البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من أوراق أبى الطيب المتنبى 00للروائى محمد جبريل (3)    كن أول من يقيّم
 
لم يكن أحد في استقبالي، وإن كنت أعرف مقصدي. سألت عن قصر الأستاذ أبي المسك كافور(4)، فأبدى الناس عجبهم، وإن أشاروا بعبور شوارع وأخطاط (5)وأبواب كي أصل إلى القصر المنشود.

حرصت على ركوب الحصان. حرصت على الأمر نفسه لأتباعي : ولدي محسد، وتابعي مسعود، وقلة من الخدم والعبيد، حتى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة العامة ذوي المهن الحقيرة.

أمرت، فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وكسوته، فبدا مليحا يسر الناظرين. مشاعر الاعتزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي. لا يعرفون أبا الطيب وإن حسدوا عظمة هذا الوافد، تبين نظراته المتطلعة عن غربته.
                                *****

كأنما العرب خلقوا للأحقاد: سيف الدولة(6) يهبني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه.(7) خلفت في الشام أبا فراس(8) وأبا الحسين الناشئ(9) وأبا القاسم الزاهي (10)وأبا العباس النامي (11)وغيرهم عشرات ،بذلوا المداهنة والملق، والقصائد التي تخفض ولا ترفع. أحكموا المكائد والمؤامرات، فبات سيف الدولة غضبا خالصا. قررت أن أترك لهم الجمل بما حمل، فأهجر الشام إلى بلاد أخرى غيرها من بلاد العرب.

ناقشت أصحابي : أي بلاد نتجه إليها ? اختاروا العراق0 واخترت مصر 0لم يكن اختيارى وليد اللحظة  ولامصادفة 0أسرفت –فى قصائدى – فى النيل من معز الدولة ،والنيل من الخليفة نفسه0أهملت الحيطة والحذر ،فرميت ناس العراق بالجبن والخوف وغلبة الشهوات0باتت الطريق إلى بغداد- من يومها- غير ممهدة امأمونة 0زاد رسل الفسطاط0تعددت زياراتهم إلى حلب ضمنوا حماية الإخشيدى ،ولوحوا بالأمل الذى كنت أتوق00000(12)
 
 
____
 
(4) يقول صاحب الصبح المنبى عن حيثية المتنبى  ص110-111 (وكافور هذا عبد أسود خصي مثقوب الشفة السفلى بطين قبيح القدمين ثقيل البدن لا فرق بينه وبين الأمة، وقد سئل عنه بعض بني هلال فقال رأيت أمة سوداء تأمر وتنهي، وكان هذا الأسود لقوم من أهل مصر يعرفون ببني عياش يستخدمونه في مصالح السوق، وكان ابن عياش يربط في رأسه حبلا إذا أراد النوم فإذا أراد منه حاجة جذبه بالحبل لأنه لم يكن ينتبه بالصياح، وكان غلمان ابن طغج يصفعونه في الأسواق كلما رأوه فيضحك فقالوا هذا الأسود خفيف الروح، وكلموا صاحبه في بيعه فوهبه لهم، فأقاموه على وظيفة الخدمة، ومات سيده أبو بكر بن طغج وولده صغير، وتقيد الأسود بخدمته وأخذته البيعة لولد سيده، وتفرد الأسود بخدمته وخدمة والدته، فقرب من شاء وبعد من شاء فنظر الناس إليه من صغر هممهم، وخسة أنفسهم، فسابقوا إلى التقرب إليه، وسعى بعضهم ببعض حتى صار الرجل لا يأمن أهل داره على أسراره، وصار كل عبد بمصر يرى أنه خير من سيده، ثم ملك الأمر على ابن سيده وأمر ألا يكلمه أحد من مماليك أبيه، ومن كلمة أتلفه، فلما كبر ابن سيده وتبين ما هو فيه جعل يبوح بما هو في نفسه في بعض الأوقات على الشراب ففزع الأسود منه، وسقاه سما فقتله، وخلت مصر له    "
(5) أخطاط: مفردها "خط"،وهى الحارة 0وكانت هذه هى التسمية إلى انشاء القاهرة0
(6)سيف الدولة الحمدانى :صاحب حلب0خاض الكثير من الحروب والمعارك ،واشتهر برعايته للعديد من الأدباء والعلماء،كالمتنبى وأبى فراس والفارابى 0وقد قدم إليه الأصبهانى كتاب الأغانى 0
(7) تتفق غالبية الروايات فى أن سبب مفارقة المتنبى سيف الدولة ورحيله إلى مصر ،هو انصات سيف الدولة لمن يوغرون صدره ضد المتنبى ،حتى كان يسرف فى قسوته عليه أحيانا0
(8)أبو فراس :ابن عم سيف الدولة 0يعد من أشهر مشاهير عصره فى الشجاعة والكرم وجودة الشعر 0وقال الصاحب بن عباد:بدىء الشعر بملك يعنى إمرأ القيس)وختم بملك(يعنى أبا فراس)0مات قتيلا فى 257هجرية0
 
