البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : فن التقطيع الشعري    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 عمر خلوف 
1 - فبراير - 2008
فنُّ التقطيع الشِّعري
طريقة علمية جديدة لتقطيع الشعر ومعرفة بحوره


إنّ لقضيّةِ التقطيعِ الشعري ومعرفةِ البحر أهميةً عظيمة، وإجادتـُها من أهمِّ مباحث علم العروض، فهي غايةُ هذا العلم وثمرتُه العملية، وهي مبتغى طالبِ هذا العلم سواءً أكان شاعراً أم ناقداً أم محققاً أم باحثاً. وكثيراً ما يقفُ المرء أمام بيتٍ من الشعر يتساءل من أي بحرٍ هو؟
وحتى الآن بقيتْ عمليةُ إيجادِ الوزن غامضةً، يصعبُ معها الوصولُ إلى معرفةِ بحر البيت المقصود، فهي تعتمدُ عندهم على تحليلِ البيت بإعادة كتابته كتابةً طلّسمية منفِّرة تدعى (الكتابةَ العروضية)، ثم تركيبِهِ بطريقةٍ هي الأخرى مملّة، تعتمد على الحدْسِ والتخمين والمحاولة والتجريب.. وكثيراً ما يحتاج المرء للوصول إلى البحر إلى جهْدٍ ومشقّةٍ بالغَين، وذلك لما في الشعر عادةً من تغييرات (زحافات)، تؤدّي في أبسط حالاتـها إلى ابتعاد البحر عن شكله النموذجيّ المعروف. بل إن التقطيعَ عندهم يبتدئ بمعرفةِ البحر، وهو المجهول الذي نبحث عنه.
وقد زهدت معظمُ كتُبِ العروض في عرض هذه القضية المشكلة، ولم تتعرّض لما يواجه المتدرِّبَ من صعوبات.. ولم تستطعْ الكتبُ القليلة التي تعرّضت لها أن تُقدّم طريقةً علمية ميسرة لمعرفة البحر.

وهذه المقالة هي خلاصةُ جهد الكاتب في إيجاد طريقة علمية ميسّرة لتقطيع الشعر ومعرفة بحوره، تتلخص في أربع خطواتٍ سهلةِ الحفظ والتطبيق:
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بحر مستحدث    كن أول من يقيّم
 
وهذا مثال تطبيقي على بحر مستحدث، أهديه لأستاذنا زهير، وللأخ محمد هشام، وللسراة الأفاضل.
تقول نازك الملائكة:
                      سُمْرَتُها عسَلٌ سائلٌ       لِلْحُسْنِ في خَدّها رَقْرَقَهْ
1- ترميز البيت: ///ه  ///ه   /ه //ه      /ه /ه  //ه  /ه //ه /ه//ه
2- تأصيل البيت: في الشطر الأول فقط فاصلتان عارضتان، فتُردان إلى أصليهما ( /ه//ه ).
               /ه//ه  /ه//ه  /ه //ه      /ه /ه //ه  /ه //ه /ه//ه
3- تحديد التفاعيل: يبدأ البيت بسببين، لذا نضع قاطعاً بعد كل وتد.
                /ه/ه//ه- /ه//ه- /ه//ه      /ه/ه//ه- /ه//ه- /ه//ه
                مستفعلن  فاعلن  فاعلن       مستفعلن  فاعلن  فاعلن
4- تحديد البحر: بمقارنة التفاعيل الناتجة مع جدول البحور نصل إلى أن البيت من (البحر اللاحق)[1]. وكانت صياغته هي:
                  مستعِلن   فعِلن  فاعلن        مستفعلن  فاعلن  فاعلن


[1] وهو من الأوزان المستحدثة. أشار إليه الجوهري -عَرَضاً- فجعله من مخلع البسيط!! (عروض الورقة ص29). في حين أشار إليه القرطاجنّي وزناً أندلسيّاً مستحدثاً دون تسميته (منهاج البلغاء ص241). بحور لم يؤصلها الخليل، للمؤلف (تحت الطبع).
*عمر خلوف
7 - فبراير - 2008
ردّي على مداخلات أخي د.صبري    كن أول من يقيّم
 
أيها الحبيب الأريب..
أشكرك جزيل الشكر على ما أوليت هذا الملخص من جليل عنايتك وملاحظاتك، التي تدل بلا ريب على نظرة دقيقة ناقدة حصيفة، وأقول: أشرت في المقدمة المقتضبة إلى أن هذه المقالة ملخِّصة لكتاب، فلا يمكن فيها شرح جل ما ذكرت.
ففي الكتاب (مرحلة تأسيسية) حرصت فيها على السير في تعليم الطريقة للمبتدئ خطوة خطوة، بشرح مبسط لكيفية تحليل البيت الشعري أولاً إلى مكوناته الأولية من الحركات والسكنات، ثم شرحٍ للمقاطع العروضية، مع تبسيط تعريفها بالقول: "فالمقطع العروضي ينتهي دائماً بسكون، ولذلك يمكن الاستدلال على نهايات المقاطع بالسكنات".
ثم شرحت التفاعيل الثمانية (لا العشرة يا دكتور صبري)، وما تتعرض له من تغييرات عارضة، (مع التركيز على الشائع منها فقط) كما تقول.
ثم عرضت جدولاً خاصاً لبحور الشعر الثمانية عشرة (لا الستة عشرة)، مرتبةً ترتيباً منطقياً خاصاً يسهل العودة إليها.
ولم أستخدم في طريقتي هذه من مصطلحات العروض الهائلة، أكثر من أسماء المقاطع العروضية، والتي قلتُ عنها: إن "أسماء المقاطع العروضية - كمصطلحات العروض الأخرى - لم تعد توحي بالمراد منها، وكان بودّي وضع مصطلحات موحية أخرى".
أشكرك يا أخي الحبيب أن أتحت لي العودة إلى ما كتبته قبل أكثر من خمس عشرة سنة.
تقبل تحياتي ومودتي
عمر خلوف
*عمر خلوف
7 - فبراير - 2008
شكرًا يا أمير العروض    كن أول من يقيّم
 
