البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : كتاب (العنوان الصحيح للكتاب)    كن أول من يقيّم
 زهير 
5 - نوفمبر - 2008
قرأت اليوم كتابا نفيسا بعنوان (العنوان الصحيح للكتاب) تأليف الشريف حاتم بن عارف العوني، الناشر (دار عالم الفوائد) (الطبعة الأولى 1419هـ) ومؤلف الكتاب معاصر من أهل مكة المكرمة، ويظهر من اسمه أنه من أحفاد الشريف عون (يرحمه الله) وقرأت عرضا مطولا للكتاب بقلم الأستاذ محمود محمد زكي، يمكن الوصول إليه على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145912  
 
كما يمكن تحميل الكتاب من الموقع نفسه على هذا الرابط:
 
وقد عرف الأستاذ زكي بالشريف حاتم العوني بقوله:
(وقبل أن نبدأ بعرض الكتاب يـَجْمُل أن نُعرِّفَ بمؤلِّفه، فنقول: هو الشيخ الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، عضو هيئة التدريس بقسم الحديث، بكلية الدعوة وأصول الدين، بجامعة أم القرى. ولد بمدينة الطائف سنة 1385 هـ، واشتغل بالحديث النبوي الشريف وعلومه، حتى تميّز فيه وبرع. وبذل نفسه للتدريس والإفادة فأقام إلى جانب المحاضرات الجامعية: الدروس والدورات العلمية. وقد أثرى المكتبة الحديثيَّة بجملة نافعة من المؤلفات والتحقيقات، فمن مؤلَّفاته أذكر: "المنهج المقترح لفهم المصطلح"، و"المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس: دراسة نظرية وتطبيقية على مرويات الحسن البصري" (وهي رسالته الماجستير)، و"نصائح منهجيّة لطالب علم السنة النبويّة"، و"مصادر السنة ومناهج مصنفيها" (وهو تفريغ لدورة علمية). أمّا تحقيقاته فجاءت جُلَّها لمشيخات وأجزاء حديثيّة، أذكر منها: "مشيخة أبي طاهر ابن أبي السقط"، و"أحاديث الشيوخ الثقات" للأنصاري (وهي رسالته الدكتوراة) قال: (بنى المؤلفُ كتابَه، الذي جاء في مقدمة وخمسة مباحث، مشفوعة بفهرس لأسماء الكتب المـُصوَّبة العناوين على حروف المعجم بأسمائها التي طبعت عليها، ودليل للموضوعات).
قلت أنا زهير: وكان السبب في تعرفي على هذا الكتاب رسالة وصلتني من صديق للوراق من أهل المغرب يسألني فيها عن حقيقة عنوان كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، وهل هو (البيان والتبيُّن) بياء واحدة مضمومة مشددة، وكان هذا هو الصواب كما تجدون ذلك في ردي على هذا السؤال في زاوية التعليق على كتاب (البيان والتبيين) حيث توصلت أثناء البحث إلى ما حكاه الأستاذ الشريف حاتم العوني في كتابه (العنوان الصحيح للكتاب) .
اما الكتب التي تناول المؤلف عناوينها ببيان الصحة فهي (63) كتابا، منها (إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث) لابن قتيبة و(الباعث الحثيث) لأحمد شاكر، و(البحر الزخار) للبزار، و(بغية الراغب المتمني) للنسائي و(بيان الوهم والإيهام) لابن القطان و(البيان والتبيين) للجاحظ، و(تلخيص الحبير) لابن حجر، و(درة الحجال) لابن القاضي و(العبر في خبر من غبر) للذهبي، و(معجم مقاييس اللغة) لابن فارس، و(نسخة أبي مُسهِر) لعبد الأعلى بن مسهر، و(نقعة الصديان فيما جاء على الفعَلان) للصاغاني، و(وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام) للسخاوي 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
والشيء بالشيء يذكر    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة لكل الأساتذة المشاركين، وأخشى أن يكون في كلام الدكتور يحيى ما يحرك ثائرة الدكتور صبري، فهذه الكلمة التي تمثل بها : خطأ شائع خير من صواب نادر ليست من بنات أفكاره، بل هي كلمة تقال، في مواطن كثيرة، بل هو ما اختاره رسول الله (ص) كما في الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنن بألفاظ مختلفة أن عائشة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن الجَدْر =أي الحِجْر= أمن البيت هو ؟ قال: " نعم ".  قلت: فلِمَ لم يدخلوه في البيت ؟ قال: " إن قومك قصرت بهم النفقة ".  قلت: فما شأن بابه مرتفعًا ؟  قال: " فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ". يا عائشة، لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لنقضت الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم " وفي رواية أخرى: " ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألزق بابه بالأرض..
وهذا الحديث من أشهر أحاديث الإسلام، لأن عبد الله ابن الزبير هدم الكعبة كما هو مذكور في تتمة الحديث في بعض الروايات، من ان النبي (ص) أوصى عائشة أن تبلغ وصيته المسلمين بضرورة بناء الكعبة على أساس إبراهيم، واتفق على ذلك جماعة من خيرة الصحابة والتابعين، فهدموا الكعبة وبنوها حسب وصية النبي (ص) ثم لما تمكن الحجاج بن يوسف الثقفي من إطفاء ثورة عبد الله بن الزبير هدم الكعبة من جديد وبناها على ما كانت عليه في عهد الجاهلية، ولم تزل على قواعد بناء الحجاج حتى اليوم. وإنكار كل هذا يعني أن تاريخنا كله في قفص الاتهام. وقد ساق شيخ الإسلام ابن تيمة هذه القصة في كتابه (منهاج السنة النبوية) بما لا مزيد عليه.