(9)أبو الحسين الناشىء :شاعر مجيد من أهل بغداد0له قصائد كثيرة فى أهل البيت0وكان من الشعراء المقربين إلى سيف الدولة 0
(10)أبو القاسم الزاهى :من أهل بغداد 0كان من أشهر شعراء عصره 0أكثر قصائده فى مدح آل البيت ،ون كتب مدائح فى سيف الدولة والوزير المهلبى وغيرهما 0
(11) أبو العباس النامى :هو أبو العباس أحمد بن محمد الدرامى المعروف بالنامى 0من أعظم شعراء عصره0كان قريبا من سيف الدولة 0وقيل أنه كان يلى المتنبى فى المنزلة 0توفى سنة 370هجرية0
(12)هكذا بياض فى الأصل0
**********************************
ويواصل محمد جبريل الرحلة مع المتنبى ، عارضا هذه الأوراق ، ومحاولا وبقدر الإمكان أن يستلهم مفردات الماضى البعيد ،وأن يوهم القارىء بصدق أوراقه 0
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
20 - سبتمبر - 2007
تبدو مشجعة     كن أول من يقيّم
 
عبدالمحسن
2 - يناير - 2011
هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى في الدولة فساداً    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
إذا كانت هذه اليوميات ستؤرخ للقرن الرابع الهجري , فيجب أن نقرأها بمنظار أوسع , لا يقتصر فقط على الأدب و إنما يشمل التاريخ و السياسة , و رغم ثراء تعليقات القراء كالأستاذ زهير و الأستاذ داوود و الدكتور النويهي صاحب الموضوع الأشهر عن الفلاسفة في هذه المجالس, إلا أنني أود أن ألفت النظر إلى جانب سياسي و اجتماعي تعكسه هذه اليوميات .
لقد أحسست بصدمة عندما قرأت فقرة رؤوس تطوف بغداد , و العبارة التي انتهت بها : هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى في الدولة فساداً !!!!
ثم قرأت "نكبة الخيزران" و "سمل القاهر بالله" و "سمل المستكفي" و أعتقد أن الأستاذ السويدي في جعبته المزيد من هذه المآثر العربية !
و عندما ينظر المرء إلى حالة العرب اليوم وما يملؤها من قمع و استبداد و طغيان , و إلى العقلية العربية الضعيفة و المستكينة يعرف أن ما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة لما تعرضنا له من قمع و بطش على مدى مئات السنين .
و يبدو أيضاً من الاجحاف أن نلصق كل مشاكلنا برقبة الامبراطورية العثمانية , إذا أن الأوضاع قبلها لم تكن مثالية أبداً , و جمال باشا السفاح لم يكن هو السفاح الوحيد !
كما يبدو أيضاَ أنه من الظلم أن ندعي أن عبد الناصر و نظامه القمعي ساهما في هزيمة 1967 , إذ أن عبد الناصر لم يجلب شيئاَ جديداً و كأن مصر كان تعيش قبله في واحة من الحرية و الديمقراطية و انتظروا أخبار كافور الاخشيدي لتعرفوا أنه أسس أنظمة للاستخبارات و مراقبة العباد في مصر قبل عبد الناصر بألف سنة !
كريم
10 - يونيو - 2007
المتنبي وعصره بين البحث والرواية    كن أول من يقيّم
 
 
 
