البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : كتاب (العنوان الصحيح للكتاب)    كن أول من يقيّم
 زهير 
5 - نوفمبر - 2008
قرأت اليوم كتابا نفيسا بعنوان (العنوان الصحيح للكتاب) تأليف الشريف حاتم بن عارف العوني، الناشر (دار عالم الفوائد) (الطبعة الأولى 1419هـ) ومؤلف الكتاب معاصر من أهل مكة المكرمة، ويظهر من اسمه أنه من أحفاد الشريف عون (يرحمه الله) وقرأت عرضا مطولا للكتاب بقلم الأستاذ محمود محمد زكي، يمكن الوصول إليه على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145912  
 
كما يمكن تحميل الكتاب من الموقع نفسه على هذا الرابط:
 
وقد عرف الأستاذ زكي بالشريف حاتم العوني بقوله:
(وقبل أن نبدأ بعرض الكتاب يـَجْمُل أن نُعرِّفَ بمؤلِّفه، فنقول: هو الشيخ الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، عضو هيئة التدريس بقسم الحديث، بكلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة أم القرى. ولد بمدينة الطائف سنة 1385 هـ، واشتغل بالحديث النبوي الشريف وعلومه، حتى تميّز فيه وبرع. وبذل نفسه للتدريس والإفادة فأقام إلى جانب المحاضرات الجامعية: الدروس والدورات العلمية. وقد أثرى المكتبة الحديثيَّة بجملة نافعة من المؤلفات والتحقيقات، فمن مؤلَّفاته أذكر: "المنهج المقترح لفهم المصطلح"، و"المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس: دراسة نظرية وتطبيقية على مرويات الحسن البصري" (وهي رسالته الماجستير)، و"نصائح منهجيّة لطالب علم السنة النبويّة"، و"مصادر السنة ومناهج مصنفيها" (وهو تفريغ لدورة علمية). أمّا تحقيقاته فجاءت جُلَّها لمشيخات وأجزاء حديثيّة، أذكر منها: "مشيخة أبي طاهر ابن أبي السقط"، و"أحاديث الشيوخ الثقات" للأنصاري (وهي رسالته الدكتوراة) قال: (بنى المؤلفُ كتابَه، الذي جاء في مقدمة وخمسة مباحث، مشفوعة بفهرس لأسماء الكتب المـُصوَّبة العناوين على حروف المعجم بأسمائها التي طبعت عليها، ودليل للموضوعات).
قلت أنا زهير: وكان السبب في تعرفي على هذا الكتاب رسالة وصلتني من صديق للوراق من أهل المغرب يسألني فيها عن حقيقة عنوان كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، وهل هو (البيان والتبيُّن) بياء واحدة مضمومة مشددة، وكان هذا هو الصواب كما تجدون ذلك في ردي على هذا السؤال في زاوية التعليق على كتاب (البيان والتبيين) حيث توصلت أثناء البحث إلى ما حكاه الأستاذ الشريف حاتم العوني في كتابه (العنوان الصحيح للكتاب) .
اما الكتب التي تناول المؤلف عناوينها ببيان الصحة فهي (63) كتابا، منها (إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث) لابن قتيبة و(الباعث الحثيث) لأحمد شاكر، و(البحر الزخار) للبزار، و(بغية الراغب المتمني) للنسائي و(بيان الوهم والإيهام) لابن القطان و(البيان والتبيين) للجاحظ، و(تلخيص الحبير) لابن حجر، و(درة الحجال) لابن القاضي و(العبر في خبر من غبر) للذهبي، و(معجم مقاييس اللغة) لابن فارس، و(نسخة أبي مُسهِر) لعبد الأعلى بن مسهر، و(نقعة الصديان فيما جاء على الفعَلان) للصاغاني، و(وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام) للسخاوي 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