قال (ومعلوم أن من أعظم الناس كفرا القرامطة الباطنية الذين قتلوا الحجاج وألقوهم في بئر زمزم وأخذوا الحجر الأسود وبقى عندهم مدة ثم أعادوه وجرى فيه عبرة حتى أعيد ومع هذا فلم يسلطوا على الكعبة بإهانة بل كانت معظمة مشرفة وهم كانوا من أكفر خلق الله تعالى وأما ملوك المسلمين من بني أمية وبني العباس ونوابهم فلا ريب أن أحدا منهم لم يقصد أهانة الكعبة لا نائب يزيد ولا نائب عبد الملك الحجاج بن يوسف ولا غيرهما بل كانوا معظمين للكعبة وإنما كان مقصودهم حصار ابن الزبير والضرب بالمنجنيق كان له لا للكعبة ويزيد لم يهدم الكعبة ولم يقصد إحراقها لا وهو ولا نوبه باتفاق المسلمين ولكن ابن الزبير هدمها تعظيما لها لقصد إعادتها وبنائها على الوجه الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وكانت النار قد أصابت بعض ستائرها فتفجر بعض الحجارة ثم إن عبد الملك أمر الحجاج بإعادتها إلى البناء الذي كانت عليه زمن رسول لله صلى الله عليه وسلم إلا ما زاد في طولها في السماء فأمره أن يدعه فهي على هذه الصفة إلى الان. وهذه مسألة اجتهاد فابن الزبير ومن وافقه من السلف رأوا إعادتها إلى الصفة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لعائشة لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم فإن قرشا حين بنت الكعبة استقصرت ولجعلت لها خلفا قال البخاري يعني بابا وعنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية أو قال بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من الحجر وفي رواية في صحيح مسلم ولجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر وروى مسلم في صحيحه عن عطاء بن أبي رباح قال لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاه أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم على أهل الشام فلما صدر الناس قال يا أيها الناس أشيروا على في الكعبة أنقضها ثم أبنى بناءها أم أصلح ما وهي منها قال ابن عباس رضي الله عنهما فإني قد فرق لي فيها رأى أرى أن تصلح ما وهي منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجارا أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن الزبير لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده فكيف بيت ربكم إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمرى فلما مضت الثلاث أجمع أمره على أن ينقضها فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء حتى صعده رجل فألقى منه حجارة فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه قال ابن الزبير سمعت عائشة رضي الله عنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقويني على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع ولجعلت لها مابين بابا يدخل الناس منه وباب يخرجون منه قال فأنا اليوم أجد ما أنفق ولست أخاف الناس قال فزاد فيه خمس أذرع من الحجر حتى أبدى أسا نظر إليه الناس فبنى عليه البناء وكان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعا فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشرة أذرع وجعل لها بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان بذلك ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة فكتب إليه عبد الملك إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء أما ما زاد في طوله فأقره وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب
 وعن عبد الله بن عبيد قال وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك ما أظن أبا خبيب يعني ابن الزبير سمع من عائشة رضي الله عنها ما كان زعم أنه سمعه منها قال الحارث بلى أنا سمعته منها قال سمعتها تقول ماذا قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قومك استقصروا من بنيان البيت ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمى لأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع. هذا حديث عبد الله بن عبيد وعن الوليد بن عطاء عن الحارث في هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ولجعلت لها بابين موضعين بالأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها قالت قلت لا قال تعززا ألا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقى حتى إذا كاد أن يدخلها دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أنت سمعتها تقول هذا ؟!! قال نعم. فنكتَ ساعة بعصاه ثم قال وددت أني تركته وما تحمل.. وذكر البخاري عن يزيد بن رومان شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسمنة الإبل فذكر الزيادة ستة أذرع أو نحوها قلت وابن عباس وطائفة أخرى رأوا إقرارها على الصفة التي كانت عليها زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها كذلك ثم إنه لما قتل ابن الزبير رأى عبد الملك أن تعاد كما كانت لاعتقاده أن ما فعله ابن الزبير لا مستند له فيه ولما بلغه الحديث ود أنه تركه فلما كانت خلافة الرشيد رحمه الله شاور مالك بن أنس في أن يفعل كما فعل ابن الزبير فأشار عليه مالك بن أنس أن لا يفعل ذلك وقيل عن الشافعي إنه رجح فعل ابن الزبير. وكل من الأمراء والعلماء الذين رأوا هذا وهذا معظمون للكعبة مشرفون لها إنما يقصدون ما يرونه أحب إلى الله ورسوله وأفضل عند الله
 