تفضل بعض الأصدقاء مشكورين بلفت انتباهي إلى تشابه حادث في الفكرة التي اختارها الروائي الأستاذ محمد جبريل مدخلاً لروايته المعنونة (من أوراق أبي الطيب المتنبي)، والمنشورة عام 1984، وبين قصة عثور أحدهم على مخطوطة اتضح أنها للشاعر العربي الكبير أبي الطيب المتنبي، والتي اخترتها مدخلاً لعملي المعنون "يوميات دير العاقول" وهو المكان الذي لقي فيه الشاعر مصرعه.
وحقيقة الأمر أنني لم أحظ بفرصة الإطلاع على رواية الأستاذ جبريل سوى منذ أيام قلائل حيث حالفني التوفيق في الحصول على نسخة منها.
ولست هنا بصدد الدفاع أو تقديم المبررات، وإنما دافعي للكتابة هو أولاً تقديري لهؤلاء الأصدقاء الذين تكرموا بلفت انتباهي إلى الأمر، ثم حرصي على التواصل مع النخبة من القراء من أصحاب الوعي والثقافة ممن كانوا أكثر حظاً مني في الإطلاع على رواية الأستاذ جبريل في أوقات مبكرة، والذين ربما لم تتح لهم الفرصة كاملة للإطلاع على عملي (يوميات دير العاقول) لأنه-من جهة- ما زال قيد الكتابة والتطور، كما أنه من جهة أخرى لم يصدر في نسخته الورقية بعد، وإنما تم تدشين نسخته التفاعلية على موقع الوراق، ونشرت الصحافة العربية مختارات ومقتطفات منه لا أظنها بأي حال قادرة على إيضاح الصورة الكلية للعمل؛ حيث يختفي في هذه المختارات الترابط العضوي بين اليوميات بينما أراه الرهان الحقيقي في هذا العمل الطويل.
ولا أظن أنني في حاجة إلى القول بأن اهتمامي بالمتنبي شاعراً وإنساناً لم يبدأ مع تاريخ إعلاني عن "يوميات دير العاقول"، وأن علاقتي البحثية بهذا الشاعر وبعصره قد بدأت قبل ذلك بزمان فلقد أنجزت موقعا على الشبكة لديوانه كاملا مضمنا عشرات من الشروح وكذلك التسجيل الصوتي للقصائد http://www.almotanabbi.com ، وكان شغلي الشاغل منذ خطفتني ربّة الشعر قراءة منجزه الشعري بعين الباحث قبل عين الأديب، كما كان همي الوقوف على جُلّ – إن لم يكن كل - ما حوته كتب التراث والتاريخ عن حياته وعن تفاصيل العصر الذي عاش وأبدع فيه، القرن الرابع الهجري، ذلك العصر الذي رسخ في أذهاننا باعتباره العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.
لقد شغلني المتنبي وعصره فكنت أحرص على التقاط كل واردة وشاردة تخص هذا العصر، وقد دفعني الهاجس والرغبة إلى تحرّي صورة عصر المتنبي خلال يوميّات أسميتها (يوميات دير العاقول) التي أسرتني فكرتُها ، وتحت وطأة هذا الشعور بدأت في التدوين، وما زلت في منتصف الطريق، إذ دونت ما يربو عن 160 يومية، أتوقع أن تصل إلى أكثر من ثلاثمائة يومية وفقاً للتسلسل الذي رسمته للأحداث.
 