أشكر أستاذي أمير العروض على هذا التوضيح الذي أنصفني وجعل لي حجة أمام باقي المعلقين. وإنني أدعو باسم كل شُداة هذا العلم الجليل أخانا الأمير أن يزيد الطريقة تفصيلاً، وأن يقوم بعرض تجربته كاملةً، جزاه الله خيرًا.
*صبري أبوحسين
10 - فبراير - 2008
التفاعيل    كن أول من يقيّم
 
أستاذي أنا أعرف أنك ذكرتَ التفاعيل ثمانيةً، وليست عشرًا، وإنما كان الخلاف بيني وبين معلق آخر، فما رأيك أنتَ في قضية عدد التفاعيل؟
*صبري أبوحسين
10 - فبراير - 2008
مقدمة الكتاب    كن أول من يقيّم
 
المقدّمـَـــة
           إن لقضيّةِ التّقطيعِ الشعري ومعرفةِ البحر أهميّةً عظيمةً، وإجادتُها من أهمّ مباحثِ علمِ العروض، فهي غايتُهُ وثمرتُهُ العمليّة، وهي مبتغى طالبِ هذا العلم سواءً أكانَ شاعراً أم ناقداً أم محقّقاً أم باحثاً. فالشاعرُ؛ يحتاجُ -أحياناً- أن يضبطَ ما كتبَه، ليُجنِّبَه زحافاً قبيحاً (أو انحرافاً) خانتْهُ أُذُنُه في إدراكِهِ، ويحتاجُ الناقدُ والمحقِّقُ والباحثُ لمعرفةِ صحيحِ الشعرِ من فاسدِهِ، وضبْطِ كلماتِ البيتِ ضبطاً صحيحاً بعدَ معرفةِ وزنه.
          وكثيراً ما يقفُ المرءُ أمامَ بيتٍ من الشعرِ يتساءل: من أيِّ بحرٍ هو ؟
          وحتى الآن بقيَتْ عمليّةُ إيجاد الوزنِ غامضةً مبهمةً، يصعبُ معها الوصولُ إلى معرفة بحر البيت المقصود، فهي تعتمدُ عندهم على تفكيكِ البيت بإعادةِ كتابته كتابةً طلَّسْميّةً عجيبةً منفِّرةً تدعى (الكتابةَ العروضيةَ)، قاعدتُها: "كلُّ ما يُنطَقُ في اللسانِ يُكتب، وكلُّ ما لايُنطَقُ يُهمل"! ثمَّ يُعاد تركيبُه بطريقةٍ مُملّة، تعتمدُ على الحَدْسِ والتّخمينِ والمحاولةِ والتجريب، بِمُقابلةِ ما نُريد معرفةَ وزْنِهِ مع قوالب الشعر العديدة حركةً بحركةٍ وسكوناً بسكون. وكثيراً ما يحتاجُ المرءُ للوصولِ إلى ذلك إلى جهْدٍ ومشقّةٍ بالغَين، وتكرُّرِ المحاولات، وذلك لِما في الشعر عادةً من زحافات (أو تغييرات)، تؤدّي في أبسطِ حالاتها إلى ابتعادِ البحر عن شكله النموذجيِّ المعروف.
          فبعد شرحه طريقةَ الكتابةِ العروضية؛ يصف المحلّي (-673 هـ) كيفيّةَ الوزْنِ والتقطيع فيقول: "فإذا أردتَ أن تزِنَ بيتاً وتُقطّعَه على مقدارِ الأجزاءِ [التفاعيل] التي يوزَنُ بها فطريقُهُ: أن تنظُرَ في أوّلِ البيت، فإذا كان أوّلُه سببٌ بعدَه وتد [/ه//ه]، فاعرضْ عليه من الأجزاءِ ما أوّلُهُ سبب بعده وتد، وإن كانَ أوّلُه سببان خفيفان [بعدهما وتد /ه/ه//ه] أو ثقيلٌ وخفيف بعدهما وتد [///ه//ه]، فاعرضْ عليه مثله. وإن كان أوله وتد مجموع بعده سبب أو سببان فاعرضْ عليه مثله. ولا تزالُ تمتحنُ متحرّكاتِ أوّل البيت وسواكنَه، ومتحركاتِ الأجزاءِ وسواكنَها حتى تجدَ ما يُوافق أوّلَ البيت. ثمّ ضعْ أوّلَ حرفٍ في البيت بإزاءِ أوّلِ حرفٍ في الجزء [التفعيلة]، وثانيَه بإزاءِ ثانيه، ثمّ قفْ عند ذلك، سواءٌ أكانَ وقوفُك على آخر كلمةٍ أم على بعضها. ثمّ انظرْ في أوّل سائر حروف البيت، كما نظرتَ في أوّل البيت، وخذْ جزءاً يُوافقُه، سواءٌ أكانَ ذلكَ الجزءُ الأوّلَ أم غيره، واصنعْ فيه من مُقابلةِ المتحرّكِ بالمتحرّك والساكنِ بالساكن ما أعلمتُكَ، ثمّ قفْ أيضاً. ولا تزال تفعل ذلكَ حتى تُقطّعَ جميعَ البيت"!!
          بل إن التقطيعَ عند الدّماميني (-817 هـ) شيءٌ أعجب، فهو يبتدئُ عنده بمعرفةِ البحر، وهو المجهولُ الذي نبحثُ عنه أصلاً. يقول: "فإذا عمدنا إلى تقطيعِ البيت وكتابَتِهِ بهذا الهجاء [أي كتابةً عروضيةً] فإننا ننظر أوّلاً في الشعرِ، من أيِّ جنسٍ هو [أي من أيِّ بحر هو!] وننظرُ أجزاءَهُ [أي تفاعيلَه!] التي تَرَكَّبَ منها، ثمّ نضعُ قطعةً من البيت مُقابِلَةً لجُزْءٍ من أجزاءِ التفعيل، بِمقدارِهِ منَ الحركاتِ والسكنات، ونعملُ ذلك في جميعِ أجزاءِ البيت، حتى يصيرَ قِطَعاً بِمقدارِ الأجزاء .."!!