*زهير
11 - نوفمبر - 2008
إضاءة    كن أول من يقيّم
 
 تحية طيبة أساتذتي الأكارم:
استوقفني في مقدمة كتاب الحيوان للجاحظ النص التالي: (نشرة الوراق: ص 18) وفيه ما يكاد يحسم مادة الشك في أن اسم الكتاب هو (البيان والتبيّن) بضم الياء المشددة:
 فالإنسان لا يعلمُ حتى يكثُرَ سماعُه، ولا بُدَّ من أن تكون كتبُه أكثرَ من سَمَاعِه؛ ولا يعلمُ، ولا يجمع العلم، ولا يُخْتَلَف إليه، حتى يكون الإنفاقُ عليه من ماله، ألذَّ عندَه من الإنفاق من مال عدوِّه، ومَن لم تكن نفقتُه التي تخرج في الكتب، ألذَّ عنده مِن إنفاق عُشَّاق القيان، والمستهتَرين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغاً رضِيّاً، وليس يَنتفِع بإنفاقِه، حتَّى يؤثِر اتِّخاذَ الكتبِ إيثارَ الأعرابي فرسَه باللبن على عياله، وحتَّى يؤَمِّل في العلم ما يؤَمِّل الأعرابي في فرسه،
وقال إبراهيم بن السِّنديّ (1) مرة: ودِدْتُ أنَّ الزنادقة لم يكونوا حرصاء على المغالاة بالورق النقيِّ الأبيض، وعلى تخيُّر الحبرِ الأسودِ المشرِق البرَّاق، وعلى استجادةِ الخطِّ والإرغاب لمن يخطّ، فإنِّي لم أَرَ كورَق كتبِهم ورقاً، ولا كالخطوط التي فيها خطّاً، وإذا غرِمتُ مالاً عظيماً - مع حبِّي للمال وبُغْضِ الْغُرْم - كان سخاءُ النفس بالإنفاق على الكتب، دليلاً على تعظيمِ العلمِ، وتعظيمُ العلم دليل على شرف النفس، وعلى السلامَة من سُكْر الآفات، قلت لإبراهيم: إنّ إنفاقَ الزنادقةِ على تحصيل الكتب، كإنفاق النصارى على البِيَع، ولو كانت كتبُ الزنادقةِ كتبَ حكمٍ وكتبَ فلسفة، وكتبَ مقاييسَ وسُنَنٍ وتبيُّنٍ وتبيين، أو لو كانت كتُبهم كتباً تُعرِّف الناسَ أبوابَ الصِّناعات، أو سُبُلَ التكسُّب والتجارات، أو كتبَ ارتفاقاتٍ ورياضاتٍ، أو بعض ما يتعاطاه الناسُ من الفطن والآداب - وإنْ كان ذلك لا يقرِّب من غِنًى ولا يُبْعِد من مأثَم - لكانوا ممَّن قد يجوز أن يُظَنَّ بهم تعظيمُ البيان، والرغبةُ في التبيُّن، ولكنَّهم ذهبوا فيها مذهبَ الدِّيانة، وعلى طريقِ تعظيم المِلّة، فإنّما إنفاقهم في ذلك، كإنفاق المجوس على بيت النار، وكإنفاقِ النصارَى على صُلْبان الذهب، أو كإنفاق الهند على سَدَنةِ البِدَدَة، ولو كانوا أرادوا العلمَ لكان العلمُ لهم مُعرضاً، وكتبُ الحكمة لهم مبذولةً، والطرقُ إليها سهْلةً معروفة، فما بالُهُم لا يصنعون ذلك إلاّ بكتُب دياناتهم، كما يزخرفُ النصارى بيوتَ عباداتهم ولو كان هذا المعنى مستحسَناً عند المسلمين، أو كانوا يرون أنّ ذلك داعيةٌ إلى العبادة، وباعثةٌ على الخٌشوع، لبلَغُوا في ذلك بعَفْوهم، ما لا تبلُغُه النصارى بغاية الجَهْد.
------------------
إبراهيم بن السندي بن شاهك: من كبار رجالات عصره، هو وأبوه، وكان صديقا للجاحظ وقد وصفه الجاحظ وصفا عجيبا في رسالته (مناقب الترك) فقال:
وحدثني إبراهيم بن السندي مولى أمير المؤمنين، وكان عالماً بالدولة، شديد الحب لأبناء الدعوة، وكان يحوط مواليه ويحفظ أيامهم، ويدعو الناس إلى طاعتهم، ويدرسهم مناقبهم، وكان فخم المعاني فخم الألفاظ، لو قلت لسانه كان أردَّ على هذا الملك من عشرة آلاف سيفٍ شهير، وسنانٍ طريرٍ، لكان ذلك قولاً ومذهباً) وذكره في (البيان والتبين) مع أخيه نصر، فقال:
وكان عبد اللَّه بن عليّ، وداود بن عليّ يُعدَلان بأُمَّةٍ من الأمم، ومن مواليهم: إبراهيم ونصر ابنا السّنديِّ، فأمَّا نصرٌ فكان صاحبَ أخبارٍ وأحاديثَ، وكان لا يعدو حديثَ ابنِ الكلبيّ والهيثمِ بن عدي
وأمَّا إبراهيم فإنَّه كان رجلاً لا نظير له: كان خطيباً، وكان ناسباً، وكان فقيهاً، وكان نحويّاً عَروضيّاً، وحافظاً للحديث، روايةً للشعر شاعراً، وكان فَخمَ الألفاظ شريفَ المعاني، وكان كاتب القَلَم كاتب العمَل، وكان يتكلم بكلام رؤبة، ويعمل في الخَراج بعمل زَاذَانَ فَرُّوخَ الأعور، وكان منجِّماً طبيباً، وكان من رؤساء المتكلِّمين،وعالماً بالدولة وبرجال الدَّعوة؛ وكان أحفَظَ الناس لما سمِع، وأقلَّهم نوماً وأصبَرَهم عَلَى
السَّهر