لست في حاجة إلى أن يبدو كلامي السابق وكأنه دفاع أو تبرير لما حدث من تشابه بين مدخلي العملين، لأنه "ثيمة" إقامة عمل ما على فكرة العثور على مخطوطة ثم الانطلاق منها هي بالأساس فكرة ليست بمبتكرة، ولا يمكن أن ننسبها إلى شخص بعينه، وإنما هي طريقة درامية – إذا صح التعبير- تكرر استغلالها وسوف يتكرر في العديد من أنواع الإبداع الفني.
وإذا كان الداعي الأساسي لتوهم وجود تشابه بين العملين هو ارتباط الأمر بالشخصية نفسها،  أي الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي،  ففي رأيي-  لا يجوز لمثقف مهتم أن يكتفي بهذا التصور المبدئي للحكم على عملين يختلفان كل الاختلاف من حيث النوع الفني ومن حيث منهج التناول.
فبينما ينسج الأستاذ محمد جبريل في  عمله روايةً يطلق فيها العنان لمخيلته المبدعة ويختار من التاريخ ما يمكنه أن يتحول إلى إسقاطات فنية على واقع يريد أن ينتقده، فإن الفكرة الرئيسة في (يوميات دير العاقول) إنما هي تفكيك الزمان وإعادة تركيبه في محاولة لتحقيق رغبة تنتابني تجاه تاريخنا بشكل عام، حيث أرغب في إعادة النظر في هذا الكم من المسلمات والأفكار الثابتة التي تثقلنا وتحول دون امتلاكنا نظرة موضوعية إلى ذواتنا وتاريخنا.
على هذا الأساس فإن منهجي في كتابة اليوميات اقتضي مني البحث في تفاصيل صورة العصر كما عاشه المتنبي في محاولة لإعادة قراءته، معتمداً آليات موضوعية للربط بين الروايات وتتبعها، مع محاولة تفهم دوافع الاختلافات الكبيرة بين الرواة والمؤرخين الذين كان بعضهم  محكوماً بانتماءاته أو بخوفه أو بطمعه أحياناً.
وإذا كان متنبي الأستاذ جبريل هو بطل متخيل في عمل روائي لا يُقاس على مسطرة التاريخ، (دون أن يتضمن ذلك حكم قيمة على العمل)، فإن المتنبي في (يوميات دير العاقول) هو نفسه المتنبي، الشاعر الذي عاش في الفترة بين (303 هجرية) إلى(354 هجرية) من القرن الرابع ، لأن اختياره نابع من كونه رجل غير اعتيادي عاش في هذا العصر الذي أردت تقديم قراءة أخرى له، ولأنه يمتلك كل المواصفات التي تؤهله لأن يكون (حاملاً) قوياً للرسالة التي أردت إيصالها من خلال إعادة تشكيل فسيفساء أحداث وتنظيم نبض الحياة في ذاك العصر. ومن هذه الزاوية فإن أبا العلاء المعري يصلح عندي أيضاً لأن يكون (حاملاً) جيداً أعيد من خلاله إعادة قراءة القرن التالي، وفي ظني ما كان هذا اللبس ليقع لو كان اختياري قد توجه إلى أبي العلاء.
من ناحية أخرى فإن المتنبي في (يوميات دير العاقول) ليس راويةً بالمعنى التقليدي للكلمة، فقد وضعت على لسانه كل هذه الحكايات التي حرصت على تتبعها في مصادرها وتحري الدقة إلى أقصى قدر ممكن، فالأساس في هذا العمل هو (التشكيل)، لأنني أهدف إلى إعادة فك وتركيب ذاك العصر ليصل إلى القارئ في مشهديّة تضجّ بالصخب والحياة والناس والأحلام وغير ذلك، واختيار مدخل العثور على مخطوطة واعتماد نسق اليوميات ما هو إلا (لباس فني) حاولت من خلاله كسر ما عرفته عملية كتابة التاريخ من نمطية.
إنني أعمل على اليوميات كما يعمل موسيقي على مقطوعته، ربما أعيد رواية القصة أكثر من مرة في أكثر من موضع بأكثر من شكل، كلحن يتردد في العمل الموسيقي بين آونة وأخرى، إلا أن كل هذه المقطوعات أصلية يمكن تتبعها في أصولها ومصادرها.
حتى تلك اليوميات التي قمت بنحتها بشكل خاص، فإنما هي نتيجة لاجتهادات بحثية توصلت خلالها إلى نتائج قمت بصياغتها في يوميات تكتسي الطابع الأدبي، مثل يومية العرَّافة التي بشرت بميلاد الشاعر، متنبئة بتفاصيل حياته، مشيرة إلى أنه سوف "ينتهي به المطاف وحيداً، محطّما كموجة على الصخور"، هذه اليومية لم تكن وليدة الخيال المحض، إنما هي نتيجة لاجتهاد دقيق لمعرفة إلى أي برج ينتمي المتنبي، وذلك من خلال ما ورد في الكتب عن مواصفاته الشخصية وكذلك من خلال أشعاره. وأنا أميل إلى كونه من أبناء الجوزاء لانطباق مواصفاته على مواليدها الذكور وأعترف