           ولست أدري ما فائدةُ التقطيع إذا ما عُرِفَ البحر؟!!
     وقد زهِدَتْ معظمُ كتُبِ العروضِ في عَرْضِ هذه القضيّةِ المشكلة، ولم تتعرضْ لِما يُواجهُ المُتدرّبَ من صعوباتٍ، فاقتضَبَت المشكلةَ، وعرَضتْها لتبدوَ كأنّها مسألَةً بدَهيّةً سهلةً، بل ربّما تجاوزتْها تماماً. ومَنْ كَتَبَ منهم شيئاً عن التقطيع، وضعَ جُلَّ اهتمامِهِ وتركيزهِ على الخطوةِ الأولى من بحثنا هذا، وتغافَلَ عمّا سواها. يقول د.مصطفى حركات: "ولكنّ التقطيعَ لا يهتمُّ إلاّ بتحديدِ سلسلة السواكنِ والمتحركات .. أمّا تحديدُ الأسبابِ والأوتادِ والتفاعيل والشطر، فإنّ كلَّ ذلك يُتركُ لحَدْسِ القارئ!".
          ولقد شعر بعضُهم بحجمِ المشكلةِ، فنبَّهَ إلى صعوبةِ التقطيع، والعجزِ عنه، حتى لِمَن استوعبَ قواعدَ العروضِ واستظهرَ مسائلَه، ووعى ضوابطَه، ودعا آخرون إلى إعطاءِ الأمرِ أقصى عنايـةٍ ممكنةٍ ، ودراسةِ الإيقاعِ بطريقـةٍ جديدةٍ تُزيلُ تلكَ الصعوبات.
          بل حاولَ بعضُهم الوصولَ إلى طريقةٍ ميسَّرةٍ في التقطيعِ الشعري، فخصَّصَ الأستاذ عبد العليم إبراهيم كتابَه "صفوة العروض" لبحثِ التقطيع الشعري ومحاولةِ تيسيره، إلاّ أنّه لم يُقدّمْ طريقةً علميةً صحيحةً لمعرفةِ البحر، ولم يبتعدْ كثيراً عن طرائقِ التجريبِ والتخمين.
          ومع أنّ د.صفاء خلوصي قد أسمى كتابَه في العروض "فنّ التقطيع الشعري والقافية"، فإنّ الطريقةَ التي عرَضَها جاءت مقتضَبَةً إلى حدّ الابتسار، فلم يزِدْ على القول بأنها تعتمدُ على قانونَيْ: "قابليّة القسْـمة" و"التناظر" دونَ شرحٍ أو تطبيقٍ لأكثرَ من مثالٍ واحدٍ على البحر الطويل. وكان بودّنا لو بسَطَها بسْطاً علمياً ميسَّراً، وعَرَضها على التطبيقِ العملي، ليُعلَمَ مدى جدْواها.
          وربما كانت محاولةُ د.كمال أبو ديب، أوّلَ محاولةٍ علميةٍ تتَّسِمُ بالجِدَّةِ والجِدّيّةِ. فلقد قسَمَ أبو ديب بحورَ الشعر إلى قسمين :
1- ما يبتدئُ بوتد (//ه)؛ حيثُ يُقطَّعُ البيتُ إلى تفاعيلِه بأنْ يُؤخذَ كلُّ وتدٍ مع ما يليهِ من أسباب.
2- ما يبتدئُ بسبب ()؛ ويُقطّعُ البيتُ إلى تفاعيلِهِ بأن يُؤخذَ كلُّ وتدٍ وما يسبقُهُ من أسباب.
          وهي كما ترى طريقةٌ منطقيّةٌ وسهلة، ولكنها أدّتْ إلى إحداثِ تفعيلتين جديدتين (على الأقل):
*      تتركّبُ أولاهما من ثلاثة أسباب فوتد (/ه /ه /ه //ه) وأطلقتُ عليها اسـم
   (مستفعيلَتن).
*      وتتركّبُ الثانية من وتدٍ فثلاثة أسباب (//ه /ه /ه /ه) وأطلقْتُ عليها اسم
   (مفاعيلاتن).
ومِنْ ثَمَّ ابتعدَتْ ستةُ بحورٍ عنده عن شكلِها المعروف:
1- فالرمَلُ يساوي عنده: ( فاعلن مستفعلن مستفعلاتن ).
2- والمديدُ يساوي عنده: ( فاعلن مستفعلن فاعلاتن ).
3- والخفيفُ يساوي عنده: ( فاعلن مستفعيلتن فاعلاتن ).
4- والمنسرحُ يساوي عنده: ( مستفعلن مستفعيلتن فاعلن ).
5- والمقتضَبُ يساوي عنده: ( مستفعيلَتن فاعلن ).
6- والمضارعُ يساوي عنده: ( مفاعيلاتن فعولن ).
     وبغضِّ النظرِ عن هذه الأشكالِ الجديدة، فإنّ هذه الطريقةَ في التقطيع، لا تنطبقُ إلاّ على الأشكالِ النموذجية للبحور. ومعلومٌ طبعاً أن الصعوبةَ تكمنُ في تقطيعِ الأشكالِ المُزاحَفَة التي يزخرُ بها الشعر العربي. وربما لو أُتيحَ لهُ اكتشافُ أشكالِ الزحاف، وقوانين إعادتها إلى أصولها لاقتربتْ طريقتُهُ خطواتٍ كبيرة من الكمال.