والشيء بالشيء يذكر    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة لكل الأساتذة المشاركين، وأخشى أن يكون في كلام الدكتور يحيى ما يحرك ثائرة الدكتور صبري، فهذه الكلمة التي تمثل بها : خطأ شائع خير من صواب نادر ليست من بنات أفكاره، بل هي كلمة تقال، في مواطن كثيرة، بل هو ما اختاره رسول الله (ص) كما في الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنن بألفاظ مختلفة أن عائشة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن الجَدْر =أي الحِجْر= أمن البيت هو ؟ قال: " نعم ".  قلت: فلِمَ لم يدخلوه في البيت ؟ قال: " إن قومك قصرت بهم النفقة ".  قلت: فما شأن بابه مرتفعًا ؟  قال: " فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ". يا عائشة، لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لنقضت الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم " وفي رواية أخرى: " ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألزق بابه بالأرض..
وهذا الحديث من أشهر أحاديث الإسلام، لأن عبد الله ابن الزبير هدم الكعبة كما هو مذكور في تتمة الحديث في بعض الروايات، من ان النبي (ص) أوصى عائشة أن تبلغ وصيته المسلمين بضرورة بناء الكعبة على أساس إبراهيم، واتفق على ذلك جماعة من خيرة الصحابة والتابعين، فهدموا الكعبة وبنوها حسب وصية النبي (ص) ثم لما تمكن الحجاج بن يوسف الثقفي من إطفاء ثورة عبد الله بن الزبير هدم الكعبة من جديد وبناها على ما كانت عليه في عهد الجاهلية، ولم تزل على قواعد بناء الحجاج حتى اليوم. وإنكار كل هذا يعني أن تاريخنا كله في قفص الاتهام. وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمة هذه القصة في كتابه (منهاج السنة النبوية) بما لا مزيد عليه.
قال (ومعلوم أن من أعظم الناس كفرا القرامطة الباطنية الذين قتلوا الحجاج وألقوهم في بئر زمزم وأخذوا الحجر الأسود وبقى عندهم مدة ثم أعادوه وجرى فيه عبرة حتى أعيد ومع هذا فلم يسلطوا على الكعبة بإهانة بل كانت معظمة مشرفة وهم كانوا من أكفر خلق الله تعالى وأما ملوك المسلمين من بني أمية وبني العباس ونوابهم فلا ريب أن أحدا منهم لم يقصد أهانة الكعبة لا نائب يزيد ولا نائب عبد الملك الحجاج بن يوسف ولا غيرهما بل كانوا معظمين للكعبة وإنما كان مقصودهم حصار ابن الزبير والضرب بالمنجنيق كان له لا للكعبة ويزيد لم يهدم الكعبة ولم يقصد إحراقها لا وهو ولا نوبه باتفاق المسلمين ولكن ابن الزبير هدمها تعظيما لها لقصد إعادتها وبنائها على الوجه الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وكانت النار قد أصابت بعض ستائرها فتفجر بعض الحجارة ثم إن عبد الملك أمر الحجاج بإعادتها إلى البناء الذي كانت عليه زمن رسول لله صلى الله عليه وسلم إلا ما زاد في طولها في السماء فأمره أن يدعه فهي على هذه الصفة إلى الان. وهذه مسألة اجتهاد فابن الزبير ومن وافقه من السلف رأوا إعادتها إلى الصفة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لعائشة لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم فإن قرشا حين بنت الكعبة استقصرت ولجعلت لها خلفا قال البخاري يعني بابا وعنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية أو قال بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من الحجر وفي رواية في صحيح مسلم ولجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر وروى مسلم في صحيحه عن عطاء بن أبي رباح قال لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاه أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم على أهل الشام فلما صدر الناس قال يا أيها الناس أشيروا على في الكعبة أنقضها ثم أبنى بناءها أم أصلح ما وهي منها قال ابن عباس رضي الله عنهما فإني قد فرق لي فيها رأى أرى أن تصلح ما وهي منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجارا أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن الزبير لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده فكيف بيت ربكم إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمرى فلما مضت الثلاث أجمع أمره على أن ينقضها فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء حتى صعده رجل فألقى منه حجارة فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه قال ابن الزبير سمعت عائشة رضي الله عنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقويني على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع ولجعلت لها مابين بابا يدخل الناس منه وباب يخرجون منه قال فأنا اليوم أجد ما أنفق ولست أخاف الناس قال فزاد فيه خمس أذرع من الحجر حتى أبدى أسا نظر إليه الناس فبنى عليه البناء وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعا فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشرة أذرع وجعل لها بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان بذلك ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة فكتب إليه عبد الملك إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء أما ما زاد في طوله فأقره وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب
 وعن عبد الله بن عبيد قال وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك ما أظن أبا خبيب يعني ابن الزبير سمع من عائشة رضي الله عنها ما كان زعم أنه سمعه منها قال الحارث بلى أنا سمعته منها قال سمعتها تقول ماذا قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قومك استقصروا من بنيان البيت ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمى لأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع. هذا حديث عبد الله بن عبيد وعن الوليد بن عطاء عن الحارث في هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ولجعلت لها بابين موضعين بالأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها قالت قلت لا قال تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقى حتى إذا كاد أن يدخلها دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أنت سمعتها تقول هذا ؟!! قال نعم. فنكتَ ساعة بعصاه ثم قال وددت أني تركته وما تحمل.. وذكر البخاري عن يزيد بن رومان شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسمنة الإبل فذكر الزيادة ستة أذرع أو نحوها قلت وابن عباس وطائفة أخرى رأوا إقرارها على الصفة التي كانت عليها زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها كذلك ثم إنه لما قتل ابن الزبير رأى عبد الملك أن تعاد كما كانت لاعتقاده أن ما فعله ابن الزبير لا مستند له فيه ولما بلغه الحديث ود أنه تركه فلما كانت خلافة الرشيد رحمه الله شاور مالك بن أنس في أن يفعل كما فعل ابن الزبير فأشار عليه مالك بن أنس أن لا يفعل ذلك وقيل عن الشافعي إنه رجح فعل ابن الزبير. وكل من الأمراء والعلماء الذين رأوا هذا وهذا معظمون للكعبة مشرفون لها إنما يقصدون ما يرونه أحب إلى الله ورسوله وأفضل عند الله
 