*زهير
18 - نوفمبر - 2008
البيان أولاً، ثم التبين ثانيا.    كن أول من يقيّم
 
  مداخلتي هذه قصيرة جداً ومتأخرة، حيث لم أقف على هذه المداخلات الطيبة إلا اليوم.
·         بالنسبة لعنوان كتاب الجاحظ لم أكن على علم بالعنوان الحقيقي للكتاب إلا على لسان أستاذي الفقيه الأصولي الأديب "د.محمد الروكي" فقد سمعته في إحدى المناقشات العلمية لرسالة دكتوراه – أكثر من ثلاث سنوات - يذكر الكتاب بعنوان (البيان والتبيُّن)، ولمعرفتي بمكانته العلمية وأنه لا يمكن أن يذكره بهذا العنوان إلا بغرض البيان، أحسست بأن هناك تصحيح يود أن يلمح إليه.
·         أما بالنسبة للمقولة التي ذكرها د. صبري وهي أن الخطأ الشائع خير من الصواب النادر!!! فلي تعليق عليها من جهة التأصيل الذي ذكره أستاذنا زهير، فلا أظنه مُسَلماً فإن الأمر إذا قُدر عليه وزال المانع، كان إفشاء الصواب النادر خير من الخطأ الشائع، خاصة إذا كان له مزية وفضل، ولا فضل أكبر من أن تُسمى الأشياء بمسمياتها الحقيقية، ولعله يستأنس لذلك بتغيير النبي صلى الله عليه وسلم لكثير من الأسماء خاصة منها الجاهلية.    
*سعيد
9 - ديسمبر - 2008
بل هناك فارق بين البيان والتبيين    كن أول من يقيّم
 
بل هناك فارق بين البيان والتبيين
أستاذي الدكتور مروان:
قولك:(ومعتمدا على أن أمير البيان العربي الجاحظ ، لايعقل أن يسمي كتابه مرتين بالاسم نفسه ؛ لأن البيان هو التبيين !!!) يحتاج حوارًا فإن بين البيان والتبيين فارقًا لغويًّا يقتضي فارقًا دلاليًّا. فالبيان مصدر سماعي للفعل الثلاثي(بان)، والتبيين مصدر قياسي لمزيد الثلاثي(بيَّن)، والزيادة في المبنى تستدعي زيادة في المعنى، كما لا يخفى على شخصكم العالم.
جاء في لسان العرب:(وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد؛  ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى مُتبيِّنات، ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها. وفي المثل: قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وقال ابن ذَريح:
وللحُبِّ آياتٌ تُبَـيَّنُ لـلـفَـتـى
 
شُحوباً، وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم
قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب، ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب. والتَّبْيينُ: الإيضاح. والتَّبْيين أَيضاً: الوُضوحُ؛ قال النابغة:
إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً مـا أُبَـيِّنُـهـا،
 
والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد
يعني أَتَبيَّنُها... والعرب تقول: بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً.وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر،...وقد بانَه بَيْناً. والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح. والبَيان: الإفصاح مع ذكاء ).
بل ورد في كتاب الجاحظ ما يدل على إدراكه دلالة هذه اللفظة وقصده إليها حيث ورد:(وقال عليُّ بنُ الحسَين بنِ علي رحمه اللَّه: لو كان النّاسُ يعرِفون جُملةَ الحال في فضل الاستبانة، وجملةَ الحال في صواب التَّبِيين، لأَعَربُوا عن كلِّ ما تخَلَّجَ في صدُورِهم، )
وجاء فيه أيضًا:(وأبيَن الكلام كلامُ اللَّه، وهو الذي مدَح التَّبيين وأهل التفصيل).
كما ذكر الكتاب بهذا الاسم في غير مصدر قديم منها الأغاني، وكتاب نصرة الثائر للصفدي، وإعجاز القرآن للباقلاني، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، وفي موسعة صبح الأعشى للقلقشندي...إلخ والبحث في المكتبة التراثية بموقع الوراق عن عنوان الكتاب تدل على ذلك.
*صبري أبوحسين
6 - نوفمبر - 2008
شكرًا ولكن!    كن أول من يقيّم
 
شكرًا ولكن!
أشكر الدكتور يحيى على مداخلته وقد أفدت منها لكن أعترض -بحكم الإخوة العلمية -على عنوان مداخلتك!!! 
أخي:
أعلم أن العنوان الصحيح هو ما قرره أستاذنا المحقق عبدالسلام هارون وشيخنا زهير وآخرون، ولكن أردت بمداخلتي التفريق بين لفظتي البيان والتبيين، وأردت ذكر الرأي الآخر في القضية، مع خالص عتابي!
*صبري أبوحسين
9 - نوفمبر - 2008
القضية احتمالية    كن أول من يقيّم
 
إخوتي:
أرى أن الإشكال في عنوان بيان الجاحظ احتمالي، أي ليس فيه دليل قطعي الثبوت، فلعله كما توجد نسخة بها (التبيُّن)، توجد نسخ بها (التبيين)!
وكما ورد عنوان الكتاب بفلظ (التبيُّن) في عدد من المصادر القديمة، كذلك ورد عنوان الكتاب بلفظ(التبيين)في كثير منها، وكما وُجِد من يقرر أنه لا فرق لغوي بين لفظي البيان والتبييين كذلك وُجِد من يفرق بينهما!
 ثم إن الخطأ الشائع خير من الصواب النادر!!!
 ومن ثم أدعو أن نتحاور بأدلة أكثر وأعمق، وبأسلوب هادئ ليس فيه تضعيف ولا تجاهل أو تجهيل للآخر المعارض! فالأحادية في البحث والخطاب مرفوضة دينيًّا وعلميًّا!
ولا يوجد فينا ولا في غيرنا من يملك الحقيقة المطلقة!
 