          وللدكتور أحمد مستجير دراسةٌ عروضية متميِّزة، حاول أن يُقدِّمَ فيها "رؤيةً مختلفة في موسيقى الشعر"، وأن يُظهرَ ما في الشعر من انتظامٍ رياضيٍّ مُحْكم، يُشيرُ إلى بعض خصائصه. وينصبُّ انتقادُنا له على قبوله -مضْطَرّاً- لبحورٍ مُهْملةٍ؛ كالبحر المطّرد، وأصله عنده هو: (فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن) ثمّ إقراره بعدم استخدامه إلاّ مجزوءاً -بل مبتوراً- بالشكل (فاعلاتن مفاعي)، وهذا عندنا من المتدارك (فاعلن فاعلن فا). وكالبحر الذي أسماه بالدوبيت، وشكله عنده هو: (مفعولاتُ مفعولاتُ مفعولاتُ)!!، وهي تفعيلات بحرٍ مهمل وجدنا عليه بعض الموشحات الأندلسية، ولكن لا علاقةَ له بالدوبيت من قريبٍ ولا بعيد، على الرغم من تطابقِ دليليهما الرقميين عنده أحياناً.
          وأسوأ من ذلك؛ اضطراره إلى قَسْر بعض البحور -التي ابتعدتْ كثيراً عن شكلها العروضيّ المعروف- على تقبّل نظريّته:
1 ـ فالبحر الطويل عنده يساوي: (مفْعولاتُ مفْعولاتُ مستفعلن)!! مما يضطره إلى حذف فاء (مفْعولاتُ) الأولى وجوباً، وإضافة سبب أو سببين إلى آخره وجوباً كذلك. بل ونتيجةً لتطابقِ الدليل الرقمي للطويل -في معلقات امرئ القيس وطرفة وزهير- مع الدليل الرقمي للدوبيت السابق أحياناً، فإنه يعتبر أكثرَ من (40%) من أشطر هذه المعلقات من بحر الدوبيت فعلاً!! وهكذا اختلطت عنده ثلاثةُ بحورٍ متمايزةٍ كلَّ التمايز أصلاً، فأصبحَ البحر الطويلُ وهو أشهرُ البحور وأكثرها استعمالاً يساوي عنده بحراً مهملاً لم تُكتب عليه قصيدةٌ معروفة كما يساوي أيضاً بحراً أعجمياً مستحدثاً هو الدوبيت!!.
2 ـ والبحر البسيط يساوي عنده: (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن)!! مع وجوبِ إضافةِ سببٍ إلى آخره، وتحريكِ نون (فاعلاتن) الثانية!!.
3 ـ والبحر المديد يساوي عنده: (فاعلاتن فاعلاتن مفاعيلن)!!، مع وجوبِ حذف السبب الأخير كذلك.
          أضف إلى ذلك وقوعَه فيما يُوجَّه إلى نظرية الخليل ذاتها من انتقادات وأعني افتراضَه أصولاً لبعضِ البحور ليسَ لها واقعٌ في عالم الشعر.
*    فالبحر المقتضبُ عنده هو: (مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن)، مع وجوبِ حذف (مستفعلن) الأخيرة.
*    والبحر المضارعُ عنده هو: (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن)، بحذف (مفاعيلن) الأخيرة وجوباً كذلك.
          والطريقةُ على تميُّزِها، وخضوعِ معظمِ بحور الشعر لها، تكدُّ الذهنَ بِمتابعة الأرقام الخاصة بِما أسماه الأسبابَ المميِّزة، أو الأرقام الخاصّة بالزّحافات. فلكلِّ تفعيلةٍ أو زحاف رقم، ولكلِّ شطرٍ (أو بحر) دليلٌ للتفاعيل، ودليل رقمي، بل دليلٌ رقمي احتمالي.وللوصول إلى تفاعيل البحر نحتاج دائماً إلى إجراءِ ثلاثِ عملياتِ طرحٍ حسابية. كما لا يزال في طريقته الكثير من حالات التخمين والتجريب، بل والاعتماد على الأحاسيس أحياناً.
*  *  *
        وقد تميّزتْ طريقتنا عمّا سواها، في عدمِ إحداثِ تفاعيلَ أو أشكالٍ جديدة للبحور، وعدم قَسْرِ أيّ بحرٍ على تقبُّلِ قواعدها، وإنما هي وصفٌ واقعيٌّ للبحور كما ورَدَتْ في الاستخدامِ الفعليّ للشعر.
          والجديدُ فيها أيضاً؛ قدرتُها على كشفِ أشكالِ الزّحافِ، وقوانين إعادتها إلى أصولِها النموذجيّة. إذْ أنّ صعوبةَ التقطيع تعودُ كما قلنا إلى وجودِ الزحافِ أو التغيير الذي يبتعد بالبحرِ عن شكله النموذجي المعروف.
          وقد تركّزَ تعديلُنا على إلغاءِ ما يُسمّى بالوتد المفروق ( /ه/والتفاعيل الوهميّة التي تقومُ عليه، وإلغاءِ ما يُسمّى بالسبب الثقيل ( // )، وبالتالي اعتبار الفاصلة ( ///ه ) نواةً إيقاعيةً قائمةً بذاتها وغير قابلةٍ للتجزيء. كما قمنا بترتيبِ البحور ترتيباً منطقيّاً يوحي بخصائصِها، وسرْنا بالبحثِ خطوةً خطوة، لنأخُذَ بيد الطالب إلى ما نُريدُ له معرفتَه.
*عمر خلوف
15 - فبراير - 2008
مفعولاتُ فَعْ- من المقتضب    كن أول من يقيّم
 