*زهير
11 - نوفمبر - 2008
إضاءة    كن أول من يقيّم
 
 تحية طيبة أساتذتي الأكارم:
استوقفني في مقدمة كتاب الحيوان للجاحظ النص التالي: (نشرة الوراق: ص 18) وفيه ما يكاد يحسم مادة الشك في أن اسم الكتاب هو (البيان والتبيّن) بضم الياء المشددة:
 فالإنسان لا يعلمُ حتى يكثُرَ سماعُه، ولا بُدَّ من أن تكون كتبُه أكثرَ من سَمَاعِه؛ ولا يعلمُ، ولا يجمع العلم، ولا يُخْتَلَف إليه، حتى يكون الإنفاقُ عليه من ماله، ألذَّ عندَه من الإنفاق من مال عدوِّه، ومَن لم تكن نفقتُه التي تخرج في الكتب، ألذَّ عنده مِن إنفاق عُشَّاق القيان، والمستهتَرين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغاً رضِيّاً، وليس يَنتفِع بإنفاقِه، حتَّى يؤثِر اتِّخاذَ الكتبِ إيثارَ الأعرابي فرسَه باللبن على عياله، وحتَّى يؤَمِّل في العلم ما يؤَمِّل الأعرابي في فرسه،
وقال إبراهيم بن السِّنديّ (1) مرة: ودِدْتُ أنَّ الزنادقة لم يكونوا حرصاء على المغالاة بالورق النقيِّ الأبيض، وعلى تخيُّر الحبرِ الأسودِ المشرِق البرَّاق، وعلى استجادةِ الخطِّ والإرغاب لمن يخطّ، فإنِّي لم أَرَ كورَق كتبِهم ورقاً، ولا كالخطوط التي فيها خطّاً، وإذا غرِمتُ مالاً عظيماً - مع حبِّي للمال وبُغْضِ الْغُرْم - كان سخاءُ النفس بالإنفاق على الكتب، دليلاً على تعظيمِ العلمِ، وتعظيمُ العلم دليل على شرف النفس، وعلى السلامَة من سُكْر الآفات، قلت لإبراهيم: إنّ إنفاقَ الزنادقةِ على تحصيل الكتب، كإنفاق النصارى على البِيَع، ولو كانت كتبُ الزنادقةِ كتبَ حكمٍ وكتبَ فلسفة، وكتبَ مقاييسَ وسُنَنٍ وتبيُّنٍ وتبيين، أو لو كانت كتُبهم كتباً تُعرِّف الناسَ أبوابَ الصِّناعات، أو سُبُلَ التكسُّب والتجارات، أو كتبَ ارتفاقاتٍ ورياضاتٍ، أو بعض ما يتعاطاه الناسُ من الفطن والآداب - وإنْ كان ذلك لا يقرِّب من غِنًى ولا يُبْعِد من مأثَم - لكانوا ممَّن قد يجوز أن يُظَنَّ بهم تعظيمُ البيان، والرغبةُ في التبيُّن، ولكنَّهم ذهبوا فيها مذهبَ الدِّيانة، وعلى طريقِ تعظيم المِلّة، فإنّما إنفاقهم في ذلك، كإنفاق المجوس على بيت النار، وكإنفاقِ النصارَى على صُلْبان الذهب، أو كإنفاق الهند على سَدَنةِ البِدَدَة، ولو كانوا أرادوا العلمَ لكان العلمُ لهم مُعرضاً، وكتبُ الحكمة لهم مبذولةً، والطرقُ إليها سهْلةً معروفة، فما بالُهُم لا يصنعون ذلك إلاّ بكتُب دياناتهم، كما يزخرفُ النصارى بيوتَ عباداتهم ولو كان هذا المعنى مستحسَناً عند المسلمين، أو كانوا يرون أنّ ذلك داعيةٌ إلى العبادة، وباعثةٌ على الخٌشوع، لبلَغُوا في ذلك بعَفْوهم، ما لا تبلُغُه النصارى بغاية الجَهْد.
------------------
إبراهيم بن السندي بن شاهك: من كبار رجالات عصره، هو وأبوه، وكان صديقا للجاحظ وقد وصفه الجاحظ وصفا عجيبا في رسالته (مناقب الترك) فقال:
وحدثني إبراهيم بن السندي مولى أمير المؤمنين، وكان عالماً بالدولة، شديد الحب لأبناء الدعوة، وكان يحوط مواليه ويحفظ أيامهم، ويدعو الناس إلى طاعتهم، ويدرسهم مناقبهم، وكان فخم المعاني فخم الألفاظ، لو قلت لسانه كان أردَّ على هذا الملك من عشرة آلاف سيفٍ شهير، وسنانٍ طريرٍ، لكان ذلك قولاً ومذهباً) وذكره في (البيان والتبين) مع أخيه نصر، فقال:
وكان عبد اللَّه بن عليّ، وداود بن عليّ يُعدَلان بأُمَّةٍ من الأمم، ومن مواليهم: إبراهيم ونصر ابنا السّنديِّ، فأمَّا نصرٌ فكان صاحبَ أخبارٍ وأحاديثَ، وكان لا يعدو حديثَ ابنِ الكلبيّ والهيثمِ بن عدي
وأمَّا إبراهيم فإنَّه كان رجلاً لا نظير له: كان خطيباً، وكان ناسباً، وكان فقيهاً، وكان نحويّاً عَروضيّاً، وحافظاً للحديث، روايةً للشعر شاعراً، وكان فَخمَ الألفاظ شريفَ المعاني، وكان كاتب القَلَم كاتب العمَل، وكان يتكلم بكلام رؤبة، ويعمل في الخَراج بعمل زَاذَانَ فَرُّوخَ الأعور، وكان منجِّماً طبيباً، وكان من رؤساء المتكلِّمين،وعالماً بالدولة وبرجال الدَّعوة؛ وكان أحفَظَ الناس لما سمِع، وأقلَّهم نوماً وأصبَرَهم عَلَى
السَّهر