*صبري أبوحسين
10 - نوفمبر - 2008
أفدت وأفضتَ    كن أول من يقيّم
 
أفدت وأفضتَ
شيخي ياسين:
جزاك الله خيرًا على تواضعك الجم النادر، بعد قراءتي تعليقيك، أجهر قائلاً: أفدتَ وأفضتَ
*صبري أبوحسين
10 - نوفمبر - 2008
التبيين والبيان    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أساتذتي الأفاضل ،
هذه مشاركة قصيرة أقدمها بين يدي مشاركة أنوي القيام بها بإذن الله ؛  فموضوعكم هذا أعجبني كثيرا ، وسوف تكون مشاركتي تهدف إلى الاستفهام حول البيان وانه بذاته هو التبيين .
وقد وردت كلمة " التبيين" في كتاب الجاحظ مدار البحث مرة أخرى غير التي ذكرها الدكتور يحيى . ففي صفحة 81 من نشرة الوراق للكتاب نجد ما يلي :
"...وأبيَن الكلام كلامُ اللَّه، وهوالذي مدَح التَّبيين وأهل التفصيل وفي هذا كفايةٌ إن شاء اللَّه،..." .
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (ت656) من نشرة الوراق ايضا ، ص 163 ، ورد اسم الكتاب معكوسا : " ...ونقده الناقد البصير، عمرو بن بحر الجاحظ، فإنه ذكر هذه الخطبة في كتاب التبيين والبيان، وذكر من نسبتها إلى معاوية... " .
*ياسين الشيخ سليمان
9 - نوفمبر - 2008
التبيين أم التبين!    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
   أيها الأساتذة الكبار الأفاضل ، أحييكم جميعا أطيب تحية ، وأصرح بأنني أفيد من علمكم الشيء الكثير ؛ فشكرا لكم ، وأثابكم الله الخير العميم .
وإن لدي تساؤلات حول معنى التبيين ومعنى والبيان أرجو من حضراتكم أن تبينوا لي حولها ما يريح البال ويهدئ الخواطر ؛ راجيا من حضرة الدكتور مروان العطية ، الذي عودني على أن يخاطبني بالغالي وبالحبيب أن لا يسلكني في عداد من قال عنهم : فلنتركهم في غيهم يعمهون ، ونعتهم بأن بعضهم من صغار الجهلة ، وبعضهم من كبارهم . . فهو أدرى بحالهم ، وما جرى منهم شيء أجهله ، ولا أظن ما جرى سببه مجرد الخلاف في الرأي أو في تعدد المفاهيم . فالذي يقول بأن كتاب الجاحظ هو البيان والتبيّن ، أو يقول بأنه البيان والتبيين ، فلن يرقى قوله إلى أن يكون بديهية من البديهيات أو مسلمة من المسلمات التي لم تسلم هي نفسها من الشكوك ، فقد سبق للإمام أبي حامد الغزالي ، مثلا، أن شك فيها ، وطالب عقله بدليل على صحتها ، وما أراحه مما كان فيه إلا النور الذي قذفه الله في قلبه ، كما قال هو في أحد كتبه ، الذي يمكن أن يكون " المنقذ من الضلال" . وأنا بين أيديكم بحال المتسائل الباحث عن الحقيقة ، ولن أكون مكابرا جاحدا الأدلة القطعية بحال ؛ فكونوا كالنور ينير ظلام العقول ؛ فيجلو عنها ما ران عليها من قلة المعرفة .
   أبدأ بالسؤال : إذا كان البيان هو التبيين بعينه كما ذكرتم عن المرحوم الشيخ العلامة عبد السلام هارون ، فهل يصح لنا أن نقول : إن من التبيين لسحرا بدلا من إن من البيان.. أو إن الله تعالى عليه تبيين القرءان بدلا من بيان القرءان ، أو علم الله الإنسان التبيين بدلا من علمه البيان ، مع بقاء المعنى كما هو؟ وإذا كان ذلك غير جائز ، فما السبب؟
وما دمنا بحاجة إلى تبيّن البيان ، فإن البيان ليس بينا بنفسه في جميع الأحوال بالنسبة لجميع المتبينين ، فهم ليسوا سواء في مقدار التبين وعلو درجته وكيفيته ؛ فيبقون في حاجة لمن يقوم بتبيين ذلك البيان ، ولولا ذلك ما كانت هناك مئات الكتب التراثية والمعاصرة ، التي تقوم بهذه المهمة ، وأول هذه الكتب كتاب الجاحظ الموسوم بالبيان والتبيين ، أو بالبيان والتبيّن ، والذي قام صاحبه بتبيّن البيان لمقدرة اشتهر بها ، وملكة منحها الله إياها ، واطلاع واسع على مختلف العلوم ، ثم قام بتبيينه للناس .
   والتساؤل الأول الذي يتبادر إلى الأذهان عند مطالعة موضوع اسم كتاب الجاحظ هو : كيف غفل عشرات ، بل ربما مئات المشاهير من الأدباء والشعراء والمؤرخين والمحققين عن أن البيان هو التبيين!! علينا إذن أن نجد إجابة معقولة لهذا السؤال ، والتي يمكن أن تكون مخرجا معقولا وسليما في نظر المتسائل لأولئك المئات .
ومن المحتمل أن كلمة البيان في عنوان الكتاب تعني اسم علم على الفصاحة واللسن ، أو الحال التي ينبني عليها النطق والمنطق ، ولم يُقصد إلى معناها اللغوي الذي يعني الإيضاح بعد خفاء كما هو التبيين؟ وعلى هذا ، فإن الجمادات نفسها تشارك الإنسان في هذا المعنى من البيان كما قال الجاحظ نفسه في كتاب " الحيوان " : " ... فالجمادُ الأبكمُ الأخرسُ من هذا الوجه، قد شارَكَ في البيان الإنسانَ الحيَّ الناطق..."
وفي " سر البلاغة وسر البراعة " يقول الثعالبي ؛ متمثلا أنموذجا بليغا يصلح في نعي الكتاب والأدباء : " ... شابت بعده لمم الأقلام، وجفت غرر الكلام. قامت نوادب الأدب، وتعطلت حوالي الكتب. قد نضب ماء الفضل، وركدت ريح العقل، وصدئ رونق التبيين والبيان، وانثلم حد القلم واللسان .." ، فهل يعقل أن الثعالبي لا يفرق بين التبيين والبيان؟! كان يكفيه أن يقول : " وصدئ رونق البيان " ، أم أن تكرار الكلمة بنفس المعنى مع اختلاف الجرس نوع من البلاغة في القول؟
وكذلك أذكر مثالا على المقدرة على البيان بمعنى جودة المنطق الملون بالحجة الباهرة ، وقد طالعته في " أسرار البلاغة للإمام عبد القاهر الجرجاني ، وهذا المثال يروح بالبيان بعيدا عن معناه اللغوي المباشر حين يبين لنا مقدرة ابن المعتز العجيبة على ذم القمر مثال الروعة والجمال . يقول الجرجاني : "  ومن عجيب ما اتفق في هذا الباب قولُ ابن المعتزّ في ذمّ القمر، واجتراؤُه بقدرة البيان ( لاحظ أن البيان ذو قدرة) على تقبيحه..." ، ثم يورد أبياتا لابن المعتز :
يا سارقَ الأنوار من شَمْس الضُّحَى يـا  مُثْكِلي طيبَ الكَرَى iiومُنَغِّصِي
أمّـا  ضـياء الشمسِ فيك iiفناقصٌ وأرَى حَـرَارةَ نـارِهـا لم iiتَنْقُصِ
لـم  يَـظْـفَرِ التشبيهُ منك iiبطائِل مُـتـسَـلِّـخٌ  بَهَقاً كلَوْنِ iiالأَبْرصِ
إن من الممكن أن الخلاف في اسم كتاب الجاحظ نتج عن الخلاف في معنى البيان ومعنى التبيين لا عن الغفلة عن أن البيان من معانيه التبيين بالمعنى المعجمي ؛ ولكن من الجائز أن الخلاف يعود إلى كون البيان له معنى لغوي وله معنى اصطلاحي . فمن قصد المعنى اللغوي قال بأن البيان عين التبيين ، ومن قصد الاصطلاح فرق بينهما .
ولو رجوت واحدا من حضراتكم أن يبين لي بيان أهل البوادي ، وكيف هم في بيانهم إلى الفطرة أقرب ، وبصدق التعبير عن الطبع ألصق ، لما كان رجائي ينصب على معنى البيان الذي هو الوضوح بعد خفاء أبدا .
بقي أن أسألكم عن المخطوطات المتعددة للكتاب الواحد ؛ آخذا بالاعتبار سهو الناسخ أو غفلته أو عدالته أو طريقة فهمه النصوص ، أو كلها مجموعة ، ولكن بعيدا عن التزييف المتعمد والادعاء بوجود مخطوطات معينة زورا وبهتانا ، هل تعد النسخة الأقدم دليلا قاطعا على أنها هي الأصح مع غياب الأصل الذي هو من إملاء المصنف وتحت رعايته ، أو مما كتبت يده هو نفسه ؟
ومما يقلق بالي ولا أجرؤ على الخوض فيه ، لخفة ميزان بضاعتي في العلم عموما ، وفي علوم اللغة بالذات ، ألا وهو الترادف في المعاني مع اختلاف الألفاظ ، فكل ما أعرفه أن هناك من قال بالترادف ، وهناك من قال: لا ترادف . وأبحث في القرءان الكريم فلا أجد لفظا واحدا له نفس معنى لفظ آخر . ولا أعني بالترادف إطلاق اسم على مسمى عند قوم يختلف عما أطلقه عليه قوم آخرون .
أكتفي بهذا القدر حتى لا أطيل عليكم ؛ شاكرا حضراتكم على ما نستفيده  منكم ، وشاكرا للوراق خاصية البحث في النصوص ؛ فهي نعمة يا لها من نعمة! .
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
10 - نوفمبر - 2008
عنوان بيان الجاحظ احتمالي    كن أول من يقيّم
 