نظراً لإعادة فتح الملف على موقع الفصيح، فاسمحوا لي أن أزيد هنا بعض التطبيقات على هذه الطريقة.
 
 
(46) يقول شوقي[1]:
عَتْبُهُ رِضًى       لَيْتَهُ iiعَتَبْ
1- ترميز البيت:     /ه //ه  //ه           //ه   //ه
                     1      2                   1     2       
2- تأصيل البيت: يوجد في الشطر الأول وتدان متجاوران، فنردّ العارض منهما إلى أصله ( /ه /ه ). في حين نترك الوتدين المتجاورين في الشطر الثاني دون تأصيل حتى نُقطِّع الشطر الأول، لوقوعهما في ضرب البيت[2].
                              /ه /ه  //ه          //ه  //ه
                                    1  2  3
3- تحديد التفاعيل: نظراً لظهور 3 أسباب متجاورة في حشو الشطر الأول، لذا نضع قاطعاً بعد الحرف السابع دائماً.
                              /ه /ه /ه/ -            //ه  //ه
                               مفعولاتُ   فَعْ                  
4- تحديد البحر: اعتماداً على الشطر الأول، نستطيع القول أن البيت هو صورة مستحدثة من (البحر المقتضب)، وبالتالي يكون تقطيع الشطر الثاني هو ( مفْعُلاتُ فعْ ).


([1])  الشوقيات 2/14 .
([2])  راجع الملاحظة 2 ص 38 من الكتاب. ومع ذلك فإن التأصيل هنا لا يضر.
*عمر خلوف
23 - نوفمبر - 2008
تطبيق على البحر المنسرح    كن أول من يقيّم
 
(40) يقول أبو فراس الحمداني([1]) 
            عَلِيلَةٌ بالشَّآمِ مُفْرَدَةٌ باتَ بأيدي العِدا مُعَلِّلُها
1- ترميز البيت: //ه //ه /ه //ه //ه ///ه      ///ه     //ه  //ه ///ه
                   1    2                                  1    2       1   2   
2- تأصيل البيت: توجد في البيت 3 مجموعات من الأوتاد المتجاورة، فتُرد الأوتاد العارضة منها (رقم 2) إلى أصولها (/ه/ه). كما يوجد في البيت 3 فواصل عارضة، تُرد إلى (/ه //ه).
                /ه/ه //ه /ه /ه /ه //ه /ه//ه    /ه//ه/ه /ه //ه /ه//ه
                               1  2  3                                1  2  3
3- تحديد التفاعيل: ظهرت بعد التأصيل 3 أسباب متجاورة في حشو كل شطر، لذا نطبّق على البيت قانون التقطيع الرابع؛ فنضع قاطعاً بعد الحرف السابع دائماً.
             /ه/ه//ه- /ه/ه/ه/- /ه/ه//ه    /ه/ه//ه- /ه/ه/ه/- /ه/ه//ه
             مستفعلن  مفعولاتُ  مستفعلن    مستفعلن  مفعولاتُ  مستفعلن
4- تحديـد البحـر : بمقارنة التفاعيل مع جدول تحديد البحور، نصل إلى أن البيت من (البحر المنسرح). وكانت صياغته الأولى هي:
             متفعلن   مفْعُلاتُ   مستَعِلن     مستَعِلن   مفْعُلاتُ   مستَعِلن


([1])  ديوانه ص 263 .
*عمر خلوف
23 - نوفمبر - 2008
تطبيق على البحر الطويل    كن أول من يقيّم
 
(6) يقول المقنع الكندي([1]):
              يُعاتِبُني في الدَّيْنِ قومي iiوإنّما ديونِيَ في أشياءَ تُكْسِبُهمْ حَمْدا
1- ترميز البيت://ه///ه/ه/ه//ه/ه//ه//ه    //ه///ه /ه /ه //ه ///ه /ه/ه
                                      1      2   3
2- تأصيل البيت : في البيت -كما هو واضح- 3 أوتاد متجاورة (موزعة على الشطرين، ورقّمناها كسلسلة واحدة[2])، والوتد الزوجي منها عارضٌ فأصلُهُ سببان (/ه/ه). 
كما يوجد في البيت 3 فواصل عارضة (لأنها متبوعة بأسباب) فأصلُها (/ه//ه). نردّ كلّ عارضٍ إلى أصله.
                     //ه /ه//ه /ه /ه //ه /ه //ه /ه/ه     //ه /ه//ه /ه /ه //ه /ه//ه /ه /ه
3- تحديد التفاعيل : يبدأ البيت بوتد، فنضع قاطعاً قبل كل وتد.
               //ه/ه- //ه/ه/ه- //ه/ه- //ه/ه/ه   //ه/ه- //ه/ه/ه- //ه/ه- //ه/ه/ه
              فعولن  مفاعيلن  فعولن  مفاعيلن    فعولن  مفاعيلن   فعولن   مفاعيلن
4- تحديد البحر : بالمقارنة؛ يتبيّن أن البيت من (البحر الطويل)، وكانت صياغته قبل التأصيل هي:
                 فعولُ  مفاعيلن  فعولن  مفاعِلن    فعولُ  مفاعيلن  فعولُ  مفاعيلن