*زهير
18 - نوفمبر - 2008
حفل جائزة الملك فيصل...    كن أول من يقيّم
 
أساتذتي العلماء الأجلاء : زهير ، ومروان . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أستاذي العلامة الشيخ محمد عبد الخالق عُضَيمة ، صاحب كتاب ( دراسات لأسلوب القرآن الكريم )...، ومحقق كتاب المقتضب للمبرد...
هذا الحِبر البحر الفهّامة قد دعاني وحدي إلى قاعة المؤتمرات في الرياض ؛ احتفاءً به ، وبالأديب العالم  عبد السلام هارون ، وغيرهما ؛ ليتسلّم كلٌ جائزةَ الملك فيصل العالمية...
بعد أن قبّلت يد كلٍّ منهما ؛ مهنئاً، سألت الأستاذعبدالسلام هارون عن عنوان الكتاب ، فقال : " هو في الأصل:(البيان و التّبيّن)  ، لا( البيان والتبيين ) .وقد ذكرت هذا في ( كناشتي) هنا في الوراق آنفاً ....
 
*د يحيى
5 - نوفمبر - 2008
ماهكذا تورد ياسعد الإبل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سؤال موجه لفضيلة العلامة عبد السلام هارون :

( سمعتكم تقولون ... " البيان والتبَيُّن " ، وقد كان المتداول في اسم الكتاب هو " البيان والتبيين " ما تفسيركم لذلك ؟

هذه ملاحظة وجيهة بلا ريب ، وأنا معك في أنّ المعروف المتداول في اسم الكتاب هو " البيان والتبيين " – بياءين – ولكن طبيعة الأمور ترى أنّ هذه التسمية لا تتمشى مع المنطق ، فإنّ البيان هو التبيين بعينه ، ونحن نربأ بالجاحظ أن يقع في مثل هذا العيب في تسمية أشهر كتبه وأسيرها . والدارس لهذا الكتاب يرى أنه ذو شقين متداخلين :

الشق الأول : هو ما اختاره الجاحظ من النصوص والأخبار والأحاديث والخطب والوصايا ، وكلام الأعراب والزهّاد ونحو ذلك ، وهو يعنيه الجاحظ بكلمة " البيان " .

والشق الثاني : هو النقد الأدبي في صورته المبكرة ، فللجاحظ في هذا الكتاب نظرات فاحصة في نصوصه ، وفي الكلام بصفة عامة ، تسمى بعد ذلك بفن " النقد " ، فهذه النظرات والقواعد التي ساقها الجاحظ هو ما عناه بكلمة " التبيُّن " .

هذا من ناحية ، وهناك ناحية أخرى تاريخية وثائقية فإنّ النسخ العتيقة من هذا الكتاب – وقد أثبتُّ صورتها في تقديمي للكتاب – تقطع بأنّ عنوانه هو " البيان والتبيُّن " وهذا ما يجده القاريء بوضوح في مصورة مخطوطة كوبريلي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم ( 4370 أدب ) ، وتاريخ كتابتها هو سنة 684 ، وكذلك نقرأ هذا العنوان بوضوح في مصورة مخطوطة مكتبة فيض الله ، وهي في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية تحت رقم ( 887 ) وهناك بحمد الله صورة منها ، وهذه النسخة مكتوبة بخط أبي عمرو محمد بن يوسف بن حجاج اللخمي . وقد قرأها على الإمام أبي ذر ابن محمد بن مسعود الخشني في سنة 587 هج، وكتب هذا الناسخ أنه وجد في آخر السِّفرالذي نسخ منه الثلث الثالث من هذا الكتاب ما نصه :

" كتب هذا السفر ، وهو مشتمل على كتاب البيان والتبيُّن نسخة أبي جعفر البغدادي ، وهي النسخة الكاملة ، فتم بعون الله وتأييده في غرة ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلثمئة " . أي بعد وفاة الجاحظ بمدة لا تزيد على 92 سنة .

وسأُعيد هذه التسمية الصحيحة إلى نصابها في الطبعة الخامسة إن شاء الله تعالى . ) انتهى ، قطوف أدبية 97 – 98 .