إخوتي:
أرى أن الإشكال في عنوان بيان الجاحظ احتمالي، أي ليس فيه دليل قطعي الثبوت، فلعله كما توجد نسخة بها (التبيُّن)، توجد نسخ بها (التبيين)!
وكما ورد عنوان الكتاب بفلظ (التبيُّن) في عدد من المصادر القديمة، كذلك ورد عنوان الكتاب بلفظ(التبيين)في كثير منها، وكما وُجِد من يقرر أنه لا فرق لغوي بين لفظي البيان والتبييين كذلك وُجِد من يفرق بينهما!
شكرا لك اخي الفاضل ، د/ صبري أبو حسين ، وما تفضلت به من قول أراه عين الصواب . ولمّا تقدمتُ بمشاركتي السابقة كان ما قلته في بالي . منذ قليل كنت أبحث في الشبكة ؛ فألفيت المشاركة التالية في ملتقى أهل الحديث :
قديم24-10-06, 01:07 AM
أبو فالح عبدالله أبو فالح عبدالله غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: 01-10-05
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 334
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ياسر عرفات مشاهدة المشاركة
الصواب : البيان والتبين . ياء واحدة فقط في التبين . كثر الله فوائدك .
بارك الله فيك

المسألة محل بحث و اجتهاد ، فالمحقق العلامة عبد السلام هارون كان يذهب لما تقول مع أنه طبع الكتاب على غير الوجه الذي استقر على ترجيحه، ويخالفه في هذا التوجيه و الضبط تلميذه العلامة محمود الطناحي كما في مجموع مقالاته بأدلة و اعتبارات معاكسة ..

