" فاتقوا الله ويعلّمكم الله" كن أول من يقيّم
اللهم علّمنا وفهّمنا.... آمين. " ...وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد" ( لسان العرب) إذن ، المعنى واحد لُغوياً . والسؤال: هل معنى المصدرين : التبيين ، والتبيُّن واحد؟ الذي يقول : نعم . نسأله : ما معنى( تبينوا) في قوله تعالى" ...إنْ جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"؟ أليس الجواب : فتثبتوا؟ الجواب : بلى. إن ( بيّن)، ومصدره ( تبيين) : مشتركان في الوضوح،غير(تبيّن تبيُّناً). وقولنا : بان الشيء؛ أيْ : وضح ، أو : اتّضح . و( بان):فعل لازم، على حين ( بيّن) : فعل متعدٍّ ، فهو ثلاثي مزيد فيه حرف، وهو التضعيف ، وما معنى الزيادة ؟... أما قولكم : فِرقة قالت : ( تبيُّن) ، وأخرى ( تبْيين) ، فأبلغ ردّ ٍهو: الذين قالوا:(تبيُّن) كانوا على هدى ؛ لأنهم محقِّقون، تابعوا المخطوط :(وهو المصدر) "...وهناك ناحية أخرى تاريخية وثائقية فإنّ النسخ العتيقة من هذا الكتاب – وقد أثبتُّ صورتها في تقديمي للكتاب – تقطع بأنّ عنوانه هو " البيان والتبيُّن " وهذا ما يجده القاريء بوضوح في مصورة مخطوطة كوبريلي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم ( 4370 أدب ) ، وتاريخ كتابتها هو سنة 684 ، وكذلك نقرأ هذا العنوان بوضوح في مصورة مخطوطة مكتبة فيض الله ، وهي في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية تحت رقم ( 887 ) وهناك بحمد الله صورة منها ، وهذه النسخة مكتوبة بخط أبي عمرو محمد بن يوسف بن حجاج اللخمي . وقد قرأها على الإمام أبي ذر ابن محمد بن مسعود الخشني في سنة 587 هج، وكتب هذا الناسخ أنه وجد في آخر السِّفرالذي نسخ منه الثلث الثالث من هذا الكتاب ما نصه : " كتب هذا السفر ، وهو مشتمل على كتاب البيان والتبيُّن نسخة أبي جعفر البغدادي ، وهي النسخة الكاملة ، فتم بعون الله وتأييده في غرة ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلثمئة " . أي بعد وفاة الجاحظ بمدة لا تزيد على 92 سنة . ( عبد السلام هارون). أما الذين قالوا ( التبيين) فإنهم إمّعه ، ولعل المثال أفصح من المقال : إذا كان سيبويه شيخ المذهب البصري، فإن الكسائي شيخ المذهب الكوفي. الآن : تلميذ الكسائي هو الفراء، وله ( معاني القرآن) ، وهو مصدر ، أليس كذلك ؟ . بلى . هذا الرجل يذهب إلى فعلية ( نِعْمَ ) ،و (بِئْس). انظروا كتابه:(1/267-268) ،(2/141-142). ما رأيكم ياسادة ياكرام أن المشهور عن الفراء أنه يذهب إلى اسميتهما : وقد جاء هذا الوهَم من أبي البركات الأنباري، وابن الشجري، ومن لف لفهما:( الإنصاف ، المسألة14، والأمالي الشجرية2/147). يُنظر:( الموفي في النحو الكوفي ،ص86-88، والإشارة إلى تحسين العبارة ،ص52،والتسهيل126، وشرح عمدة الحافظ،ص780). فهل نتابع أخانا الدكتورصبري، القائل:" ثم إن الخطأ الشائع خير من الصواب النادر!!!. أنا-شخصياً- أقول: لساننا العربي مقدس،فوق اللغات كلها، فإذا قرأتُ قوله تعالى :" وما أكثرُ الناسِ ولو حَرَصتَ بمؤمنين" لا أقول إلا ( حَرَصَ)، ولوأن العرب قالت:( حرِصَ).وإذا قرأتُ قوله تعالى : " إنْ تحرِص على هداهم..) ، فلا أقول إلا : حَرَصَ ، يَحرِصُ. وهكذا: نَقَمَ يَنقِمُ من ، وغَفَلَ يَغفُل ، وكَفَل َيَكفُل ؛ لأن كتاب الله أصل الأصول، وإن كان مابعده من المعجمات وكتب اللغة أصلاً ، فكيف الفَرع؟ ولماذا أقول وأكتب المعجمات ؛ لأنّ وزن ( مُفعَل) إذا كان صفة، جُمِع على (مَفاعِل) ككلام الله، وهو صفة من صفاته،( مُصحف، مَصاحف). وأما(مُفعَل)إذا كان اسماً؛ فإنه يُجمع على:(مفعلات)؛ من مثل:( معجم، معجمات). فهل أترك طلابي المقبلين على التعليم غداً ،لا أصوّب أخطاءهم قائلاً : هذه مَهَمة أستاذ آخَر، ،أم أسترعي انتباههم بأنّ:(فِكرة) : تُجمع على ( فِكَر)، لا أفكار. وأمّا( أفكار)،فجَمْع(فِكْر)،أم أقول وأكتب: " ثم إنّ الخطأ الشائع خير من الصواب النادر!!!. أسأل الله القريب المجيب أن يوفقنا جميعاً لخدمة اللسان العربي ؛ غَيرةً على دِين الله وكلامه. |