السدوسي
06-06-05, 03:39 PM
أضف إلى ذلك أن الجاحظ أشار في مقدمة كتابه إلى مايدل على ذلك :-


( لأنَّ مدار الأمر على البيان والتبيُّن، وعلى الإفهام والتَّفهُّم) ص3

وقال في موطن آخر:

( قال صاحب البلاغة والخطابة، وأهلُ البيانِ وحُبُّ التبيُّن: إنّما عاب النبي صلى الله عليه وسلم المتشدقين والثّرثارين.....) ص80

ولفظة التبيين لم ترد في كتابه إلا في موطن واحد نقلااً عن على بن الحسين وليس من قوله :

وقال عليُّ بنُ الحسَين بنِ علي رحمه اللَّه: لو كان النّاسُ يعرِفون جُملةَ الحال في فضل الاستبانة، وجملةَ الحال في صواب التَّبِيين، لأَعَربُوا عن كلِّ ما تخَلَّجَ في صدُورِهم، ولَوجَدوا من برْدِ اليقين ما يُغْنيهم في الأيّام القليلة العِدّة، والفِكْرة القصيرة المُدّة، ولكنَّهم من بين مغمورٍ بالجَهْل، ومفْتُون بالعُجْب، ومعدولٍ بالهوى عن باب التثبُّت، ومصروفٍ بسوء العادة عن فَضْلِ التَّعلُّم ...ص26

هشام الحلاّف
06-06-05, 05:35 PM
وقد نبه أيضاً إلى هذه الفائدة الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني في كتابه ( العنوان الصحيح ) حين ذكر أمثلة كثيرة على أخطاء المحققين في اختيار العنوان الصحيح للكتاب المحقق .

عبدالله المزروع
07-06-05, 12:58 PM
وقد نبه أيضاً إلى هذه الفائدة الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني في كتابه ( العنوان الصحيح ) حين ذكر أمثلة كثيرة على أخطاء المحققين في اختيار العنوان الصحيح للكتاب المحقق .
وكذلك الشيخ ابن قاسم في دليل المتون العلمية .

 المصدر : ملتقى أهل الحديث .
*د يحيى
7 - نوفمبر - 2008
معناهما : الوضوح.    كن أول من يقيّم
 
" والبَيانُ: ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. وبانَ الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فهو بَيِّنٌ..." .
 
هذه العبارة التي أغفلتها من (اللسان) يا أخي الدكتور صبري،أو سهوت عنها، هي ما قصده الدكتور مروان :" ...لأن البيان هو التبيين[ وهو الوضوح].
*د يحيى
9 - نوفمبر - 2008
" فاتقوا الله ويعلّمكم الله"    كن أول من يقيّم
 
اللهم علّمنا وفهّمنا.... آمين.
 