([1]) حماسة البحتري ص 240.
([2]) انظر الملاحظة 1 ص 36.
*عمر خلوف
23 - نوفمبر - 2008
فن التقطيع الشعري2    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 

أولاً: ترميز البيت: ويعني تحليلَ البيتِ الشعري إلى مكوّناته الأولية من الحركاتِ والسكَنات، بمقابلة الحروفِ المتحركة برمز الحركة ( / ) والحروفِ الساكنة برمز السكون ( ه )، اعتماداً على مبدأ: (كلّ ما يُلفظ يحتسب، وما لا يُلفظ يهمل). حيث تُحتسب الحروفُ المحذوفة إملائياً (كالألف في هذا و لكن..)، ويُحتسبُ الحرفُ المشدّد حرفين؛ ساكنٌ فمتحرك، والمَدّةُ (~) حرفين؛ متحركٌ فساكن، والتنوينُ نوناً ساكنة، كما تُحتسب الحركاتُ المُشبعة للضمائر والقوافي حروفَ مدّ ساكنة مُجانسة لها. في حين تُهمل الحروفُ الزائدة إملائياً ( كالواو في عَمْرو، والألف في مائة وخرجوا.. )، وألفات الوصل، والمدود التي يليها ساكن.. إلخ.


مثال : بِنْتمْ وبِنّـا فما ابْتَلَّتْ جوانِحُنا......شَوْقاً إليكُمْ ولا جفَّتْ مآقينـا
الترميز: /ه/ه //ه/ه //ه /ه /ه //ه ///ه......./ه /ه //ه /ه //ه /ه /ه //ه/ه/ه

حيث احتسبنا المشدّدَ في (بنّا، ابتلّت، جفّت) حرفين؛ ساكنٌ فمتحرك واحتسبنا التنوينَ في (شوقاً) نوناً ساكنة، كما احتسبنا المَدّةَ في (مآقينا) حرفين؛ متحركٌ فساكن. في حين أهملنا ألف (فما) لالتقاء الساكنين، وألف الوصل في (ابتلّت).

ثانياً :تأصيل البيت : ويعني هذا معرفةَ التغييرات العارضة (الزحافات)، إن وجدت، ثُمّ إعادتها إلى أصلها. وتقع هذه التغييرات العارضة على (المقاطع العروضية) التي تتشكل منها البحور وهي ثلاثة مقاطع أصلية:
1 ـ السبب: ويتألف من متحرك فساكن ( /ه ) .
2 ـ الوتـد: ويتألف من متحركين فساكن ( //ه ) .
3 ـ الفاصلة: وتتألف من 3 متحركات فساكن ( ///ه ) .
وتتشكّل كل بحورِ الشعر العربي من تآلفِ الأسباب والأوتاد فقط، إلاّ الكامل والوافر، فيتشكلان من تآلف الفواصل والأوتاد. ولذا تُعتبر الفاصلةُ فيهما أصليةً، وتتميز بأنّـها متبوعةٌ دائماً بوتد وحيد. في حين لا تتآلف الأسباب والفواصل، كما لا تتجاور الأوتاد ولا الفواصل إلاّ بعد الزحاف (التغيير العارض).
فبسبب الزحاف تظهر الأشكال العارضة التالية:
أ) الفاضلة (////ه): وهي مقطعٌ ثانوي، يتألف من أربعة متحركات فساكن، وينشأ عادة من سقوط ساكنيْ سببين متواليين بعدهما وتد (/ه/ه//ه ــ ////ه).
ب) فاصلة عارضة (///ه) في غير الكامل والوافر:
وتنشأ عادةً من سقوطِ ساكنِ سببٍ بعده وتد (/ه//ه ــ ///ه). وهي تختلف عن الأصلية في كونـِها إما متبوعة بسبب، أو بفاصلة أخرى، أو بأكثر من وتد، أو غير متبوعة بشيء.
أي: هي ما سوى الفاصلة الأصلية.
ج) تجاور وتدين فأكثر (//ه //ه ...): فالأشكالَ النموذجية للبحور لا تتجاور فيها الأوتاد كما قلنا.
فإذا تشكلت بعض الأوتاد العارضة بالزحاف ظهر مثل هذا التجاور.
وينشأ الوتد العارض من سقوط الساكن الأول لسببين متجاورين (/ه/ه //ه).
وبمعرفتنا لأشكال الزحاف الثلاثة العارضة في الشعر، نستطيع ردّها إلى أصولها النموذجية بسهولة، اعتماداً على " قواعد التأصيل " الثلاثة التالية:
1- كل فاضلة (////ه) أصلها سببان فوتد (/ه/ه//ه).
2- كل فاصلة عارضة (///ه) أصلها سبب فوتد (/ه//ه).
3- كل وتد عارض (//ه) أصله سببان متتاليان (/ه/ه).
ولمعرفة الأوتاد العارضة، نُرقِّم الأوتادَ المتجاورةَ من اليسارِ إلى اليمين، حيث تدلّ الأرقامُ الزوجيةُ فقط على الأوتادِ العارضة.

