أسئلة في الأدب المقارن: كن أول من يقيّم
حقائق حول الأدب المقارن: بدأت لفظة بدلالة حسية في العصر الجاهلي، وهي الدعوة إلي الطعام ، ثم انتقلت إلى المعني الخلقي في عصر صدر الإسلام. ثم تطورت إلي المعني التعليمي في العصر الأموي ، ثم انتقلت إلى كونها مرادفة إلى مصطلح الثقافة في العصر العباسي (وهو الأخذ من كل علم بطرف) إلى أن استقرت إلى المفهوم الاصطلاحي الآن وهو: ( الكلام الجميل المعبر عن المشاعر و الأفكار سواء كان شعرًا أو نثرًا ). وهذا المفهوم هو المقصود في تركيب(الأدب المقارن). والأدب في هذا العلم أنواع ثلاثة: الأدب الشعبي، الأدب القومي، والأدب العالمي. الأدب الشعبي: أدب كُتب بلهجة قوم ليعبر عن مشاعرهم وآمالهم وآلامهم. الأدب القومي: أدب كتب بلغة فصيحة متداولة بين مجموعة من البشر تربطهم صلات عدة . الأدب العالمي: مصطلح دعا إليه الأديب الألماني جوتة, وهو أن يكون الإبداع الأدبي كونيًّا في شكله ومضمونه في مقابل تلك الآداب المحلية المحدودة. س:اذكر تعريف كروتشيه للأدب المقارن؟ وما رأيك في هذا التعريف ؟ عرف كروتشيه الأدب المقارن بأنه: ( اسم جديد لنوع من الخبرة هي موضع التبجيل على مر العصور ) . وهو تعريف غير سليم منطقيًّا؛ أولاً لأنه لم يحدد أن الأدب المقارن خاص بآداب مختلفة وبلغات مختلفة، ولم يذكر التأثير والتأثر، وثانيًا لأنه تعريف غير مُفهم لا يوصل المعني الاصطلاحي للأدب المقارن. و فيه غموض في لفظتي (الخبرة – على مر العصور ) . أجمل ما فيه أنه مدح الأدب المقارن بلفظة التبجيل. كأن كروتشيه كلاسيكي يحب المحاكاة للأدب المقارن . وقد ذكر الدكتور محمد غنيمي هلال عدة تعاريف للأدب المقارن، هي: الأدب المقارن هو: دراسة الأدب القومي في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب الخارجة عن نطاق اللغة القومية التي كتب بها.ص10 مما يؤخذ على هذا التعريف أنه لم يذكر عنصر التأثير والتأثر بين الآداب المختلفة. تعريف الناقد الفرنسي فيلمان : بأنه السرقات الأدبية التي تتبادلها كل الدول. وهو تعريف فيه حدة يوحي بأن قائله رومانسي، رافض لأداة للمحاكاة. وكلمة كل الدول بها غموض.وقصره على دراسة السرقات فيه تحجيم أو تضييق لمفهوم الأدب المقارن. الأدب المقارن: يرسم سير الآداب في علاقاتها بعضها ببعض، ويشرح خطة ذلك السير ويساعد على إذكاء الحيوية بينها ويهدي إلى تفاهم الشعوب وتقاربها في ثرائها الفكري. وهو تعريف طويل ممل يركز على الأهميات المختلفة للأدب المقارن . الأدب المقارن تاريخي: العلم الذي يدرس مواطن التلاقي بين الآداب في لغاتها المختلفة، وصلاتها الكثيرة المعقدة، في حاضرها أو في ماضيها، وما لهذه الصلات التاريخية من تأثير أو تأثر.ص13 وهذا هو التعريف السديد الواضح. لماذا لقب هذا العلم بالمقارن لا الموازن ؟ بالتدبر للفظي المقارن والموازن في المعاجم العربية يتضح لنا أن : الموازنة لغويًّا تعني المقابلة بين شيئين للمفاضلة والترجيح بينهما والمقارنة لغويًّا تعني الجمع بين الشيئين والوصل بينهما فقط. وبالتالي فضل الباحثون استخدام لفظ المقارن للسببين الآتيين: *حتى يميزوا بين دراسة الآداب المتشابه في اللغة الواحدة، مثل دراسة والمفاضلة بين شعري أبي تمام والبحتري فهذه تسمي موازنة، وبين دراسة الآداب المتشابهة في لغات عدة ،مثل دراسة شكسبير وشوقي فهذه تسمى مقارنة . *أن لفظة الموازنة فيها معني المفاضلة والترجيح. وهي غير مقصودة في الأدب المقارن، بل المقصود في الأدب المقارن العالمية المتشابهة وبيان مافيها من تأثير وتأثر. لماذا ندرس الأدب المقارن ؟ ندرس الأدب المقارن للفوائد الآتية : *للتعرف إلى فرع الحديث من فروع الدراسات الإنسانية الأدبية. *إطلاع المثقف على الآداب الأجنبية وموازنتها بالأدب القومي. *بيان أوجه الصلات والعلاقات الفكرية والإنسانية بين البشر، مهما اختلفت لغاتهم أو أجناسهم أماكن وجودهم. *الوقوف على مكانة الأدب العربي بين الآداب العالمية شرقا وغربا . *دراسة التيارات الأدبية العالمية مثل الكلاسيكية، والرومانسية، والواقغية.. وغيرها. *التعمق في الكشف عن طبيعة التجديد واتجاهاته في الأدب القومي والآداب العالمية . *لاغني عن الأدب المقارن في النقد الأدبي الحديث فقواعد النقد الحديث ثمرات لبحوث الأدب المقارن العميقة حتى يسمى النقد الحديث النقد المقارن. هل اللغة حاجز يمنع الأدباء من تبادل التأثير والتأثر فيما بينهم أو لا ؟ ص10 هناك رأيان: *رأي واهٍ يظن أن من العسير بل من المستحيل دراسة الأدب القومي في علاقته التاريخية بغيره من الآداب الخارجة عن لغته بسبب أن اللغة حاجز يمنع من تبادل التأثير والتأثر وعقبة كأداء أمام الباحث في علم الأدب المقارن. *رأي راجح يقول ليست اللغات حاجز يمنع تبادل التأثير والتأثر بين الأدباء للأسباب الآتية : -وجود نصوص أدبية من مختلف الأمم فيها تبادل تأثير وتأثر. -أن الممارس لترجمة الآداب يجد سهولة في الترجمة لأن الأفكار والتعبيرات كثيرة ما تتناظر في مختلف اللغات. -أن الآداب الحديثة استطاعت أن تقلل الآداب القديمة ولم تقف اللغة حائلا دون التقليد. -وجود أدباء نجوم فرضوا أنفسهم على الثقافات العالمية المختلفة ونالوا حظا وشهرة عجيبة مثل (طاغور – محمد إقبال – نجيب محفوظ - شكسبير...). -أن الأدب المقارن لايهتم بالنتاج الفردي المتخصص بل يهتم بالأفكار الأدبية -وبالقوالب العامة ، ولذلك فأن اللغة لا تمثل حاجز أو عقبة كأداء . إعداد الطالب/مرهون بن علي مرهون السلماني الفرقة الرابعة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي مراجعة د/صبري أبوحسين |