" ...وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد"
( لسان العرب)
إذن ، المعنى واحد لُغوياً .
والسؤال: هل معنى المصدرين : التبيين ، والتبيُّن واحد؟
الذي يقول : نعم . نسأله : ما معنى( تبينوا) في قوله تعالى" ...إنْ جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"؟ أليس الجواب : فتثبتوا؟ الجواب : بلى.
إن ( بيّن)، ومصدره ( تبيين) : مشتركان في الوضوح،غير(تبيّن تبيُّناً).
وقولنا : بان الشيء؛ أيْ : وضح ، أو : اتّضح . و( بان):فعل لازم، على حين ( بيّن) : فعل متعدٍّ ، فهو ثلاثي مزيد فيه حرف، وهو التضعيف ، وما معنى الزيادة ؟...
أما قولكم : فِرقة قالت : ( تبيُّن) ، وأخرى ( تبْيين) ، فأبلغ ردّ ٍهو: الذين قالوا:(تبيُّن) كانوا على هدى ؛ لأنهم محقِّقون، تابعوا المخطوط :(وهو المصدر) "...وهناك ناحية أخرى تاريخية وثائقية فإنّ النسخ العتيقة من هذا الكتاب – وقد أثبتُّ صورتها في تقديمي للكتاب – تقطع بأنّ عنوانه هو " البيان والتبيُّن " وهذا ما يجده القاريء بوضوح في مصورة مخطوطة كوبريلي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم
 ( 4370 أدب ) ، وتاريخ كتابتها هو سنة 684 ، وكذلك نقرأ هذا العنوان بوضوح في مصورة مخطوطة مكتبة فيض الله ، وهي في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية تحت رقم ( 887 ) وهناك بحمد الله صورة منها ، وهذه النسخة مكتوبة بخط أبي عمرو محمد بن يوسف بن حجاج اللخمي . وقد قرأها على الإمام أبي ذر ابن محمد بن مسعود الخشني في سنة 587 هج، وكتب هذا الناسخ أنه وجد في آخر السِّفرالذي نسخ منه الثلث الثالث من هذا الكتاب ما نصه :
" كتب هذا السفر ، وهو مشتمل على كتاب البيان والتبيُّن نسخة أبي جعفر البغدادي ، وهي النسخة الكاملة ، فتم بعون الله وتأييده في غرة ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وثلثمئة " . أي بعد وفاة الجاحظ بمدة لا تزيد على 92 سنة .
( عبد السلام هارون).
أما الذين قالوا ( التبيين) فإنهم إمّعه ، ولعل المثال أفصح من المقال :
إذا كان سيبويه شيخ المذهب البصري، فإن الكسائي شيخ المذهب الكوفي.
الآن : تلميذ الكسائي هو الفراء، وله ( معاني القرآن) ، وهو مصدر ، أليس كذلك ؟ . بلى . هذا الرجل يذهب إلى فعلية ( نِعْمَ ) ،و (بِئْس). انظروا كتابه:(1/267-268) ،(2/141-142).
ما رأيكم ياسادة ياكرام أن المشهور عن الفراء أنه يذهب إلى اسميتهما : وقد
جاء هذا الوهَم من أبي البركات الأنباري، وابن الشجري، ومن لف لفهما:( الإنصاف ، المسألة14، والأمالي الشجرية2/147). يُنظر:( الموفي في النحو الكوفي ،ص86-88، والإشارة إلى تحسين العبارة ،ص52،والتسهيل126، وشرح عمدة الحافظ،ص780). فهل نتابع أخانا الدكتورصبري، القائل:" ثم إن الخطأ الشائع خير من الصواب النادر!!!.
أنا-شخصياً- أقول: لساننا العربي مقدس،فوق اللغات كلها، فإذا قرأتُ قوله تعالى :" وما أكثرُ الناسِ ولو حَرَصتَ بمؤمنين" لا أقول إلا ( حَرَصَ)، ولوأن العرب قالت:( حرِصَ).وإذا قرأتُ قوله تعالى : " إنْ تحرِص على هداهم..) ، فلا أقول إلا : حَرَصَ ، يَحرِصُ. وهكذا: نَقَمَ يَنقِمُ من ، وغَفَلَ يَغفُل ، وكَفَل َيَكفُل ؛ لأن كتاب الله أصل الأصول، وإن كان مابعده من المعجمات وكتب اللغة أصلاً ، فكيف الفَرع؟ ولماذا أقول وأكتب المعجمات ؛ لأنّ وزن
 ( مُفعَل) إذا كان صفة، جُمِع على (مَفاعِل) ككلام الله، وهو صفة من صفاته،( مُصحف، مَصاحف). وأما(مُفعَل)إذا كان اسماً؛ فإنه يُجمع على:(مفعلات)؛ من مثل:( معجم، معجمات).
فهل أترك طلابي المقبلين على التعليم غداً ،لا أصوّب أخطاءهم قائلاً : هذه مَهَمة أستاذ آخَر، ،أم أسترعي انتباههم بأنّ:(فِكرة) : تُجمع على ( فِكَر)، لا أفكار. وأمّا( أفكار)،فجَمْع(فِكْر)،أم أقول وأكتب: " ثم إنّ الخطأ الشائع خير من الصواب النادر!!!.
أسأل الله القريب المجيب أن يوفقنا جميعاً لخدمة اللسان العربي ؛ غَيرةً على دِين الله وكلامه.
 