و القضية فيها سعة إن شاء الله..(انتهت المشاركة التي نقلتها ).
 
    إذا كان ما جاء في المشاركة التي نقلتها لتوي مؤكدا ؛ فيمكنني القول : علامة يعارض علامة ، وأنا بينهما رجل أتساءل ، ألقي السؤال راجيا الجواب كي أزداد معرفة وعلما .ويمكن أن يظن بعض معارفي عندما يقرؤون مشاركاتي أنني أدعي المعرفة ولكن أغلفها بالتساؤل لأظهر براعتي وتواضعي ، ولكن الحقيقة غير هذا قطعا .إنني أجهل الكثير ، وأتوق إلى المعرفة ، وهذا من أسباب تواضعي إن كنت متواضعا حقا ، ولكن الأهم عندي من ذلك كله هو أنني لا أسلم لقول دون أن أقتنع بصحته . وإن قصر فهمي عن الإدراك أعترف بالقصور . ولكنني لا يمكنني أن أدّعي الانتصار لقول ادّعاء أبدا لأي سبب من الأسباب؛ فلن أكون إمّعة ولو شنقوني ، هذا ، وإنني أقر وأعترف أنني أخشى دائما الحكم على قضية حكما قاطعا ؛ فالقطع ليس بالأمر السهل ، وكثيرا ما يعتقد الواحد منا صحة أمر من الأمور اليوم ؛ فإذا به يكتشف في اليوم التالي أنه وقع في التسرع والعجلة وتورط ؛ فمالي ولهذا التسرع الذي يعقبه التورط والندم ، أو تعقبه المكابرة والاستبداد بالرأي دون وجه حق  مثلما كان يحدث معي أحيانا وأنا في ريعان الشباب!! ثم ، والله ، يا أستاذي، إنني أفضل أن أكون على خطأ وأن يأتي الصواب من لدن غيري ؛ لأن في هذا تعويدا لي أكثر على نبذ التسرع . وأقول : لو أنني درست الحقوق وعملت محاميا لفشلت في عملي على الأغلب ، ذلك أنني لن أقطع ببراءة موكلي بسهولة على الإطلاق ؛ وساعتها أكون لموكلي خصما . أعاذنا الله جميعا من التسرع ، وألهمنا التأني والسلامة .
والشيء بالشيء يذكر :
التحقت بإحدى الجامعات بضعة شهور في غابر الأيام ثم تركت ولم أكمل الدراسة ، ولا زلت أذكر أن واحدا من الأساتذة ( أستاذ مادة الأحياء) قال لنا في أول محاضرة إن العلم( يقصد العلم الطبيعي ) لا يعترف بوجود الله!! فقلت له : ما تقوله يا أستاذ ،غير صحيح ، فالعلم الطبيعي لا يعترف ولا ينكر في نفس الوقت ، فقال : هذا غير صحيح أبدا ! ومن أين جئت به؟!( بدلا من أن يسألني لماذا وكيف) ، فقلت : ومن أين جئت بما تقول أنت؟ قال : من مقدمة الكتاب المقرر ، فقلت : وانا كذلك . ثم فتحت الكتاب  ( الكتاب بالإنجليزية وكنت قد طالعت مقدمته في يوم سابق) وقرأت له سطرا من المقدمة يبين بوضوح ما قلته له ، فأصيب بالحرج ، واخذ يداري حرجه بأعذار منها أن إنجليزيته ضعيفة . ولقد خجلت يومها من أن أوضح لذلك الأستاذ أن الأمر لا يحتاج حتى إلى قراءة مقدمة الكتاب المذكور؛ ذلك لأن ما جرى كان أمام جمع من الطلبة والطالبات ؛ فلم أرد أن أزيده حرجا . وغير ذلك ، فقد تذكرت حينها أنني فعلت مثلما فعل الأستاذ أكثر من مرة قبل أن أتوب من تلك الحال .
بقي أن اصرح بأن كل مشاركاتي انبثقت من الظن بأن الإخوة المشاركين قصدوا إلى القطع بان اسم الكتاب هو " البيان والتبين " ، أما إذا كان ظني في غير محله ، وانهم قصدوا ترجيح قول على آخر ؛ فتكون مشاركاتي في غير محلها على الأغلب . 
*ياسين الشيخ سليمان
13 - نوفمبر - 2008
 1  2