بأن هذا ترجيح أملاه عليّ إهتمامي بلأبراج ومحاولة فكّها رياضيا وهذا موضوع يطول بحثه. ويتكرر الأمر في يوميات أخرى منها يومية (الخروج من مصر) مثلاً، والتي تضمنت خلاصة جهد بحثي توصلت من خلاله بالأدلة الموثقة إلى أن المتنبي لم يخرج من مصر مهزوماً وإن احتال للخروج، بل قامة شعريّة يعتد بها في زمانه إذ استقبلته قبائل العرب استقبال الأمراء، كما أنه لم يتخل بخروجه من مصر عن حلمه بالإمارة الذي ظل شاغله الأول خلال الجزء الأخير من حياته، بل توصلتُ إلى أن سعيه وراء هذا الحلم كان السبب المباشر والرئيس في خروجه من مصر وكذلك في مصرعه، وهو ما لم يأت على ذكره باحث من قبل (في ما طالعت من كتب وقعت عليها ولا أعلم فربّما هناك من سبقني إلى ذلك).
وخلاصة اجتهادي في هذه النقطة، كما صغتها في اليومية، تقول إن المتنبي بعد أن خرج من حلب مخلفاً سيف الدولة، متوجهاً إلى مصر -حيث لم ينل مراده من المكوث لدى كافور- قصد الكوفة فبغداد محاولاً الوصول إلى معز الدولة عبر وزيره المهلبي الذي خذله وألّب شعراء (سفهاء كما أسماهم المتنبي في يوميّاته)، فتوجه إلى عضد الدولة، بينما هو على علم بما بينه وبين ابن عمه معز الدولة وولده بختيار (صاحب فاتك وقاتل المتنبي) من عداوة، إلا أن نفس المتنبي الطامحة إلى الحكم أمرته بخوض اللعبة إلى آخرها وإن كان فيها مصرعه، وهو ما كان.
لا شك عندي في أن الحديث عن العمل ليس كقراءته، وأنه لا يمكن لمقالة مهما بلغ حجم جهدي في صياغتها أن يُلخّص ما أريد قوله في (يوميات دير العاقول) خاصة وأن النص مفتوح، ما زال، على احتمالات كثيرة بقدر ما يطرأ على معرفتي من تغيرات خلال البحث والقراءة، وهو أمر يتطلب من المهتمين التواصل مع العمل في موقعه التفاعلي : (www.alwaraq.com)، والتواصل معي بشأن ما يرونه من ملاحظات قد تفيد في تطوير العمل أو حتى تغيير مساره إذا استدعى الأمر ذلك، لأن إعادة قراءة التاريخ وفق هذه الطريقة التي أحاول التأسيس لها، إنما هو مشروع حياة بالنسبة لي/ لنا، بدأته وأتمنى أن أنجح في استكماله، ولا أخفي أنني بصدد الإعلان عن مشروع مواز لإعادة تقديم حقب تاريخة هامة من خلال إعادة ترتيب فسيفساء التاريخ المنثورة بين الكتب وتخليصها من شوائبها الكثيرة.
ما أردت قوله من خلال هذا البحث المرتدي لباس اليوميات هو خلوصي أن القوانين التي حكمت عصر المتنبي ما زالت تحكم عصرنا، رغم كل ما ندعيه من تطور وحضارة، لقد كانت الفتنة الطائفية والمذهبيّة في ذلك الزمان فتنة وقودها الناس، ولا زالت في عالمنا العربي تتغذى على الناس كل يوم، لم يجدّ جديد سوى أن وسائل التدمير أصبحت أشرس، وكأن القرن الحادي والعشرين مرآة للقرن العاشر إلا أنها مرآة مكبرة تعكس كل السلبيات، ما زال الخطاب الديني المتطرف يحكم مصير شعوب بأسرها، ولا زالت القيادات التي حكمت القرن العاشر فقمعت وقهرت وقتلت وعذبت وابتذلت موجودة في غير مكان من أرض العرب في القرنين العشرين والحادي والعشرين،  وكأن أحداً لم يسمع عن مفاهيم الديمقراطية منذ الإغريق وصولاً إلى عصر فولتير، وجان جاك روسو، وغيرهما من مفكري عصر التنوير.
لا زالت مجتمعاتنا  تعيش حالة المذهبيّة والطائفية والتفرق، وتخضع لأوهام السحر والشعوذة، والتشبث بماض وهميّ لم يكن له وجود لم يقرأ ويمّحص بعد وتشهد على ذلك فضائياتنا المكرسة لذلك والتي تزداد عدداً ويزداد مشاهدوها كل يوم، وهو أمر يؤسف له.
ما زال المبدع العربي إما موظفاً لدى السلطة، أو لدى المؤسسة الخاصة وهو امتداد للاستجداء الذي وصموا به الشاعر والأديب في زمان المتنبي ( وأنا لا أغفل عن الحاجة التى تدفعنا/تدفعهم لذلك، أو مصابيحا لا تمدّ بالزيت على حدّ قول الفيلسوف الأغريقي، ألم يكن الأمر كذلك في ذلك العصر?.
في النهاية، أشكر كل من اهتم بالأمر، وأشكر من لفت انتباهي إلى رواية (من أوراق أبي الطيب المتنبي) التي رأيت أنها بالفعل جديرة بالقراءة والتقدير.
 