 
*د يحيى
10 - نوفمبر - 2008
لعل..... لعل... ربما...    كن أول من يقيّم
 
إذا أريتمونا مخطوطاً يحمل التسمية الأخرى ، تبنا إلى الله " غافر الذنب وقابل التوب " ، ولكن المثال أفصح من المقال.... والسؤال : هل قدّم العلامة المرحوم الطناحي لنا مخطوطاً ، وأرانا رأي العين مخطوطته التي تحمل العنوان الآخَر ؟ ثم لاحِظْ معي ياأستاذ ياسين: "بل هناك فرق."....ثم" قصة الأستاذ الملحد مع الطالب المسلم " ،ثم ( نبذ التسرع)!!.... غفر الله لنا جميعاً.
ستبدي لك الأيام ......
 
 
*د يحيى
13 - نوفمبر - 2008
البيان والتـّبيـُّن    كن أول من يقيّم
 
أخي الحبيب اللبيب الأديب والشاعر الحكيم المبدع زهير
 
بداية جزاك الله خيرا على هذه اللفتات المبدعة حول تراثنا الحبيب
ومن ثمة ..
 
فقد كنت أدرّس مادة المكتبة ومصادر البحث والكتاب القديم في قسم اللغة العربية ، في مدينتي الحبيبة دير الزور
وذلك في سنة 1980م ، ولذلك ألفت كتابي الذي كنت أدرسه آنذاك :
( لمحات من تراثنا الحبيب ) ، والذي على حدّ علمي كان يدرس في معهد التراث العلمي بحلب
إلى فترة قريبة ..
 
وكنت قد ذكرت فيه أن صحيح اسم الكتاب ، هو :
 
( البيان والتـّبيـُّن) ؛ وليس التبيين ، اعتمادا على صفحة العنوان في إحدى مخطوطاته الجيدة ، وهي عندي
في مكتبتي ، ومعتمدا على أن أمير البيان العربي الجاحظ ، لايعقل أن يسمي كتابه مرتين بالاسم نفسه ؛ لأن
البيان هو التبيين !!!
 
وقامت الدنيا ولم تقعد عليّ من صغار الجهلة وكبارهم ، ومن غريب المصادفات أنه لم يمرّ على طبع كتابي
أقل من سنة ؛حتى ظهرت مقالة ومقابلة في مجلة الفيصل ، مع الأستاذ العلامة عبد السلام هارون ، واعترف فيها بتسمية الكتاب الصحيحة المثبتة على صفحة إحدى المخطوطات ..
 
ورغم ذلك لم يصدق هؤلاء الخبر ، ولم يتقبلوه بقبول حسن ،وبقوا مصرين على صحة التسمية القديمة المتداولة ..
 
وللآن كثير منهم لايقبلون ذلك ..
 
فلنتركهم في غيّهم يعمهون ..
 
وإنا لله وإنا إليه راجعون
 
والله أعلم
*الدكتور مروان
5 - نوفمبر - 2008
كم أنت رائع ياشيخنا الحبيب الدكتور يحيى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لله درّك من رجل ٍ يارجلُ
 
كم أنا أحبّك
 
تعليقتك هذه جاءت بردا وسلاما
 
وما هذا التواضع ياأخي العلامة الجليل
إنها قبلة العلم .. من عالم لعالم
 
بارك الله فيك
وأحسن غليك
 
 
 
*الدكتور مروان
6 - نوفمبر - 2008
صبرا وتجملا    كن أول من يقيّم
 
هلا وغلا بالحبيب الناقد الباحث صبري
شكرا لك على مداخلتك الكريمة
 
وقد كفاني أخي العالم المدقق الدكتور يحيى
مؤونة الردّ على الشقّ الأول من سؤالك
 
وأما الشقّ الثاني فقد أجاد شاعرنا الحكيم اللوذعي
زهير  في الإلماح إليه
في مداخلته الكريمة الآنفة :
 
(ولكن ورد بعنوانه الصحيح في مصادر لا بأس بها أيضا،
 كما يظهر عند البحث عن ذلك في الوراق)
 
ودمتَ بودّ
 
 
*الدكتور مروان
7 - نوفمبر - 2008
 1  2