . و متى وُجٍـدت علامة : * لـي :... فهي خاصة بأبن البيطار أي صاحب الكتاب و ملاحظاته . و أعود بعد هذا الشرح إلى الملاحظة الغريـبة الخاصة بهذه الفقرة ، و هي اننا نجد في الكتاب ما يلي : [ ... و منهم من يسميه مـيـقـن. * أفرود س ....] و وجود النجمة هنا ما بين لفظتيْ { مـيـقـن } و { أفـرود س } ، جعلني أظن في أول قراءة لي لهذا النص ، أن " أفرود س " هنا هو اسم طبيب إغريقي .لأن اصطلاح وجود النجمة قبله يعني ذلك . إلا انني وجدت الإسم الصريح الكامل " Mecon aphrodes= مـيـقـن أفـرود س " بالمعجم الفرنسي ـ اللاتيني " غافيوط".

و نجد بكتاب " تفسير كتاب ديسقوريد س " لإبن البيطار [ بالمادة رقم 61 من المقالة الرابعة ما نصه :" { ميقن أفروذ س } = تأويله { الخشخاش الزبدي } ، و سمي بذلك لشدة بياضه . و ذكره جالينوس في السابعة أيضا "./هـ... }.

ونجد بالمعجم الفرنسي ـ اللاتيني لغافيوط ، و بصريح العبارة : Aphrodes  = écumeux  بمعنى الزبـدي ، و يعطي المعجم  كمثال     إسم : ? Mecon aphrodes ?  المنقول عن " بلينوس" الإغريقي [ فقرة و كتاب : 27، 119] .

كما نجد بنفس المعجم ما نصه : " Meconium  = الأفيون = Opium ،  plante appelée Peplis  و معناه : " نبات يسمى { بابلص } [ أو { بابلس}   و هو نوع من { الخشخاش }] ، قاله بلينوس الإغريقي و بنفس المرجع [ فقرة و كتاب 27 ، 119 ] . و نجد كذلك ، و بنفس المعجم ما نصه :" Peplis   méconium = " نقلا عن بلينوس ، و في نفس المرجع .

و الإسم العلمي للنبات عند أحمد عيسى هو Papaver somniferum L.  ، ;و عصارته { الأفيون }  , { ميقون }  [ يونانية Mekon ] . { بابلس } [ = بذر الخشخاش Peplos  ] "./هـ.......

و الغريب أن لوكليرك نفسه ترجم " ميقن أفرود س " إلى  " pavot écumeux  " بمعنى أنه { الخشخاش الزبدي } و لم يعتمده في تحقيق اسم المفردة و قال انها نوع من " الفربيون "  .

 

             خلاصة القول ، أن المقصود هنا باسم { بابلص } هو النوع من الخشخاش المسمى عند الإغريق باسم { مـيـقــن أفـرود س } ، و لعل الإسم يطلق هنا اصطلاحا على " بذر الخشخاش " ، أما عصارته فهي  المعروفة باسم " الأفيون " . بقي أن أشير إلى

                         *ـ الإسم الثاني الشبيه بالأول هو Peplos{ بابلس } و يطلق على نوع من {  اليتوع = Euphorbe }.

جاء بالمعجم الفرنسي ـ اللاتيني لغافيوط مانصه : Peplium = Sorte d ' Euphorbe   ، بمعنى نوع من " اليتوع " أو نوع من " الفربيون " .و هذا ما ذهب إليه لوكليرك و غيره . و لا فائدة من إطالة الكلام هنا .

 

.......الهامش :  * = حققها لوكليرك على أنها :   Euphorbia Peplos .[1] : ترجمها لوكليرك إلى " سوقي Souky " . [2] : ترجم لوكليرك هذا الإسم إلى " Pavot écumeux  " ، و هو نبات من جنس { الخشخاش = Pavot } . و نجد بمعجم أسماء النبات أن { ميقون = Mikon } = بابلس [ بذر الخشخاش Peplos  [3] :  بمعنى يُمْرَس و يُحْتفظ به إلى حين استعماله ، لا أنه يؤخذ سفوفا كما قد يفهم . [4] : ترجمه لوكليرك إلى    acétabule . [5] : ترجمه لوكليرك إلى : cyathe . [6] ترجمه لوكليرك إلى hydromel ، و هو نبيذ العسل . [7] { اليتوع } هو { الفربيون = Euphorbia } ,

 

*لحسن بنلفقيه
9 - نوفمبر - 2005
اريد عنوان بريدك    كن أول من يقيّم
 

الاخ حسن جزاك الله خيرا على هذا الكتاب القيم .. ارجو التكرم بارسال بريدك الإكتروني على بريدي

 

hopless85@hotmail.com

 

من اجل مناقشة مختصرة حول الكتاب

hopless
9 - نوفمبر - 2005
 27  28  29  30  31