*محمد
18 - سبتمبر - 2007
صندوقه العجيب    كن أول من يقيّم
 
أخبار جميلة تنقلها لنا أستاذ زهير , وهاهو الأستاذ محمد السويدي يمد يده إلى صندوقه العجيب , فيخرج منه قطعة نادرة لا تقدر بثمن , كم سننتظر لنقرأ هذه اليوميات بعد تحقيقها ?    وهل لك بنشر جزءٍ منها يروي ظمأنا ? ,
بارك الله في الجهود الطيبة التي يبذلها أديبنا محمد السويدي لإثراء الأدب العربي .
ولا شك أن المقصود بمقارنة (يوميات ديرالعاقول) بكتاب (أم القرى) يعني أن قصة وجود مخطوطة بخط المتنبي ضرب من الخيال، وهيام شاعر بشاعر
*محمد هشام
21 - أبريل - 2007
لهفة عارمة    كن أول من يقيّم
 
بارك الله في الأيدي الطيبة , والعقل النير الذي كرس حياته في إحياء التراث العربي المجيد , ونحن في شوق شديد , ولهفة عارمة لتصفح هذا الكتاب الهام الذي سمعنا أنه سيُصنف على أنه من أهم الإنتاجات الأدبية الحديثة , , , وإن تكن حياة المتنبي وعصر المتنبي يحتويان على المفارقات , والعجائب , الظلم , والقسوة , الطموح , والحب , الإحباط , والأمل  ........ فظني أن هذا الكتاب سيلاقي اهتماماً كبيراً
*محمد هشام
20 - مايو - 2007
الصور    كن أول من يقيّم
 
سؤال يتبادر للقارئ : ما هو مصدر الصور التي تزين اليوميات ?? , يوميات دير العاقول بدت لي للوهلة الأولى وكأنها هبطت من السماء ! , وتلقفتها كأنني أقابل المرأة التي أحب للمرة الأولى !
*محمد هشام
21 - مايو - 2007
المتخيل و الحقيقي في يوميات دير العاقول    كن أول من يقيّم
 
لقد بنى الباحث محمد السويدي هذه اليوميات على وقائع تاريخية مثبتة في كتب الأدب و التاريخ , و لكن و بسبب حديثه عن عملاق من عمالقة الشعر , ابتعد عن أسلوب السرد التاريخي و استعمل لغة أدبية و شعرية جميلة , منطلقاً من فكرة متخيلة و هي العثور على مخطوطة لهذه السيرة في مكان يسمى دير العاقول.
 
و كل ما يرد في هذه السيرة من أحداث و تواريخ و شخصيات هي حقيقية باستثناء وحيد و هو شخصية العرافة التي حاول السويدي و هو الولع بالأبراج , حاول من خلالها التنبؤ بما سيحدث للمتنبي .
 
و عموماً سينشر الوراق قريباً مقابلتين للأستاذ السويدي إحداهما مع صحيفة الحياة و الأخرى مع صحيفة الإمارات اليوم , حيث تحدث فيهما عن هذه السيرة و بنائها .
*معتصم
22 - مايو - 2007
 1  2  3