مثـال : لدينا سلسلةٌ من الأوتاد المتجاورة : //ه //ه //ه //ه
1- نُرقّم الأوتادَ من اليسار إلى اليمين:  ..... 4..3 . 2. 1
2- نُعيد ما كان رقمه زوجياً إلى سببين:     /ه/ه //ه /ه/ه //ه

ثالثاً: تحديد التفاعيل: أي تقسيمُ البيت - بعد تأصيله - إلى تفاعيله التي يتركب منها .
وهي ثماني تفعيلاتٍ أصلية تنشأ عن كيفية انتظام وتآلف المقاطع العروضية السابقة، ندرجها بأشكالها اللفظية والرمزية في الجدول التالي:
مُتَفاعِلنْ ///ه//ه مفاعَلَتُنْ //ه///ه فعولن //ه/ه مفاعيلن //ه/ه/ه فاعلن /ه//ه فاعلاتن /ه//ه/ه مستفعِلن /ه/ه//ه مفْعولاتُ /ه/ه/ه/
ونعتمد في تحديد التفاعيل على ( قوانين التقطيع ) التالية:
1) إذا ابتدأ البيت بوتد ( //ه )؛ فضع قاطعاً قبل كل وتد.
2) إذا ابتدأ البيت بسبب فوتد ( /ه//ه )؛ فضع قاطعاً قبل كلّ سبب يليه وتد.
3) إذا ابتدأ البيت بسببين أو فاصلة؛ فضعْ قاطعاً بعد كل وتد.
4) إذا تجاورت في حشو البيت بعد تأصيله 3 أسباب متتالية ( /ه /ه /ه )؛ فضع قاطعاً بعد الحرفِ السابع دائماً.
بعد ذلك؛ ضع تحت كل تفعيلةٍ رمزية ما يقابلها من تفاعيلَ لفظية.

رابعاً : تحديد البحر : وذلك بمقارنة مجموعة التفاعيل التي يتركب منها البيت المُقطَّع مع التفاعيل التي يتركب منها كل بحرٍ على حدة.

مثال 1 :   أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا ......... ليومِ كريهةٍ وسَدادِ ثغْرِ
1- الترميز: //ه /ه /ه //ه ///ه //ه /ه ......... //ه ///ه //ه ///ه //ه /ه
حيث احتسبنا الياء المشدّدة في (أيّ) حرفين؛ ساكن فمتحرك، كما احتسبنا التنوين في (فتىً، كريهةًٍ) نوناً ساكنة. بينما أهملنا ألف التفريق بعد الواو في (أضاعوا).
2- تأصيل البيت: يتركب البيت - كما ترى - من أوتاد وأسباب وفواصل.
وجميع الفواصل هنا متبوعة بوتد وحيد، فهي فواصل أصلية (ولا ترد إلا في البحرين الوافر والكامل)، وليس في البيت أشكال عارضة (فاضلة، أوتاد متجاورة). لذا يعتبر البيت نموذجياً، ويمكن تحديد تفاعيله مباشرة.
3- تحديد التفاعيل: يبدأ البيت بوتد، فينطبق عليه قانون التقطيع الأول،
لذا نضع قاطعاً قبل كل وتد، هكذا :
//ه /ه /ه -//ه ///ه -//ه /ه .........//ه ///ه -//ه ///ه -//ه /ه
مفاعيلن     مفاعلَتن    فعولن ........  مفاعلَتن    مفاعلَتن    فعولن
4 - تحديد البحر: واضح أن البيت من (البحر الوافر)، وأن (مفاعيلن) فيه هي التفعيلة البديلة (مفاعلْتن) لورودها إلى جانب (مفاعلَتن).

مثال 2:   يُعاتِبُني في الدَّيْنِ قومي وإنّما........ديونِيَ في أشياءَ تُكْسِبُهمْ حَمْدا
1-الترميز://ه ///ه /ه/ه //ه /ه //ه //ه ...... //ه ///ه /ه/ه //ه ///ه /ه /ه
                                       3   2           1
2- تأصيل البيت: يوجد في البيت 3 فواصل عارضة (لأنها متبوعة بأسباب)، فتُردّ إلى أصلها ( /ه//ه )، كما يوجد 3 أوتاد متجاورة (موزعة على الشطرين) رقمناها من اليسار إلى اليمين، والوتد الزوجي منها عارض، فأصله سببان (/ه/ه). وبذلك يكون تركيب البيت بعد - تأصيله - هو :
//ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه //ه /ه/ه ...... //ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه //ه /ه/ه
3- تحديد التفاعيل :يبدأ البيت بوتد أيضاً، لذا نضع قاطعاً قبل كلّ وتد.
//ه /ه -//ه /ه /ه -//ه /ه -//ه /ه/ه ........ //ه /ه -//ه /ه /ه -//ه /ه -//ه /ه/ه
فعولن    مفاعيلن     فعولن    مفاعيلن ......... فعولن   مفاعيلن    فعولن    مفاعيلن
4- تحديد البحر: واضح أن البيت من (البحر الطويل)، وكانت صياغته قبل التأصيل هي:
فعولُ  مفاعيلن  فعولن  مفاعِلن ......... فعولُ  مفاعيلن  فعولُ  مفاعيلن

مثال 3:   عَرَفَ الدّارَ فحيّا فناحا .......... بعدما كانَ صَحا واستراحا
1-الترميز: ///ه///ه /ه //ه /ه .......... /ه//ه /ه ///ه /ه //ه /ه
2- تأصيل البيت: في البيت 3 فواصل جميعها عارضة (لأنها متبوعة بأسباب)، فتُردّ إلى أصولها (/ه //ه) هكذا:
/ه//ه /ه /ه //ه /ه //ه /ه .......... /ه//ه /ه /ه //ه /ه //ه /ه
3- تحديد التفاعيل: يبدأ البيت بسبب فوتد، فينطبق عليه قانون التقطيع الثاني،
لذا نضع قاطعاً قبل كل سبب يليه وتد.
/ه//ه /ه -/ه //ه -/ه //ه /ه ........... /ه//ه /ه -/ه //ه -/ه //ه /ه
فاعلاتن    فاعلن     فاعلاتن ............ فاعلاتن   فاعلن    فاعلاتن
4- تحديد البحر: بالمقارنة نصل إلى أن البيت من (البحر المديد)، وكانت صياغته قبل التأصيل هي:
فعِلاتن  فعِلن  فاعلاتن ......... فاعلاتن  فعِلن  فاعلاتن

مثال 4: وَنَزَلَ الشّيْبُ ولَمْ نسْتعْدِهِ .......... بريبَةٍ على الشّبابِ فاحْتَمَلْ
1-الترميز: ////ه /ه ///ه /ه/ه //ه .......... //ه //ه //ه //ه //ه //ه
                                      7                6  5   4  3   2   1
2- تأصيل البيت: يوجد في الشطر الأول فاضلة ( فأصلها /ه/ه//ه )، وفاصلة عارضة (فأصلها /ه//ه ). وفي البيت سلسلة من الأوتاد المتجاورة، فيُردّ العارض منها (الأرقام الزوجية) إلى الأصل ( /ه/ه ).
/ه/ه//ه /ه /ه//ه /ه/ه//ه ......... /ه/ه//ه /ه /ه//ه /ه/ه//ه
3- تحديد التفاعيل : يبدأ البيت بسببين، وبالتالي ينطبق عليه قانون التقطيع الثالث،
فنضع قاطعاً بعد كل وتد.
/ه/ه //ه- /ه/ه //ه- /ه/ه //ه ........... /ه/ه //ه- /ه/ه //ه- /ه/ه //ه
مستفعلن   مستفعلن   مستفعلن ........... مستفعلن   مستفعلن   مستفعلن
4 - تحديد البحر : بالمقارنة، يتبين أن البيت من (بحر الرجز).
وكانت صياغته قبل التأصيل هي :
فعِلَـتُن  مستعِلن  مستفعلن .......... متَفْعلن  متَفْعِلن  متَفْعلن

مثال 5 : أبَكَتْ تلكُمُ الحمامةُ أمْ غَنْـ ........... ـنَتْ على فرْعِ غصْنِها المَيّادِ
1-الترميز : ///ه /ه //ه //ه ///ه /ه ................ /ه //ه /ه //ه //ه /ه /ه /ه
                                                                              2  1
2ـ تأصيل البيت: في البيت فاصلتان عارضتان، ووتدان متجاوران في كل شطر، فنرد كلّ عارضٍ إلى أصله:
/ه//ه /ه /ه /ه //ه /ه //ه /ه ............. /ه //ه /ه /ه /ه //ه /ه /ه /ه
3- تحديد التفاعيل: ظهرت بعد التأصيل 3 أسباب متجاورة في كل شطر، لذا نطبق قانون التقطيع الرابع، فنضع قاطعاً بعد الحرف السابع دائماً:
/ه //ه /ه- /ه /ه //ه- /ه //ه /ه ................ /ه //ه /ه- /ه /ه //ه- /ه /ه /ه
فاعلاتن      مستفعلن    فاعلاتن ...............   فاعلاتن      مستفعلن   مفعولن
4- تحديد البحر: بالمقارنة؛ يتضح أن البيت من (البحر الخفيف)، وقد جاء ضربه على (مفعولن).

*عمر خلوف
1 - فبراير - 2008
واجب الشكر والتحية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
حقّ عليّ قبل كل شيء أن أزجي خالص الشكر والتحية إلى جميع الأحبّة من سراة الوراق، وقارئيه.. خاصّاً بالشكر الجزيل الأستاذة الفاضلة ضياء خانم، التي ثبتت الموضوع، وأضاءته بمقدمتها الرائعة.
كما أخص بالشكر أخي الأستاذ سليمان أبو ستة، الذي كان لكتابي الأول: (فن التقطيع الشعري/1993) الفضل في تعرّفي عليه عروضياً مبدعاً، وأستاذاً بارعاً، وكان لدعوته الكريمة (للاستفتاء) أثرها الواضح في هذا الحراك الفاعل.
والشكر موصول إلى (نحلة العلم)، والمتابع الرائع، الدكتور صبري  أبو حسين، وإلى الفاضل الأستاذ عبد الحفيظ على مشاركته الجميلة.
وأخيراً أحيّي أستاذنا الكريم (زهير ظاظا)، وأخانا الحبيب محمد هشام على مشاركتيهما الرائعتين، والتي سأخص كلاًّ منهما بمداخلة مستقلة..
 
للجميع محبتي وودّي وتحيتي
عمر خلوف
*عمر خلوف
7 - فبراير - 2008
 1  2